(Click on map to enlarge)
وصلتني رسالة من شخص يعيش في السويد يخبرني أنه كان من المترجمين في المفاوضات التي لحقت حرب تشرين عام 1973 وأنه استغرب دخول دبابات الجيش السوري الى منطقة نوى وتسيل وجاسم والحارّة في حوران المتاخمة للجبهة السورية- الإسرائيلية. فحسب ما شهده وترجمه أن هناك منطقة منزوعة السلاح أو محدودة السلاح تمتد حسب القطاع (جبهة الجولان كانت مقسمة الى ثلاثة قطاعات شمالي أوسط وجنوبي) ففي الشمالي هي 10 كم والأوسط 25 والحنوبي 30كم.....
وأصر هذا الشخص أن دخول هذه الدبابات هو اختراق لهذه الإتفاقية واستغرب سكوت إسرائيل عليها.
تفاجأت بهذه المعلومات وقررت أن أتحقق منها ومن أعلى درجات المسؤولية فهذه الإتهامات ليس فقط خطيرة جدا وتثبت خيانة نظام بشار لشعبه واستعداده للذهاب الى اي مدى لبقاء فساده وإجرامه. بل تثبت يد إسرائيل في جرائم ضد الإنسانية ضد شعب أعزل واستعداد إسرائيل للذهاب الى أي مدى للمساعدة على بقاء نظام بشار على قلوب الشعب السوري تحت أي ظروف وإجرام.
فشكلت فريق عمل وطلبت من صحافي مصري هنا في سيدني أن يتكفل بالجانب الإسرائيلي وتكفلت بالجانب السوري وتكفلت صديقة ناشطة أسترالية بالامم المتحدة.
فبدأت بالتأكد من وجود هذه الدبابات في منطقة الحارة وتسيل وجاسم ونوى وتأكدنا سريعا ووجود فيديوهات عن مذبحة جاسم وتسيل واضح وغير قابل للنقاش ثم استخدمنا غوغل ومواقع الأمم المتحدة لنتأكد من بنود اتفاق الهدنة بين إسرائيل وسورية الإتفاق رقم 350 لمجلس الامن بتاريخ 13_5_1974 يحدد وبدقة مواقع الهدنة والمناطق المعزولة السلاح والمناطق المحدودة السلاح وللمفاجأة أنها كلها على الجانب السوري فقط!!!! وتثبتنا أن هذه المناطق تغطي هذه المناطق تماما
فكيف أدخل بشار الدبابات الى هذه المناطق اذا ؟ ولماذا سكوت الأمم المتحدة وإسرائيل على هذا الإختراق الواضح والفاضح لهذه الإتفاقية؟
بدأنا بقوات UNDOF وهي قوات الامم المتحدة التي تشرف على هذه الإتفاقية على الجانبين السوري والإسرائيلي فاتصل الصحفي المصري بقيادة هذه القوات على الجانب الإسرائيلي وهو الجنرال "ماركو كرمنالي" وسأله عن هذه الخروقات فأنكر هذا الجنرال معرفته باي خروقات وأكد أنه وظيفته هي نقل أي اختراقات "إسرائيلية فقط وليس السورية واقترح الإتصال بزميله في الجانب السوري الجنرال "ناتاليو اي كارما" وزودنا برقم مكتبه في سورية
قمت أنا بالإتصال وبعد رنات طويلة تحولت مكالمتي الى غرفة العمليات فأجابني شخص مشغول على مايبدو فحيث طلب مني الإنتظار ريثما يتعامل مع أمور طارئة لديه على مايبدو وتركني استمع لكل مايقول وكل مايقال له عبر الإتصالات اللاسلكية وفهمت أنه يسجل تقارير ضباط هذه الوحدة على الأرض حيث يبلغونه بعدد الآليات ومواقعها في مناطق الخرق الحاصل على الجانب السوري.
عاد الي بعد عدة دقائق جيث عرفت عن نفسي كصحفي استرالي وعندها أعطاني رقم قائده الجوال اتصلت بهذا الجنرال(نتاليو اي كارما) وعرفته على نفسي كصحفي استرالي وسألته عن هذه الإختراقات فأنكر وجود أي اختراقات فأجبته أنه لدي شهود عيان وأنني قد استمعت بنفسي لتقارير ضباطه على الأرض عن هذه الإختراقات فتفاجأ وصمت لفترة ثم طلب مني عدم النشر حاليا "لأن الوضع خطير جدا" وهو الآن في مبنى هيئة الاركان السوري ينتظر مقابلة رئيس الأركان السوري ثم طلب مني التحدث "مع الامريكان" لأنهم "يطيرون طائرات تصوير كل ستة ساعات وهم أعرف منه عن هذه الإختراقات
تفاجأنا من محاولات قوات الأمم المتحدة من رمي مسؤولياتهم على اي شخص كان وعدم تحملهن مسؤولية رفع التقارير عن هذه الإختراقات الى مجلس الامن كما ينبغي عليهم رجع الصحفي المصري واتصل بقائد الوحدة في اسرائيل ووضع لهم مانعرف وطلب ردة فعله فقال لنا بكل صراحة أنه اذا لم يقرر الطرفان "الإسرائيلي أو السوري " أخذ أي اختراقات الى مجلس الامن فليس بيد هذا المجلس أو هذه القوات(الامم المتحدة) اي شيء ليعملوه سوى المراقبة!! أي بما معناه "اذا القاضي راضي" فليس للأمم المتحدة ما تفعله!!
فقررنا أن نأخذ هذه المعلومات الى الحكومة الإسرائيلية نفسها فاتصلت الصديقة الأسترالية والصحفي المصري بمكاتب باراك ومكتب داليا اتسحاق ووضعنا هذه الأسئلة لديهم فجاء الرد بأن نسأل مكتب رئيس مجلس الوزراء عن هذا فطلبنا مساعدة صديق يهودي هنا عارف بطريقة عمل الحكومة الإسرائيلية فأكد لنا أن تحويلنا من مكتب باراك ومكتب داليا(رئيسة المعارضة) يعني أن قرارا قد اتخذ حول هذه من مكتب رئيس الوزراء فقط وليس من مجلس الوزراء أو من اللجنة الدفاعية المصغرة الوزارية فهذا يعني أن الموساد الإسرائيلي التابع لمكتب رئيس الوزراء هو الذي طلب ورئيس الوزراء وافق بدون الرجوع لمجلس الوزراء حسب صلاحيته كرئيس أعلى للموساد فعلى مايبدو اعتبر رئيس الوزراء هذه الامر أمرا مخابراتيا بحتا وليس أمرا يهم الأمن القومي لإسرائيل!!!
أي بالعربي الافصح من هذا أن هناك صفقة بين الموساد والنظام السوري وقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي راضيا أن مصلحة إسرائيل قد خدمت بالموافقة على هذه الخروقات وأنه متأكد تماما من نوايا سورية وأنها غير عدوانيىة على الإطلاق على المدى المباشر والطويل ليسمح بمثل هذه الخروقات وهناك بالتأكيد صفقة ما تستفيد منها إسرائيل بسكوتها عن هذه الإختراقات
مايهمنا كثوار سوريين أن نفضح هذا التآمر بين إسرائيل والنظام السوري ونحذر جميع من يستخدمهم هذا النظام كحماس وحزب الله عن ان أي صفقة اسدية موسادية هي على حسابهم بالتأكيد فأهل حوران الصامدة ليسوا هم فقط المعنيين بمثل هذه الخيانة الفاضحة بل من سيقع ضحية هذه الإتفاقيات ونتذكر "مغنية" ومسؤول حماس المقتول في دبي ونتسائل عمن سيكون ثمن دخول دبابات الأسد الى حوران
No comments:
Post a Comment