Tuesday, November 17, 2009

صفعة امريكية اخرى للسلطة


صفعة امريكية اخرى للسلطة
رأي القدس

"
وجهت الادارة الامريكية صفعة قوية اخرى امس الى السلطة الوطنية الفلسطينية، عندما حسمت الجدل الدائر حول اللجوء الى مجلس الامن الدولي لاعلان قيام دولة فلسطينية مستقلة، عندما قالت على لسان متحدث باسمها 'ان التفاوض هو افضل وسيلة للحصول على دولة فلسطينية'.
الادارة الامريكية بمثل هذا الاعلان تكون قد رضخت للضغوط الاسرائيلية بالكامل، وافسدت على الفلسطينيين وسلطتهم في رام الله 'حلم يقظة' تشبثوا به للهروب الى الامام، واعتقدوا انهم يمكن ان يتحدوا الاسرائيليين ورفضهم لتجميد الاستيطان استجابة لشرط العودة الى المفاوضات.
الرسالة الامريكية واضحة، تقول للرئيس محمود عباس والمجموعة المحيطة به، بان عليهم العودة الى مائدة المفاوضات مجدداً دون شروط، واذا حاولوا الذهاب الى مجلس الامن فلن يجدوا غير 'الفيتو' الامريكي في انتظارهم.
ويبدو ان الرئيس عباس قد فهم هذه الرسالة ومضمونها جيداً، فقد اعلن دبلوماسي عربي في الامم المتحدة امس 'ان تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية الى مجلس الامن سيتم في الوقت المناسب'.
تعبير 'الوقت المناسب' يعني ان هذه الصفحة قد طويت، وان الحماس للذهاب الى مجلس الامن لاستصدار قرار باعلان الدولة قد فتر كليا، لان هذا الوقت المناسب لن يأتي ابدا في زماننا وزمان هذه الانظمة على الاقل.
وزراء الخارجية العرب هم الذين صعدوا آمال الفلسطينيين بطرح فكرة اللجوء الى مجلس الامن هذه، عندما توهم البعض منهم، ان السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يمكن ان تؤيد تحركا في هذا الصدد كنوع من الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة.
التقديرات العربية هذه كانت خاطئة مثل جميع مثيلاتها الاخرى. فالادارة الامريكية لا يمكن ان تغضب الحكومة الاسرائيلية لارضاء انظمة عربية ليس لها اي وزن في المعادلات الدولية، وتستجدي الرضاء الامريكي.
هذا القرار الامريكي برفض ذهاب العرب الى مجلس الامن الدولي لاعلان الدولة الفلسطينية المستقلة يؤكد ان اللقاء المغلق الذي تم بين الرئيس باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن متوترا، مثلما صورته بعض الاوساط الامريكية، وانما حقق انسجاما كاملا بين الرجلين ظهرت اول ثماره في احباط هذا التحرك الدبلوماسي العربي في المنظمة الدولية.
السؤال الذي يطرح نفسه الان هو عما سيفعله الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به والتي هددت باللجوء الى خيارات اخرى في حال فشل مشروع اعلان الدولة من قبل مجلس الامن؟
ادارة اوباما لم تسمح اساسا بوصول هذا المشروع الى مجلس الامن ناهيك عن استخدام 'الفيتو' ضده، فما هي خياراتكم الان؟
"

No comments: