Sunday, May 14, 2017

استنكار وغضب بعد دعوة رئيس الوقف الشيعي لـ«قتال المسيحيين»



Link

بغداد – « القدس العربي»: أثارت تصريحات لرئيس الوقف الشيعي في العراق، علاء الموسوي، مسيئة للمسيحيين ردود فعل غاضبة، وصلت إلى حدّ رفع عشرات الدعاوى القضائية ضده.
وظهر الموسوي، في شريط مصور، مؤكداً أن «أحكام الإسلام تجاه المسيحيين هي إشهار إسلامهم أو دفع الجزية أو القتل».
وأضاف: «الأحكام الفقهية تقول لا بد من مقاتلة الكفار من أهل الكتاب لغرض توسعة الايمان بالاسلام»، وتابع: أن الخيار الآخر هو «إعطاء الجزية بحسب الاتفاق مع ولي الأمر الفقيه».
وقدّمت 150 عائلة مسيحية في بغداد شكاوى إلى  قاضي التحقيق ضد تصريحات الموسوي التي وصفوها بـ»المحرضة على شق اللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي»، محذرين من «خطورة هذه الخطابات على وجود المكون المسيحي في العراق».
 كما أبدوا خشيتهم من تعرض وجودهم في العاصمة وباقي المحافظات للترحيل القسري، نتيجة لتلك التصريحات. 
وأعتبر بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم، مار لويس رافايل ساكو، أن»من المؤلم جدا أن يطلع علينا بين فينة وأخرى، خطيب جامع أو عالم دين بكلام تحريضي أو فيلم يبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يخص المسيحيين واليهود والصابئة يصفهم بالكفار كما يروج تنظيم داعش والقاعدة كأساس التعامل معهم: اعتناق الإسلام، دفع الجزية أو القتل».
واعتبر أن هذه «الخطابات والعقليات لا تخدم الإسلام، إنما ترفع الجدران بين البشر وتقسمهم وترسخ الاسلاموفوبيا وتفكك اللحمة الوطنية وتقوض السلام وتنتهك الحريات وحقوق الإنسان».
ودعا ساكو المرجعيات الدينية الحكيمة إلى «تبني نهج الاعتدال والانفتاح ومنع هكذا خطابات تروج للكراهية والتمييز».كما طالب الحكومة العراقية بـ «فرض القانون والعمل على احترام عقيدة كل إنسان عملا بشرعة حقوق الإنسان بالآية الكريمة: (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)».
من جانبه، دعا رئيس كتلة «الوركاء الديمقراطية» النيابية، جوزيف صليوا، الموسوي، إلى الاعتذار عن تصريحه بخصوص المسيحيين، معتبراً إياه «متماهياً» مع تنظيم «الدولة الإسلامية» مما اقترفه ويقترفه بحق أبناء الديانة المسيحية والمكونات غير المسلمة. وقال صليوا، في بيان: «في وقت تستعد فيه قواتنا الأمنية لإعلان الخلاص من تنظيم الدولة، ودعوات المصالحة الوطنية والاحتكام إلى الدستور ولم شمل العراقيين، جاءت تصريحات الموسوي لتولد ردود فعل حزينة لدى أبناء شعبنا من المكون المسيحي الذين نعتهم بالكفار كونه يمثل مؤسسة دستورية وقانونية».
ودعا المرجعية الدينية في النجف إلى «التدخل لمنع خطب الكراهية والتمييز وتكريس ما يحترم التعددية في صفوف الشعب العراقي».
وكان أمين عام حركة «بابليون» المسيحية المنضوية ضمن «الحشد الشعبي»، ريان الكلداني، قد طالب الموسوي بمراجعة كلامه وتصريحاته حول المسيحيين، لافتاً إلى أن «مثل هذا الكلام ينسجم مع أطروحات داعش».
واتهم الكلداني، رئيس ديوان الوقف الشيعي، بـ»بث الكراهية ضد المسيحيين»، مستنكرا وصف الموسوي لهم بـ»الصابئة بالكفار»، ودعوته إلى «شنّ الجهاد ضدهم».
وطالب، المؤسسات الشيعية، بالاعتذار من «المسيحيين العراقيين لما تعرضوا له من إساءة على لسان شخصية شيعية معروفة».
وفي محاولة من الوقف الشيعي لتبرير تصريح رئيسه، ادعى في بيان، إن «المقطع الذي تضمن حديثا لرئيس ديوان الوقف، علاء الموسوي، والذي تطرق فيه إلى المسيحيين كان درسا فقهيا نظريا قبل ثلاث سنين واقتطع جزءا منه، ولم يتضمن أية دعوة عملية للقتال أو الاعتداء على أحد من أتباع الديانات المذكورة».
وحسب البيان أن «نشر المقطع المجتزأ بتلك الطريقة المثيرة للفتنة دليل على مؤامرة جديدة لإفشال جهود دواوين الأوقاف العراقية في سعيها لتثبيت المحبة والوئام بين العراقيين، حسب البيان».
كذلك، انتقد المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، بشدة محاولات الإساءة للمسيحيين وباقي الطوائف من غير المسلمين في العراق.
وجاء في نص بيان لمكتبه «أقول لمن يتعرضون بالسوء والأذى للمواطنين غير المسلمين من المسيحيين والصابئة وغيرهم أما سمعتم أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام، بلغه إن إمرأة غير مسلمة تعرض لها من يدعون الاسلام وارادوا انتزاع حليها فقال عليه السلام لو أن أمرأ مسلماً مات من بعد هذا أشفى ماكان به ملوماً بل كان به عندي جديراً».
وتساءل «فلماذا تسيئون الى اخوانكم في الانسانية وشركائكم في الوطن؟».
أما علي التميمي عضو المكتب الاعلامي لسماحة آية الله جواد الخالصي، فاعتبر في حديث مع «القدس العربي»، أن «هناك سوء فهم وتفسيرا خاطئا لاحكام الشرع واستغلال سيئ لمنطوق الاحكام في ظل التلبيس الخطير والفوضى الهدامة التي احدثها مشروع الاحتلال فكريا وسياسيا». 
وأضاف «حين يُدعى الى الدولة المدنية الديمقراطية بمفهومها الالحادي اللاديني، لا يمكن ان يؤاخذ متورط فيها على تفسيرات الاحكام الشرعية بالطريقة المغلوطة ، كما لا يمكن ان يكون المتورطون في هيئة المحاسبين والحاكمين عليها». 
ويواجه أبناء الأقليات في العراق بعد 2003 وخاصة المسيحيين والايزيديين وغيرهم، ظروف معقدة أصبحوا فيها محط اتهامات وانتقادات بل وارتكاب جرائم بحقهم، من جماعات دينية متطرفة من المسلمين بجناحيهم السني والشيعي، كما كانوا من أبرز ضحايا جرائم تنظيم «الدولة» في الموصل وغيرها.

No comments: