رأي القدس
رغم مرور أكثر من ست سنوات على بدء الثورة السورية تحوّلت خلالها أخبار القتل الجماعي
وقصف المشافي والأسواق والمساجد والآثار ومآسي النزوح إلى أمور لا تثير غير أحاسيس فظيعة بالعجز واليأس والقهر فإن رئيس تلك البلاد المنكوبة، بشار الأسد، يبدو الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع، في ظل هذه التراجيديا الهائلة التي قام بصنعها، أن يظهر على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام سعيداً متضاحكاً ومبتهجاً متسائلاً إن كان الأطفال الذين قتلهم بغاز السارين قد قُتلوا حقّا!
لتحليل هذه الشخصية فلنتوقف عند أخبار الأمس فحسب، والتي شهدت قصف روسيا، التي قام الأسد نفسه بشكرها مرّات عديدة على حفاظها على نظامه، لمستشفيات وحواضن أطفال في إدلب، ولكنّ هذه الدولة الراعية والحامية لعرش الرئيس لم تمنع الطائرات المقاتلة لإسرائيل من قصف مستودع أسلحة لإيران، الدولة الراعية الثانية للنظام، وأين؟ في مطار دمشق نفسه ليس بعيداً عن قصر الرئيس السعيد بـ«سيادته» على البلد وبوثوقه من «الانتصار»!
في أخبار أمس أيضاً أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي كان يحيّي الأسد عندما كان خارج السلطة، يصرّح بأن بريطانيا ستشارك في أي قصف جديد على النظام السوري إذا طلبت منها حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية ذلك.
الأسد، هو «رئيس» بلد تتحكم فيه قواعد روسيّة وتخزن إيران أسلحتها في مطاراته وثكناته وتنشر حرسها الثوري وميليشياتها الأفغانية والباكستانية والعراقية في ربوعه فيما تستبيح أجواءه وأراضيه طائرات أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتتوسع فيه دويلات كرديّة وسلفيّة سنّية تنوس بين تنظيم «الدولة» وحلفاء «القاعدة»، وتسيطر تركيا على شريطه الحدودي الشمالي، والأردن على شريطه الجنوبي، ويندفع جهاديو «حزب الله» اللبناني إلى حلب ودير الزور ودرعا وادلب (لإنقاذ «السيدة زينب» التي رعى السوريون ضريحها لأكثر من ألف وثلاثمئة عام قبل ظهور «حزب الله») وقتل من يقف من المعارضين السوريين في طريقهم، وفوق كل ذلك تختار إسرائيل أي وقت تريد وتقصف ما تراه مناسباً، فيتجاهل الأسد كل ما يحصل ويصبّ جام غضبه على مواطنيه فحسب ثم يخرج على الشاشات ليتضاحك على فكرة أن الأطفال الذين ماتوا خنقا ربما لم يموتوا وأن الغارات السامّة «مفبركة مئة بالمئة».
في أحد الايميلات المسرّبة لزوجته أسماء الأخرس يرسل الأسد مقطعا مفضّلاً لديه من برنامج «أمريكا غوت تالانت» لشخص متعطش للدماء يقوم بقطع مساعده إلى نصفين، وهو أمر تعلّق عليه صحيفة «دايلي ميل» البريطانية بأن هذا يدلّ على شخصية إجرامية مريضة تتلذّذ بآلام الآخرين، ولكن المشكلة هنا أن الموضوعين، فعلاً، على خشبة التعذيب، هم أطفال ونساء ورجال سوريا الذين قوبلت أحلامهم البسيطة ببلد مدنيّ ديمقراطي بإصرار رئيس ساديّ على قمع تلك الأحلام بوحشية مريعة ما أدّى، في النهاية، إلى صيرورته أداة صغيرة بأيدي الدول التي اندفعت لحماية نظامه، وإلى تفسّخ البلد سياسيا وعسكريا واجتماعيا وتحوّله إلى فيضان من الآلام الجماعية التي انداحت على العالم وأسقطت ورقة التين الهشّة عن المجتمع الدولي.
لتحليل هذه الشخصية فلنتوقف عند أخبار الأمس فحسب، والتي شهدت قصف روسيا، التي قام الأسد نفسه بشكرها مرّات عديدة على حفاظها على نظامه، لمستشفيات وحواضن أطفال في إدلب، ولكنّ هذه الدولة الراعية والحامية لعرش الرئيس لم تمنع الطائرات المقاتلة لإسرائيل من قصف مستودع أسلحة لإيران، الدولة الراعية الثانية للنظام، وأين؟ في مطار دمشق نفسه ليس بعيداً عن قصر الرئيس السعيد بـ«سيادته» على البلد وبوثوقه من «الانتصار»!
في أخبار أمس أيضاً أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي كان يحيّي الأسد عندما كان خارج السلطة، يصرّح بأن بريطانيا ستشارك في أي قصف جديد على النظام السوري إذا طلبت منها حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية ذلك.
الأسد، هو «رئيس» بلد تتحكم فيه قواعد روسيّة وتخزن إيران أسلحتها في مطاراته وثكناته وتنشر حرسها الثوري وميليشياتها الأفغانية والباكستانية والعراقية في ربوعه فيما تستبيح أجواءه وأراضيه طائرات أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتتوسع فيه دويلات كرديّة وسلفيّة سنّية تنوس بين تنظيم «الدولة» وحلفاء «القاعدة»، وتسيطر تركيا على شريطه الحدودي الشمالي، والأردن على شريطه الجنوبي، ويندفع جهاديو «حزب الله» اللبناني إلى حلب ودير الزور ودرعا وادلب (لإنقاذ «السيدة زينب» التي رعى السوريون ضريحها لأكثر من ألف وثلاثمئة عام قبل ظهور «حزب الله») وقتل من يقف من المعارضين السوريين في طريقهم، وفوق كل ذلك تختار إسرائيل أي وقت تريد وتقصف ما تراه مناسباً، فيتجاهل الأسد كل ما يحصل ويصبّ جام غضبه على مواطنيه فحسب ثم يخرج على الشاشات ليتضاحك على فكرة أن الأطفال الذين ماتوا خنقا ربما لم يموتوا وأن الغارات السامّة «مفبركة مئة بالمئة».
في أحد الايميلات المسرّبة لزوجته أسماء الأخرس يرسل الأسد مقطعا مفضّلاً لديه من برنامج «أمريكا غوت تالانت» لشخص متعطش للدماء يقوم بقطع مساعده إلى نصفين، وهو أمر تعلّق عليه صحيفة «دايلي ميل» البريطانية بأن هذا يدلّ على شخصية إجرامية مريضة تتلذّذ بآلام الآخرين، ولكن المشكلة هنا أن الموضوعين، فعلاً، على خشبة التعذيب، هم أطفال ونساء ورجال سوريا الذين قوبلت أحلامهم البسيطة ببلد مدنيّ ديمقراطي بإصرار رئيس ساديّ على قمع تلك الأحلام بوحشية مريعة ما أدّى، في النهاية، إلى صيرورته أداة صغيرة بأيدي الدول التي اندفعت لحماية نظامه، وإلى تفسّخ البلد سياسيا وعسكريا واجتماعيا وتحوّله إلى فيضان من الآلام الجماعية التي انداحت على العالم وأسقطت ورقة التين الهشّة عن المجتمع الدولي.
No comments:
Post a Comment