Friday, March 7, 2008

المقاومة تثأر في القدس لدماء غزّة




"حيفا ـ فراس خطيب
رام الله ـ أحمد شاكر
غزة ـ رائد لافي
انفجرت آلام الفلسطينيين ومعاناتهم في القدس المحتلة أمس. مقاوم ثأر لدماء أطفال غزة ونسائها وشيوخها. تجاوز ما تسمّيه سلطات الاحتلال «إجراءات أمنية مشددة». اقتحم «مدرسة دينية». فتح النيران على من كان داخل قاعة الطعام فيها. قتل ثمانية وجرح أكثر من 9 آخرين... قبل أن يستشهد.
عملية نوعية تتجاوز من حيث أهميتها بعدها الانتقامي، الذي لا توازي نتائجه قطرة مما تجرّعه الفلسطينيون، ولا يزالون، على أيدي الاحتلال. أثبتت، بالبرهان القاطع، أن المقاومة الفلسطينية لا تزال تمتلك زمام المبادرة وأنها قادرة على تسديد ضربات مؤلمة، في العمق الإسرائيلي، حين تأخذ القرار. بل أكثر من ذلك، لقد أسقطت مقولة الاحتلال بأنه تمكّن من إنهاء المقاومة في الضفة الغربية.
جهود التهدئة، التي تقودها مصر نيابة عن إسرائيل، وبرضى الولايات المتحدة، لم تقف حائلاً دون تنفيذها. جهود بدأت أمس في العريش، حيث عُقد لقاء بين مسؤولين مصريين وآخرين من «حماس»، لمناقشة عرض القاهرة وقف الصواريخ في مقابل وقف إسرائيل لـ«الهجمات العسكرية» وتخفيف الحصار وإعادة فتح المعابر الرئيسية بين الضفة والقطاع، ومعها المعبر الحدودي عند رفح.
رواية العملية
تمكّن مقاوم فلسطيني من اختراق التحصينات الأمنية الإسرائيلية لينفذ عملية نوعية معقّدة في قلب القدس الغربية المحتلة ويقتل 8 إسرائيليين ويجرح 9 آخرين، خمسة منهم جراحهم خطرة، قبل أن يستشهد.
وتروي مصادر أمنية إسرائيلية أن المقاوم وصل عند الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة إلى مدرسة تعاليم «مركاز هراف»، في حي «كريات موشيه» في القدس الغربية. كان يرتدي بنطلون جينز وسترة عادية، حاملاً صندق كرتون يحتوي على سلاح رشاش أوتوماتيكي وذخيرة، حيث تعاطى بهدوء مع المجريات. وعندما اقترب من مدخل المدرسة، أخرج السلاح من الصندوق وبدأ إطلاق النار في كل الاتجاهات ودخل إلى قلب المدرسة «تماماً مثل أفلام الأكشن الأميركية»، كما قال شاهد عيان.
وأشارت التقديرات إلى وجود ما يقارب ثمانين تلميذاً داخل المدرسة، مفرّقين على عدة أقسام، واستمر إطلاق النار عدة دقائق، غالبيته في غرفتي الطعام والمكتبة. وساد التوتر وحالة من الهستيريا المبنى، ما دفع الكثير من التلاميذ إلى الهروب من المداخل الخلفية للمكان ومنهم من قفز عن علو خشية تعرّضه لإطلاق النار.
.....
...."

No comments: