Monday, March 30, 2009

مفارقات القمم العربية المؤلمة


مفارقات القمم العربية المؤلمة

عبد الباري عطوان

"شهدت المنطقة العربية في الشهرين الماضيين انعقاد اربع قمم عربية، احداها اقتصادية في الكويت، وثانية طارئة ناقصة النصاب في الدوحة، وثالثها خليجية في الرياض بين القمتين الأولى والثانية، والرابعة رباعية لتحقيق المصالحة، ناهيك عن قمتين في شرم الشيخ، الأولى لدعم مبادرة مصرية، والثانية لدعم إعمارقطاع غزة. انها 'زحمة' قمم، ولكن النتائج قليلة ان لم تكن معدومة، فلا المصالحة العربية تحققت، ولا غزة تعمرت، ولا المبادرة المصرية اثمرت على ارض الواقع.
قمة الدوحة العربية العادية التي تبدأ اعمالها اليوم لن تكون استثناء، فالعيب ليس في مؤسسة القمة، وانما في معظم المشاركين فيها، فهذه المؤسسة تقوى عندما يكون هؤلاء اقوياء،وتضمحل فاقدة معانيها عندما يكون هؤلاء ضعفاء. ولا نعتقد ان المنطقة العربية شهدت في اسوأ عصورها زعماء على هذه الدرجة من الضعف وقلة الحيلة، واذا كانت هناك استثناءات فهي ضئيلة او نادرة
....
شخصياً كنت دائماً من المعارضين للقمم العربية، والساخرين من مراسمها. ولكنني بدأت اغير وجهة نظري، ليس لأنها اصبحت مجدية، وانما لأنها باتت مسلية، مثل المسلسلات المكسيكية، او التركية الأحدث انتشاراً. فالمواطن العربي لم يعد ينتظر من هذه القمة اية انجازات اوقرارات، ولكنه اصبح يتابعها من اجل ما يحدث فيها من مفارقات.
مثلاً المواضيع الأكثر إثارة في قمة الدوحة لم تكن القضايا الثلاث المدرجة على جدول اعمالها وهي المصالحة العربية والموقف من ايران، والصراع العربي الاسرائيلي، وانما هل سيشارك الرئيس السوداني عمر البشير فيها ام لن يشارك، واذا شارك هل سيعود سالماً الى الخرطوم، ام ستتعرض طائرته للخطف تنفيذاً لأمر اعتقال صادر عن محكمة الجنايات الدولية؟
انباء المشاركة او المقاطعة باتت الشغل الشاغل لرجال الصحافة والاعلام وجيش الفضائيات العربية. واذا كانت اسباب الحضور معروفة، فان اسباب المقاطعة ما زالت مجهولة، وان كان 'الحرد' هو العمود الفقري فيها
.....
اما بالنسبة الى قضية الصراع العربي الاسرائيلي المزمنة، فقد كرر البيان الختامي الذي اعده وزراء الخارجية التحذير من ان مبادرة السلام العربية لن تظل مطروحة على الطاولة الى الأبد، ولكنهم لم يحددوا جدولاً او سقفاً زمنياً لهذه التحذيرات، لأن البديل وببساطة شديدة هو الصدام مع اسرائيل حرباً او سياسة، ولا احد يجرؤ على مجرد التفكير في هذا الخيار
.....
...."

No comments: