انها ليست حربا طائفية
عبد الباري عطوان
"الشرخ اللبناني يتسع يوما بعد يوم، والطرف المنتصر يعزز مواقعه علي الارض، واعداد الضحايا في ازدياد مستمر، وبينما تتضاءل في الوقت نفسه فرص الحل، لان قنوات الحوار مسدودة، والوسطاء شبه عاجزين، لان الاوراق التي يملكونها ضعيفة، والقرار ليس في يد العرب وجامعتهم، وانما في خارج المنطقة برمتها.
الحسم العسكري الذي لجأ اليه معسكر المعارضة أربك جميع الاطراف، لبنانية كانت او اقليمية، من حيث سرعته اولا، وانهيار الطرف الآخر بسهولة غير متوقعة، ودون اي مقاومة تذكر، لوجود خلل كبير جدا في موازين القوي، ولعنصر المفاجأة ثانيا.
تحالف محور الاعتدال العربي يصر علي إلباس الأزمة الحالية في لبنان ثوبا مذهبيا، ويجيش امبراطوريته الاعلامية الجبارة، باذرعها التلفزيونية الضاربة، للتأكيد علي انه صراع سني ـ شيعي، وتعبئة المحيط العربي السني لنصرة اشقائهم المغلوبين علي امرهم في لبنان.
طبيعة التحالفات علي الارض تناقض هذا المفهوم كليا، فتكتل المعارضة الذي يتزعمه حزب الله يضم من السنّة اكثر مما يضم معسكر الموالاة، بينما ينقسم المسيحيون والدروز بالتساوي بين المعسكرين. والشيء نفسه يقال ايضا حتي عن الطائفة الأرمنية.
الصراع هو بين من يقف في معسكر الولايات المتحدة الامريكية، ومن يقف في معسكر مقاومة مشاريعها في الهيمنة، ودعم العدوان الاسرائيلي علي الأمة العربية. فالسني الطيب وفق التصنيف الامريكي، وبالتالي دول محور الاعتدال، هو من يؤيد السياسات الامريكية ويعادي ايران وحزب الله وحركات المقاومة في فلسطين، و الخبيث هو من يؤيد المقاومة في فلسطين والعراق. والمعيار نفسه ينطبق علي الشيعي والمسيحي والأرمني والكردي والآشوري والكلداني والصابئي والي آخر التقسيمات العرقية والطائفية في المنطقة العربية والعالم الاسلامي.
نري حرصا مفاجئا ولدرجة الهوس ، من قبل دول محور الاعتدال العربي علي السنّة في لبنان، والسنّة هنا هم انصار السيدين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وهو حرص مقدر وحميد، ولكن اليس من حقنا ان نسأل اين كانت هذه النخوة، و الحمية السنّية ، عندما كانت جثث ابناء الطائفة السنّية تلقي في شوارع بغداد مقطوعة الرؤوس، ومثقوبة الجماجم؟
اليس من حقنا ان نسأل اين كانت هذه الحمية السنّية ومليون ونصف مليون سنّي من ابناء قطاع غزة لا يجدون الطعام والدواء والوقود والملابس وقطع الغيار وأبسط المتطلبات الحياتية، وفوق كل هذا وذاك مجازر اسرائيلية مستمرة من قبل طائرات تقصف من السماء، ودبابات تطلق حمم صواريخها من الارض؟ ثم اين كان هؤلاء العرب الحريصون علي بيروت عندما اجتاحتها القوات الاسرائيلية عام 1982، ودمرتها مرة اخري في غزو تموز (يوليو) العام قبل الماضي؟
....
....."
عبد الباري عطوان
"الشرخ اللبناني يتسع يوما بعد يوم، والطرف المنتصر يعزز مواقعه علي الارض، واعداد الضحايا في ازدياد مستمر، وبينما تتضاءل في الوقت نفسه فرص الحل، لان قنوات الحوار مسدودة، والوسطاء شبه عاجزين، لان الاوراق التي يملكونها ضعيفة، والقرار ليس في يد العرب وجامعتهم، وانما في خارج المنطقة برمتها.
الحسم العسكري الذي لجأ اليه معسكر المعارضة أربك جميع الاطراف، لبنانية كانت او اقليمية، من حيث سرعته اولا، وانهيار الطرف الآخر بسهولة غير متوقعة، ودون اي مقاومة تذكر، لوجود خلل كبير جدا في موازين القوي، ولعنصر المفاجأة ثانيا.
تحالف محور الاعتدال العربي يصر علي إلباس الأزمة الحالية في لبنان ثوبا مذهبيا، ويجيش امبراطوريته الاعلامية الجبارة، باذرعها التلفزيونية الضاربة، للتأكيد علي انه صراع سني ـ شيعي، وتعبئة المحيط العربي السني لنصرة اشقائهم المغلوبين علي امرهم في لبنان.
طبيعة التحالفات علي الارض تناقض هذا المفهوم كليا، فتكتل المعارضة الذي يتزعمه حزب الله يضم من السنّة اكثر مما يضم معسكر الموالاة، بينما ينقسم المسيحيون والدروز بالتساوي بين المعسكرين. والشيء نفسه يقال ايضا حتي عن الطائفة الأرمنية.
الصراع هو بين من يقف في معسكر الولايات المتحدة الامريكية، ومن يقف في معسكر مقاومة مشاريعها في الهيمنة، ودعم العدوان الاسرائيلي علي الأمة العربية. فالسني الطيب وفق التصنيف الامريكي، وبالتالي دول محور الاعتدال، هو من يؤيد السياسات الامريكية ويعادي ايران وحزب الله وحركات المقاومة في فلسطين، و الخبيث هو من يؤيد المقاومة في فلسطين والعراق. والمعيار نفسه ينطبق علي الشيعي والمسيحي والأرمني والكردي والآشوري والكلداني والصابئي والي آخر التقسيمات العرقية والطائفية في المنطقة العربية والعالم الاسلامي.
نري حرصا مفاجئا ولدرجة الهوس ، من قبل دول محور الاعتدال العربي علي السنّة في لبنان، والسنّة هنا هم انصار السيدين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وهو حرص مقدر وحميد، ولكن اليس من حقنا ان نسأل اين كانت هذه النخوة، و الحمية السنّية ، عندما كانت جثث ابناء الطائفة السنّية تلقي في شوارع بغداد مقطوعة الرؤوس، ومثقوبة الجماجم؟
اليس من حقنا ان نسأل اين كانت هذه الحمية السنّية ومليون ونصف مليون سنّي من ابناء قطاع غزة لا يجدون الطعام والدواء والوقود والملابس وقطع الغيار وأبسط المتطلبات الحياتية، وفوق كل هذا وذاك مجازر اسرائيلية مستمرة من قبل طائرات تقصف من السماء، ودبابات تطلق حمم صواريخها من الارض؟ ثم اين كان هؤلاء العرب الحريصون علي بيروت عندما اجتاحتها القوات الاسرائيلية عام 1982، ودمرتها مرة اخري في غزو تموز (يوليو) العام قبل الماضي؟
....
....."
No comments:
Post a Comment