Saturday, January 2, 2010

ثمن شاليط والحسابات الخاطئة والمثيرة


Al-Jazeera

"....
عملية أسر الجندي شاليط هي واحدة من أروع العمليات البطولية التي نفذتها قوى الشعب الفلسطيني في تاريخها كله، ليس فقط بسبب الأسر, بل لأنها دلت على إصرار المجاهدين على الإبداع في سياق ضرب العدو
.....
ما تركته عملية الأسر، وبعد ذلك النجاح في الاحتفاظ بالجندي كل هذه المدة من آثار على معنويات المجتمع الإسرائيلي لم يكن عاديا بحال، وهو بالضبط ما دفع ويدفع فئات منه إلى المطالبة باستعادته أيا كان الثمن
.....
ثمة فرق كبير بين من يتعامل مع الصراع على أنه صراع ضد استعمار للضفة الغربية وقطاع غزة، من دولة جارة، ومن يراه مقاومة ضد محتلين لكل فلسطين
.....
هل ثمة عاقل يقول إن ميزان القوى بين المقاومة الإسلامية اللبنانية وقوات الاحتلال كان متساويا عندما تمكنت تلك المقاومة من طرد الاحتلال ذليلا صاغرا من لبنان، الأمر الذي يمكن أن يتكرر مرحليا في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون قيد أو شرط أيضا لو تم التوافق بين جميع قوى الشعب على إستراتيجية مقاومة لا مساومة على أهدافها؟!
....
ثم إننا لا نزال على رأينا في خطأ دخول الانتخابات بسبب التناقض بين السلطة والمقاومة، وبسبب اعتقادنا بأن هذه السلطة (سلطة أوسلو) قد صممت لخدمة الاحتلال ولا يمكن حرفها عن هذا المسار.

أما الذي لا يقل أهمية فهو أن قطاع غزة ليس لديه سوى الصواريخ، بسبب السياج الأمني المحيط به، وإثر تنبه العدو لفكرة الأنفاق، والإمكانية الحقيقية للمقاومة هي في الضفة الغربية، لاسيما إذا وقع التنازل عن فكرة السلطة أو حلها بالكامل وحرمان الاحتلال من الامتيازات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي حصل عليها بسبب وجودها.

خلاصة القول: إن أسر الجندي كان عملا رائعا، وسيبقى كذلك بصرف النظر عن مفاوضات التبادل، بل حتى لو تمكنوا من الوصول إليه حيا أو ميتا دون صفقة لا سمح الله. أما المقاومة فهي البرنامج الذي يستحق التوافق عليه، وليس حماية السلطة، ولو تم ذلك لما كان صعبا أن يحرر الفلسطينيون بعض وطنهم في المدى القريب والمتوسط، مقدمة للتحرير الشامل، ولكن المهزومين لا يعلمون.
"

No comments: