Sunday, December 9, 2007
عرب انابوليس والصفعة الاسرائيلية
As Usual, A Great Editorial (Arabic) By 'Abdel-Bari 'Atwan
عرب انابوليس والصفعة الاسرائيلية
عبد الباري عطوان
"قرار حكومة ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي توسيع مستوطنة جبل ابوغنيم (هار حوما) القريبة من القدس المحتلة لا يشكل احراجا فقط للولايات المتحدة الامريكية راعية مؤتمر انابوليس للسلام فقط وانما للدول العربية التي شاركت فيه وعلي رأسها المملكة العربية السعودية علي وجه الخصوص.
فالمملكة العربية السعودية اشترطت، وعلي لسان وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل، وقف كل عمليات الاستيطان في الاراضي المحتلة مقابل مشاركتها في هذا المؤتمر، والجلوس علي المائدة المستطيلة نفسها مع المسؤولين الاسرائيليين في الغرفة المغلقة، وهو شرط يعكس الحد الادني من الحد الادني للمطالب العربية كثمن لاي خطوة تطبيعية مع الدولة العبرية مهما كانت صغيرة او شكلية.
الحكومة الاسرائيلية اعلنت عزمها تجميد الاستيطان، وتوسيع ما هو قائم منه طوال فترة المفاوضات، كبادرة حسن نية من جانبها، وللايحاء بانها تتجاوب مع المطالب العربية في هذا الخصوص، ولتسهيل مشاركة دولتين عربيتين لم تطبعا علنا معها، وهما المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة. الدولتان بلعتا هذا الطعم الاسرائيلي وشاركتا فعلا علي مستوي وزيري الخارجية، بل وضغطتا، بطريقة مباشرة او غير مباشرة، من اجل ضمان مشاركة سورية حتي يكتمل الحضور العربي من خلال الايعاز للرئيس جورج دبليو بوش، اضافة موضوع هضبة الجولان علي جدول اعمال المؤتمر، رغم ان هذه الاضافة لم تتم فعلا، وظلت حبرا علي ورق، ولم تذكر مطلقا في الخطاب الافتتاحي للرئيس بوش، ولا خطاب اولمرت، ومن المفارقة ان الشخص الوحيد الذي تلفظ بها في كلمته هو السيد محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
استئناف الاستيطان في المناطق المحيطة بالقدس المحتلة، وبهذه الطريقة الاستفزازية هو صفعة للسلطة الفلسطينية والحكومات العربية وللادارة الامريكية نفسها، علاوة علي كونه نسفا لمؤتمر انابوليس، وللمفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية التي انبثقت عنه، ومن المفترض ان تستأنف في مطلع العام المقبل.
اولمرت، رئيس بلدية القدس المحتلة السابق، وراعي عملية التهويد الاستيطاني فيها، اراد ان يحسم نتائج المفاوضات قبل ان تبدأ، بالتأكيد علي ان القدس الموحدة هي عاصمة الدولة العبرية، وهي بالتالي خارج اي مفاوضات تبحث قضايا الوضع النهائي.
فاستئناف الاستيطان بهذه الوتيرة في ظل مفاوضات دون تحديد موعد زمني لنهايتها، وتواطؤ امريكي، وصمت عربي، وتهاون فلسطيني رسمي، يعني ان الهوية العربية الاسلامية للقدس المحتلة ستذوب تماما، ولن يبقي منها غير اطلال المسجد الاقصي وقبة الصخرة، هذا اذا لم تحرقهما ايادي المتطرفين، او تنسفهما الحفريات المستمرة تحت ذريعة البحث عن هيكل سليمان المزعوم.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن عن ماهية الرد العربي، والسعودي علي وجه الخصوص، علي هذا الاستفزاز الاسرائيلي المهين، ومن سيستهدف هذا الرد، الادارة الامريكية التي جرجرت العرب وساقت وزراء خارجيتهم الي انابوليس، ام علي الحكومة الاسرائيلية، وكيف سيكون هذا الرد!
لا نعتقد ان الحكومات العربية ستحرك دباباتها وصواريخها الحديثة الامريكية الصنع الي الحدود لتحرير المقدسات او منع الاستيطان، فهذه محجوزة فقط للهجوم علي دول مارقة مثل العراق القديم وايران اذا ما قرر البيت الابيض انها تجاوزت الخطوط الحمراء، كما اننا لا يمكن ان نحلم بان هذه الدول، والنفطية علي وجه الخصوص، ستستخدم سلاح النفط في خدمة الأمة وقضاياها، مثلما كان عليه الحال في حرب رمضان/ تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973، فليس هناك فيصل ولا زايد.
ما نريده فقط ان تبذل الحكومات العربية الحد الادني من اوراق الضغط التي تملكها ويمكن ان تؤثر علي الادارة الامريكية، وابرزها التهديد بالتخلي عن الدولار كأساس لتسعير براميل نفطها، او عملاتها المحلية.
نحن هنا لا نطالب بالتخلي عن الدولار لمصلحة الروبل الروسي، او التومان الايراني، او اليوان الصيني، وانما لمصلحة عملات غربية مثل اليورو خاصة ان القيمة الفعلية للدولار تراجعت بنسبة اربعين في المئة في الاعوام الثلاثة الماضية فقط.
ايران تخلت عن العملة الامريكية، وباتت تسعر نفطها علي اساس سلة من العملات ليس الدولار من بينها، وهذا ما يفسر الهلع الامريكي منها، والتراجع بشكل مخجل ومهين عن الخطط العسكرية لضربها، والسعي لتوقيع صفقة معها تنقذ المشروع الامريكي في العراق بينما تقف الانظمة العربية، صاحبة العلاقات التحالفية الاستراتيجية مع واشنطن موقف المتفرج.
الحكومات العربية، والخليجية منها بالذات، شكلت العمود الفقري في اي مجهود عسكري كانت تخطط واشنطن عبره لضرب ايران، وعندما اصدرت الاجهزة الاستخباراتية الامريكية تقريرها الذي اكد تجميد ايران لطموحاتها العسكرية النووية قبل اربعة اعوام، كانت هذه الدول آخر من يعلم، وقرأت فحوي هذا التقرير في الصحف، والاكثر اهانة من ذلك ان البيت الابيض اطلع الاسرائيليين عليه قبل اسابيع من صدوره.
ندرك جيدا اننا ننفخ في قربة مقطوعة، فالحكومات العربية لن تتحرك غاضبة او محتجة، لانها قبلت بدور الخانع المستكين فاقد الارادة. ومن شاهد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وهو يخاطب القمة الخليجية الاخيرة التي انعقدت في الدوحة في الاسبوع الماضي يدرك هذه الحقيقة، فقد كان يتحدث من منطلق القوة والكرامة الوطنية، يتحدث كزعيم او حاكم للمنطقة وليس كضيف علي قدم المساواة مع زعمائها، ونكتفي بهذا القدر من التوصيف.
والاخطر من هذا وذاك، هو موقف سلطة رام الله ورئيسها، فقد كنا نتوقع ان يعقد الرئيس عباس مؤتمرا صحافيا فوريا ويعلن فيه انسحاب الوفد الفلسطيني من المفاوضات احتجاجا علي خرق حكومة اولمرت لتعهداتها واستئنافها الاستيطان في القدس المحتلة، ولكنه لم يفعل، واكتفي بترك الامر للدكتور صائب عريقات لكي يكرر كلمات سمعناها عشرات المرات حول النكوص الاسرائيلي، وخرق التفاهمات التي جري التوصل اليها في انابوليس.
الخنوع العربي سيستمر، والاستيطان الاسرائيلي ايضا، علي الوتيرة نفسهــا في الـــحالين، وهذا ما يفسر حال الهـــوان والانهــــيار التي تعيشـــها الامة العربـــية. فالعـيون لم تعد مصوبة علي مؤشرات الاستيطان في القدس المحتلة، وانما علي مؤشرات البورصات الخليجية صعودا او هبوطا. فقد اعمـــت العوائد النفطية الهائلة (600 مليار دولار سنويا) العيون عن رؤية المخاطر المحيقة بالجميع، في فلسطين والخليج علي وجه الخصوص."
English translation provided by Lucia in Spain:
Annapolis Arabs and Israeli Wallop
10/12/2007
The decision of the government Prime Minister Ehud Olmert, the Israeli settlement expansion Jabal Abu Ghneim (Har Homa) is close to the occupied Jerusalem is not only the embarrassment of the United States of America sponsor the Annapolis peace, but to the Arab countries that took part in it, especially the Kingdom of Saudi Arabia in particular.
Saudi Arabia condition, and by the Minister of Foreign Affairs Prince Saud Al-Faisal, a halt to all settlement activities in the occupied territories for their participation in this conference, and sit on the same rectangular table with Israeli officials in the closed room, which reflects the minimum requirement of the minimum price for any Arab demands step normalize with the Jewish state, no matter how small or formality.
The Israeli government announced its intention to freeze settlement building and expansion of the existing him for the duration of the negotiations, a gesture of goodwill for its part, and to suggest that they respond to Arab demands in this regard, and to facilitate the participation of two Arabiytin not blatant openly with them, namely Saudi Arabia and the United Arab Emirates. The two Belata this Israeli bait and participated already at the level of foreign ministers, and even Dguetta, directly or indirectly, in order to ensure the participation of Syria to attend the Arab completed through instruct President George W. Bush, as well as the subject of the Golan Heights on the agenda of the conference, although these the addendum is not already, and has remained a dead letter, no mention at all in the inaugural speech of President Bush, in Olmert's speech, It is ironic that the only person who uttered in his speech, Mr. Mahmoud Abbas, President of the Palestinian National Authority.
The resumption of settlement in the areas surrounding Jerusalem, and in this way is a slap in the face of provocation to the Palestinian Authority and Arab governments and the American Administration itself, in addition to being represent destruction of the Annapolis, and the Palestinian-Israeli negotiations that emerged from it, is supposed to resume at the beginning of next year.
Olmert, Mayor of Jerusalem occupied before, and the patron of the settler Judaization process, he wanted to settle the outcome of the negotiations before they begin, emphasizing that unified Jerusalem is the capital of the Jewish state, and are therefore outside any negotiations discuss final status issues.
The resumption of settlement this pace in the negotiations without setting a date for the end of time, and the complicity of American and Arab silence, a Palestinian official complacency, I mean that the Arab and Islamic identity of Jerusalem occupied Stdhub completely, and will keep them - the ruins of Al-Aqsa Mosque and the Dome of the Rock, if not Thrgahma hands of the extremists, or Tnsfhma ongoing excavations under the pretext of searching for the alleged Temple of Solomon.
The question that arises now as to what response the Arab and Saudi in particular, the humiliating Israeli provocation, and will target this response, the American administration which Jdt Arabs and cited Foreign Ministers to Annapolis, or on the Israeli government, and how would this response!
We do not believe that the Arab governments would move tanks and modern American-made missiles to the border to liberate the holy sites or to prevent settlement, this is reserved only for the attack on renegade states such as Iraq, Iran, the old, if the White House decided that it exceeded the red lines, and we can not dream that these States, and oil, in particular, will use the oil weapon in the service of the nation and issues, as was the case in the war of Ramadan / October (October) in 1973, there is no Faisal Zayed.
We want only to make Arab governments minimum pressure of securities owned and can affect the American administration, the most prominent threat to abandon the dollar basis for pricing its oil barrels, or local currencies.
We are here not to abandon call for the dollar to the benefit of the Russian ruble, or Altoman Iranian or Chinese yuan, but in the interest of Western currencies such as the euro in particular that the actual value of the dollar retreated by forty percent in the past three years only.
Iran has given up the American currency, and its oil is priced on the basis of a basket of currencies rather than the dollar among them, and this explains the panic American, and the decline is disgraceful and insulting the military plans to hit, and seek to sign a deal with them to save the American project in Iraq while standing Arab regimes, Her the strategic alliance relations with Washington as a spectator.
Arab governments, including the Gulf in particular, formed the backbone of any military effort was planned and Washington lesson to strike Iran, and when American intelligence agencies issued a report which confirmed Iran to freeze nuclear military ambitions four years ago, was another of these states know, I read the content of this report newspapers, and more insult, the White House informed the Israelis of the weeks before publication.
We are well aware of breathing in the near cut off, Arab governments will not move or angry protest, because it accepted the role kneeling poor wastage will. One witness, Iranian President Mahmoud Ahmadinejad addressing the recent summit held in Doha last week, is aware of this fact, he was talking out of power and national dignity, speaking as leader or a ruler of the region and not a guest on an equal footing with their leaders, to cite such a characterization .
The most serious of all, is the position of authority of Ramallah and its president, we have to expect President Abbas held a press conference and announced an immediate withdrawal of the Palestinian delegation from the negotiations in protest at the government tries to breach its obligations and resume settlement in the occupied Jerusalem, but it did not, and simply leave the matter to Dr. Saeb Erekat to repeat the words we heard dozens of times on the Israeli retreat, and broke the understandings reached at Annapolis.
Arab subservience will continue, and Israeli settlement also on the same pace in both cases, and this explains the event of collapse and humiliation experienced by the Arab nation. Valaion no longer corrected indicators settlements in the occupied Jerusalem, but the indicators Gulf bourses upwards or downwards. Oil revenues have prevented the massive (600 billion dollars annually) eyes from the vision of the risks besetting everybody, in Palestine and the Gulf in particular.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment