جوزف سماحه
يستند هذا التقدير «العربي» إلى «تحليل» يعتبر أن المنطقة مهددة بمشروع إيراني لا بمشروع ترعاه واشنطن وتشاركها تل أبيب في تنفيذه. وليس سرّاً أن هذا هو «التحليل» الأميركي ــ الإسرائيلي. كما ليس سراً أن هناك، في لبنان، من يتبنّاه.في ذلك الوقت، أي قبل حوالى شهر، خرج من يتحدث عن «المغامرة» و«المحاسبة». وكان في الظنّ أن الجيش الإسرائيلي هو الأداة التنفيذية لصدّ «الهجوم» القادم من الشرق. وبما أن التنفيذ إسرائيلي فإنه، بالضرورة، تنفيذ سريع.كانت المفاجأة أن صموداً حصل وأن قتالاً أفسد الحسابات. ثم كان ما كان من انفلات الوحش الإسرائيلي من عقاله، وانقضاضه على المدنيين، وتهديده بالقضاء على لبنان كله وصولاً إلى مقاومته.شهدنا تدريجاً، وبفعل الصمود، انزياح الموقف العربي المشار إليه نحو نقطة وسطية، وهو انزياح لم يحصل إلا تحت غطاء تلعثم في الخطاب الفضائحي ومداراة لغضب ملموس عبّر عنه الرأي العام. انتقل الموقف العربي نحو تبنّي سياسة الحكومة اللبنانية وهي سياسة «أرقى» من سياسات بعض العواصم نتيجة الحسابات الداخلية الدقيقة.
No comments:
Post a Comment