سلامة كيلة
5 مايو 2016Linkكان واضحاً أن النظام السوري لا يريد الحل السياسي، وهذا هو موقف النظام الإيراني الذي أرسل، لأول مرة، قوات من جيشه، بعد أن أغرق سورية بالحرس الثوري والقوى الطائفية الملحقة به، كذلك هو موقف روسيا التي تحاول أن تُظهر أنها تنتصر في كل حربٍ تدخلها، وهذا تعبير عن "نقص" في الثقة بالذات، تتحكم في سياستها الدولية، كإمبريالية تريد الهيمنة.لهذا، جرى التوافق على فتح معركة حلب، على الرغم من التوافق الأميركي الروسي على "فرض" وقف إطلاق النار، وهو ما أعلنه رئيس وزراء النظام، ونال على أساسه توبيخاً روسياً، الدولة التي باتت هي المقرّر في سورية. والهدف، هنا، هو حسم معركة الشمال، وسد الطريق على تركيا من جهة، وعلى الكتائب المسلحة من جهة أخرى. وهي المعركة التي خيضت ضد الكتائب المسلحة من ثلاثة أطراف معاً: القوات الإيرانية وحزب الله، وحزب الاتحاد الديمقراطي وداعش، تحت غطاء جوي روسي. لكنها فشلت، بالتالي، أصبح واجباً حسم معركة حلب، بغض النظر عن "الخسائر". حيث استخدم النظام "طيرانه" المتطور من أجل إبادة حلب، ومن ثم التقدم شمالاً.ولإخفاء الوحشية التي تمارس، عاد النظام إلى استخدام "ماكيناته الإعلامية" التي تتمحور في خطابها على مسألة وحيدة: إن كل الصور المعممة حول حلب "مفبركة". استخدم الفبركة الإعلامية منذ البدء، وكانت هذه الوسيلة جزءاً من حربه لتشويه الثورة، و"إبقاء المتردّدين" متردّدين، وأيضاً إعطاء الممانعين مبرّراتٍ لاستمرار القناعة الذاتية، وتأكيد الدعم. لهذا، وجدنا أنه، في موازاة الهجوم الوحشي على حلب، باشر هجوماً إعلامياً يؤكد على فبركة الصور التي تظهر هذه الوحشية. وهذا ما يكرّره الممانعون في البلدان العربية، ربما لإقناع الذات فقط، بعد أن أوغلوا في دعم نظام وحشي، تحت حجة "المؤامرة الإمبريالية، حتى بعد أن كشف أوباما كل مواقفه من سورية منذ بدء الثورة، وكان فرحاً وراضياً أنه لم يتدخل.لهذا، كان النظام السوري مناسباً لوحشيةٍ تريدها الطغم الإمبريالية.
No comments:
Post a Comment