Tuesday, January 13, 2009

تل أبيب فوجئت بقدرة الحركة على القتال وبمستودع الصواريخ

حماس تتهم مصر بتنسيق العدوان مع إسرائيل

تل أبيب فوجئت بقدرة الحركة على القتال وبمستودع الصواريخ

"الناصرة ـ 'القدس العربي' ـ من زهير اندراوس:
قالت مصادر قيادية في حركة حماس، أمس الثلاثاء لـ'القدس العربي' إن التنسيق بين القاهرة وتل أبيب حول العدوان على غزة بلغ مراحل متقدمة للغاية وعلى أعلى المستويات. واتهمت المصادر النظام المصري بأنّه نسّق العدوان مع الإسرائيليين قبيل بدئه على غزة في السابع والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وقالت المصادر إن الجنرال في الاحتياط عاموس غلعاد، رئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الأمن المصرية، هو الذي كان وما زال يلعب حلقة الوصل بين الدولة العبرية ومصر.
وكشفت المصادر النقاب عن أنّ الجنرال غلعاد زار مصر عدة مرات في الآونة الأخيرة وبحث مع عدد من المسؤولين في القاهرة نتائج الحرب على غزة، بعد مرور 17 يوماً على بدئها.
ووفق المصادر فقد أبلغ غلعاد المصريين بأن إسرائيل تواجه مشكلة في تطوير الحملة البرية نحو دخول المدن، وعلى الأخص المدن التي يوجد فيها قادة حماس وقواتها العسكرية، ووفق غلعاد فإن إقدام إسرائيل على هذه الخطوة سيكون مصحوباً بخسائر بشرية كبيرة ودمار وهو ما سيجعل إسرائيل أكثر انكشافاً أمام العالم. وبيّن غلعاد أيضاً أن العامل الآخر هو الخسائر التي من المتوقع أن تتكبدها القوات التي ستقتحم المدن، الأمر الذي جعل وزير الأمن ايهود باراك، يفكر عميقاً في هذه الخطوة.
وساقت المصادر قائلة إن المصريين أبدوا انزعاجهم الشديد من أن إسرائيل لم تتمكن بعد 17 يوماً من المعارك من توجيه ضربة مميتة لقوة حركة حماس العسكرية أو حتى إضعافها. وشددت المصادر على أنّ وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، التي زارت القاهرة قبل يومين من بدء الهجوم على القطاع، بأن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تؤكد أنه يمكن سحق حركة حماس خلال مدة تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أيام، لافتة إلى أنّ رئيس الموساد الجنرال في الاحتياط مئير داغان، كان قد أبلغ المصريين في لقاء جرى في طابا أنّ اجل حماس قد اقترب وأنّ حسم المعركة معها لن يتجاوز الأسبوع على أعلى تقدير.
وأكدت المصادر أيضاً أن المصريين أبلغوا الإسرائيليين بأن مصالح الطرفين باتت متطابقة في هذه الحرب حول ضرورة إضعاف حماس وإنهاء سيطرتها على القطاع ولتعود السلطة الفلسطينية والرئيس عبّاس لبسط الشرعية، لأنّه أي عبّاس، هو ضمانة للإسرائيليين والمصريين، على حد قول المصادر.
ووفق المصادر، فإنّ الجانب الإسرائيلي فوجئ بعدة عوامل لم يأخذها في الحسبان وهي: وسائل القتال المتطورة التي بحوزة حماس، والتي شكّلت عائقاً أمام حسم الحرب سريعاً، مستودع الصواريخ لدى حماس فاجأ الإسرائيليين بحجمه ونوعه وولّد حالة من الارتباك نتيجة لضرب الجبهة الداخلية في المنطقة الجنوبية من الدولة العبرية، درجة الاستعداد العالية لدى حماس للدخول مع القوات الإسرائيلية في مواجهة طويلة.
واتهمت المصادر التي تحدثت لـ'القدس العربي' مصر بأنّها اتفقت مع إسرائيل حول مواجهة الوضع الجديد الذي سينشأ بعد توقف الحرب، حيث اتفقتا على ضرورة الحؤول دون تمكين حركة حماس من جني أيّة ثمار لهذه الحرب، أو السماح لها باستمرار سيطرتها المطلقة على قطاع غزة. ووفق المصادر فإنّ تل أبيب والقاهرة اتفقتا على اتخاذ إجراءات مشتركة لمنع عناصر من حماس بعد وقف إطلاق النار من إعادة بناء قوتها العسكرية وذلك من خلال: تنسيق إجراءات منع دخول أيّة أسلحة أو مواد يمكن استخدامها في تطوير وسائل قتالية أو صاروخية إلى القطاع عبر المعابر، وخاصة معبر رفح، تنسيق الجهود الدبلوماسية من أجل تكوين آلية قوات دولية على حدود القطاع وعلى الحدود بين مصر والقطاع لتحقيق أعلى مستوى من ضبط الأوضاع في قطاع غزة، بحيث لا يتكرر مشهد إطلاق الصواريخ أو أي نوع من النيران على المستوطنات الإسرائيلية أو أيّة عمليات تنطلق من قطاع غزة، وسيتم ذلك عن طريق منح هذه الآلية صلاحيات الدخول إلى المدن والمخيمات والقيام بعمليات تفتيش وعمليات اعتقال الناشطين الذين يسمونهم الإرهابيين.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مصر، أضافت المصادر عينها، وافقت على منح إسرائيل مراقبة مباشرة على معبر رفح، لأنّ هذا المعبر مفتوح على الأراضي المصرية، واستخدامه لغير أهداف وأغراض مدنية يؤثر سلباً على أمن كل من مصر وإسرائيل، والالتزامات التي ترتبها اتفاقية السلام مع إسرائيل تحتم التنسيق الأمني بينهما بما في ذلك الوضع عند معبر رفح، لمنع دخول العناصر الخطرة من أعضاء حماس لتلقي التدريبات العسكرية في لبنان وسورية وإيران والسودان. كما اتفق الجانبان، بحسب المصادر، على أهمية عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع بعد أن أثبتت نفسها في الضفة الغربية منذ حزيران (يونيو) من العام 2007 في وقف العمليات الإرهابية وتفكيك البنية التحتية لكل من حماس والجهاد الإسلامي، علاوة على ذلك اتفق الطرفان على إجراء سلسلة من الاتصالات واللقاءات بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل دعم الرئيس عبّاس عبر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ستكون حماس الطرف الخاسر فيها بعد هذا الدمار الذي لحق بالقطاع."

No comments: