نتنياهو ورصاصة الرحمة
عبد الباري عطوان
"اطلق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الجديد رصاصة الرحمة على عملية سياسية تحتضر، عندما اعلن امام الكنيست عدم التزامه بحل الدولتين، ولم يتلفظ بكلمة دولة فلسطينية مستقلة، وجاء مهندس دبلوماسيته ليبرمان ليشيّعها الى مثواها الاخير عندما اكد رفضه لمسار انابوليس ولكل ما تمخض عنه من مفاوضات وتفاهمات
.....
ردود الفعل الفلسطينية، وخاصة من قبل السلطة في رام الله، محيرة، ان لم تكن مخجلة، فالدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي سيجد نفسه عاطلاً عن العمل، وصف مواقف نتنياهو بأنها تعني نهاية العملية السلمية، بينما قال السيد احمد قريع رئيس الوفد المفاوض إن تنكر الحكومة الاسرائيلية الجديدة لمسار انابوليس، ورفض التسوية وحل الدولتين هو 'عودة الى نقطة الصفر، وخطة لتصفية العملية السلمية'.
تصريحات السيد قريع (ابو العلاء) هذه توحي بان العملية السلمية التي يترحم عليها قد تحركت، وحققت تقدماً، وهي في واقع الحال لم تغادر نقطة الصفر على الاطلاق،
.....
توقعنا ان تؤدي تصريحات نتنياهو وليبرمان الاستفزازية هذه الى حرص اكيد على انجاح اللقاء الذي تم بين طرفي المعادلة الفلسطينية، اي حركتي 'فتح' و'حماس' الذي انعقد اخيرا في القاهرة، ولكن ما حدث هو العكس تماما، حيث انهار اللقاء،
....
فإذا كانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت عدم التزامها بهذه الاتفاقات علنا، فهل من المنطقي اجبار 'حماس' على القبول بها، وفي مثل هذا التوقيت بالذات؟
.....
لا نريد ان نبدو منفعلين، ونكرر مطالبنا السابقة بحل السلطة فورا،
....
حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة يجب ان لا تخيفنا، لا بل انها تعطينا القوة والذريعة للتنصل من عملية سلمية خدمت اسرائيل، وحسِّنت صورتها، وكسرت عزلتها عربيا ودوليا، بينما لم تحقق للشعب الفلسطيني غير الهوان والاذلال والحصارات التجويعية.
الشعب الفلسطيني الذي قاوم حربا شرسة لثلاثة اسابيع تعرض خلالها للقصف الوحشي من كل الاتجاهات، برا وبحرا وجوا، ودون اي مساعدة من احد، بل تواطؤ بعض الاشقاء مع العدوان، هذا الشعب يستطيع بمقاومته وصموده ان يواجه حكومة نتنياهو ويهزمها، ويعمق من مأزق الدولة العبرية السياسي والاخلاقي، مثلما فعل اثناء حكم 'كاديما'، وكل ما يحتاجه هو قيادة ترتقي الى مستوى تضحياته، وشهدائه.
من تابع القمة العربية الاخيرة في الدوحة يخرج بانطباع ان الوفد الفلسطيني كان اقل الوفود حركة وتأثيرا ويعيش حالة من الانكسار وكلمته الاضعف، رغم انه من المفترض ان يكون الرقم الصعب ونجم هذه القمة بسبب قضيته ومكانتها العربية والعالمية، لدرجة انني تمنيت لو ان هوغو تشافيز رئيس الوفد، وليس الرئيس محمود عباس، لما اتسمت به كلمته من شجاعة وقوة وتحديا لاسرائيل وجرائمها، ولكن التمنيات شيء والواقع شيء آخر."
عبد الباري عطوان
"اطلق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الجديد رصاصة الرحمة على عملية سياسية تحتضر، عندما اعلن امام الكنيست عدم التزامه بحل الدولتين، ولم يتلفظ بكلمة دولة فلسطينية مستقلة، وجاء مهندس دبلوماسيته ليبرمان ليشيّعها الى مثواها الاخير عندما اكد رفضه لمسار انابوليس ولكل ما تمخض عنه من مفاوضات وتفاهمات
.....
ردود الفعل الفلسطينية، وخاصة من قبل السلطة في رام الله، محيرة، ان لم تكن مخجلة، فالدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي سيجد نفسه عاطلاً عن العمل، وصف مواقف نتنياهو بأنها تعني نهاية العملية السلمية، بينما قال السيد احمد قريع رئيس الوفد المفاوض إن تنكر الحكومة الاسرائيلية الجديدة لمسار انابوليس، ورفض التسوية وحل الدولتين هو 'عودة الى نقطة الصفر، وخطة لتصفية العملية السلمية'.
تصريحات السيد قريع (ابو العلاء) هذه توحي بان العملية السلمية التي يترحم عليها قد تحركت، وحققت تقدماً، وهي في واقع الحال لم تغادر نقطة الصفر على الاطلاق،
.....
توقعنا ان تؤدي تصريحات نتنياهو وليبرمان الاستفزازية هذه الى حرص اكيد على انجاح اللقاء الذي تم بين طرفي المعادلة الفلسطينية، اي حركتي 'فتح' و'حماس' الذي انعقد اخيرا في القاهرة، ولكن ما حدث هو العكس تماما، حيث انهار اللقاء،
....
فإذا كانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت عدم التزامها بهذه الاتفاقات علنا، فهل من المنطقي اجبار 'حماس' على القبول بها، وفي مثل هذا التوقيت بالذات؟
.....
لا نريد ان نبدو منفعلين، ونكرر مطالبنا السابقة بحل السلطة فورا،
....
حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة يجب ان لا تخيفنا، لا بل انها تعطينا القوة والذريعة للتنصل من عملية سلمية خدمت اسرائيل، وحسِّنت صورتها، وكسرت عزلتها عربيا ودوليا، بينما لم تحقق للشعب الفلسطيني غير الهوان والاذلال والحصارات التجويعية.
الشعب الفلسطيني الذي قاوم حربا شرسة لثلاثة اسابيع تعرض خلالها للقصف الوحشي من كل الاتجاهات، برا وبحرا وجوا، ودون اي مساعدة من احد، بل تواطؤ بعض الاشقاء مع العدوان، هذا الشعب يستطيع بمقاومته وصموده ان يواجه حكومة نتنياهو ويهزمها، ويعمق من مأزق الدولة العبرية السياسي والاخلاقي، مثلما فعل اثناء حكم 'كاديما'، وكل ما يحتاجه هو قيادة ترتقي الى مستوى تضحياته، وشهدائه.
من تابع القمة العربية الاخيرة في الدوحة يخرج بانطباع ان الوفد الفلسطيني كان اقل الوفود حركة وتأثيرا ويعيش حالة من الانكسار وكلمته الاضعف، رغم انه من المفترض ان يكون الرقم الصعب ونجم هذه القمة بسبب قضيته ومكانتها العربية والعالمية، لدرجة انني تمنيت لو ان هوغو تشافيز رئيس الوفد، وليس الرئيس محمود عباس، لما اتسمت به كلمته من شجاعة وقوة وتحديا لاسرائيل وجرائمها، ولكن التمنيات شيء والواقع شيء آخر."
No comments:
Post a Comment