بلير يستحق اكثر من الاحذية والبيض
رأي القدس
"توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق اضطر الى الغاء مراسم التوقيع على نسخ من كتاب مذكراته الذي كان مقررا في احدى مكتبات وسط لندن، بسبب المظاهرات الصاخبة التي أعدها المعارضون له ولجرائم حربه في العراق.
قبل اسبوع ذهب بلير، مبعوث سلام اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط، الى العاصمة الايرلندية دبلن للغرض نفسه، فقذفه المحتجون بالبيض الفاسد والاحذية ولولا تدخل رجال الامن، واعتقال اربعة اشخاص، لتطورت الامور نحو احداث عنف قد تلحق الاذى برئيس الوزراء البريطاني الاسبق.
الاعلام البريطاني، بكافة فروعه، المرئي والمسموع والمقروء، تضمن انتقادات حادة لبلير وكتابه وغطرسته واصراره على التمسك بمواقفه المؤيدة للحرب التي قادت بلاده والمنطقة العربية الى سلسلة من الكوارث.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن حال البلادة والجمود واللامبالاة وانعدام المسؤولية والحس الاخلاقي المستفحلة حاليا لدى المواطنين والحكام العرب على السواء تجاه شخص مثل بلير ملطخة يداه بدم الابرياء في العراق وافغانستان!
لماذا يستقبل بلير بالبيض الفاسد والاحذية في اي مكان يحل فيه في بريطانيا بلده الذي حكمه لثلاث فترات انتخابية ومجموع عشر سنوات كرئيس للوزراء، بينما يتم فرش السجاد الاحمر حفاوة به في معظم العواصم العربية؟
بلير يقذف بالبيض في ايرلندا لانه ارتكب جرائم حرب في العراق ادت الى مقتل مليون شخص واصابة اربعة ملايين آخرين، وتيتيم اربعة ملايين طفل، وتشريد خمسة ملايين آخرين داخل العراق وخارجه، اي ان ضحاياه من العرب والمسلمين، ولم يكونوا من الايرلنديين مثلا، فلماذا يتظاهر هؤلاء ضد جرائمه تعاطفا معنا، ويتحرك ضميرهم الاخلاقي احتجاجا، بينما العرب لا يحركون ساكنا، ويبالغون في الحفاوة بهذا المجرم، بل ويغرقونه بالملايين من الدولارات مقابل استشاراته ومحاضراته، وهناك شكوك في قيمتها المعرفية والاقتصادية والسياسية؟
فاذا كان العرب يعاملون اعداءهم، قتلة اطفالهم، ومدمري بناهم التحتية، ومحتلي اراضيهم، ومهدري ثرواتهم بمثل هذه الطريقة، ومثل هذا الكرم الحاتمي، فإن هذا قمة الغباء ولا تفسير آخر لدينا.
بلير لم يعتذر مطلقا، سواء في كتابه او مقابلاته التلفزيونية عن خوضه الحرب في العراق على اساس الكذب والتزوير، بل اكد انه ليس نادما، ولو أعاد التاريخ نفسه لاتخذ القرارات نفسها، سواء كان لدى العراق اسلحة دمار شامل او لم يكن.
والاكثر من ذلك انه مارس التحريض العلني لغزو ايران الدولة الاسلامية وتدمير جميع منشآتها النووية باعتبار نظامها اكثر خطورة من نظام صدام حسين.
هل هناك وقاحة وصلف وفجور اكثر من هذا، ومع ذلك ما زال البعض في السلطة الفلسطينية يتعاطى معه كمبعوث للسلام، وهو الذي تباهى في محاضرة في هرتزليا قبل اسبوعين بصداقته لاسرائيل، وقدم نصائح للاسرائيليين حول كيفية التصدي للحملات العربية والدولية التي تريد نزع الشرعية عن دولتهم بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة، وضد سفن الحرية.
نتمنى ان تتوقف السلطات الليبية، عن استقباله كضيف عزيز عليها، وان لا يستقبله الزعيم الليبي كصديق لعائلته، مثلما وصفه ابنه سيف الاسلام في احدى مقابلاته الصحافية مؤخرا.
بلير مجرم حرب يجب ان يقدم بهذه الصفة الى المحاكم الدولية اسوة بكل المجرمين امثاله، مثل كراديتش وميلوسوفيتش (الرئيس الصربي السابق) وغيرهما.
البريطانيون اهل بلده يعاملونه كذلك بعد ان ظهرت لهم جرائمه، وتعرفوا على اكاذيبه واساليب خداعه، ولذلك طالبوا بان توضع مذكراته في المكتبات على رفوف كتب الاجرام والمجرمين وليس على رفوف السير الذاتية.
متى يصحو الضمير العربي من غفوته وينفض تراب اللامبالاة عنه، ويتعاطى مع سافكي دماء ابنائه بالطريقة التي يستحقونها، وتوني بلير وجورج بوش الابن على رأسهم.
"
رأي القدس
"توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق اضطر الى الغاء مراسم التوقيع على نسخ من كتاب مذكراته الذي كان مقررا في احدى مكتبات وسط لندن، بسبب المظاهرات الصاخبة التي أعدها المعارضون له ولجرائم حربه في العراق.
قبل اسبوع ذهب بلير، مبعوث سلام اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط، الى العاصمة الايرلندية دبلن للغرض نفسه، فقذفه المحتجون بالبيض الفاسد والاحذية ولولا تدخل رجال الامن، واعتقال اربعة اشخاص، لتطورت الامور نحو احداث عنف قد تلحق الاذى برئيس الوزراء البريطاني الاسبق.
الاعلام البريطاني، بكافة فروعه، المرئي والمسموع والمقروء، تضمن انتقادات حادة لبلير وكتابه وغطرسته واصراره على التمسك بمواقفه المؤيدة للحرب التي قادت بلاده والمنطقة العربية الى سلسلة من الكوارث.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن حال البلادة والجمود واللامبالاة وانعدام المسؤولية والحس الاخلاقي المستفحلة حاليا لدى المواطنين والحكام العرب على السواء تجاه شخص مثل بلير ملطخة يداه بدم الابرياء في العراق وافغانستان!
لماذا يستقبل بلير بالبيض الفاسد والاحذية في اي مكان يحل فيه في بريطانيا بلده الذي حكمه لثلاث فترات انتخابية ومجموع عشر سنوات كرئيس للوزراء، بينما يتم فرش السجاد الاحمر حفاوة به في معظم العواصم العربية؟
بلير يقذف بالبيض في ايرلندا لانه ارتكب جرائم حرب في العراق ادت الى مقتل مليون شخص واصابة اربعة ملايين آخرين، وتيتيم اربعة ملايين طفل، وتشريد خمسة ملايين آخرين داخل العراق وخارجه، اي ان ضحاياه من العرب والمسلمين، ولم يكونوا من الايرلنديين مثلا، فلماذا يتظاهر هؤلاء ضد جرائمه تعاطفا معنا، ويتحرك ضميرهم الاخلاقي احتجاجا، بينما العرب لا يحركون ساكنا، ويبالغون في الحفاوة بهذا المجرم، بل ويغرقونه بالملايين من الدولارات مقابل استشاراته ومحاضراته، وهناك شكوك في قيمتها المعرفية والاقتصادية والسياسية؟
فاذا كان العرب يعاملون اعداءهم، قتلة اطفالهم، ومدمري بناهم التحتية، ومحتلي اراضيهم، ومهدري ثرواتهم بمثل هذه الطريقة، ومثل هذا الكرم الحاتمي، فإن هذا قمة الغباء ولا تفسير آخر لدينا.
بلير لم يعتذر مطلقا، سواء في كتابه او مقابلاته التلفزيونية عن خوضه الحرب في العراق على اساس الكذب والتزوير، بل اكد انه ليس نادما، ولو أعاد التاريخ نفسه لاتخذ القرارات نفسها، سواء كان لدى العراق اسلحة دمار شامل او لم يكن.
والاكثر من ذلك انه مارس التحريض العلني لغزو ايران الدولة الاسلامية وتدمير جميع منشآتها النووية باعتبار نظامها اكثر خطورة من نظام صدام حسين.
هل هناك وقاحة وصلف وفجور اكثر من هذا، ومع ذلك ما زال البعض في السلطة الفلسطينية يتعاطى معه كمبعوث للسلام، وهو الذي تباهى في محاضرة في هرتزليا قبل اسبوعين بصداقته لاسرائيل، وقدم نصائح للاسرائيليين حول كيفية التصدي للحملات العربية والدولية التي تريد نزع الشرعية عن دولتهم بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة، وضد سفن الحرية.
نتمنى ان تتوقف السلطات الليبية، عن استقباله كضيف عزيز عليها، وان لا يستقبله الزعيم الليبي كصديق لعائلته، مثلما وصفه ابنه سيف الاسلام في احدى مقابلاته الصحافية مؤخرا.
بلير مجرم حرب يجب ان يقدم بهذه الصفة الى المحاكم الدولية اسوة بكل المجرمين امثاله، مثل كراديتش وميلوسوفيتش (الرئيس الصربي السابق) وغيرهما.
البريطانيون اهل بلده يعاملونه كذلك بعد ان ظهرت لهم جرائمه، وتعرفوا على اكاذيبه واساليب خداعه، ولذلك طالبوا بان توضع مذكراته في المكتبات على رفوف كتب الاجرام والمجرمين وليس على رفوف السير الذاتية.
متى يصحو الضمير العربي من غفوته وينفض تراب اللامبالاة عنه، ويتعاطى مع سافكي دماء ابنائه بالطريقة التي يستحقونها، وتوني بلير وجورج بوش الابن على رأسهم.
"
No comments:
Post a Comment