A VERY GOOD PIECE
"...
من خلال الفضائيات وفي مقدمتها الجزيرة، حاز عدد كبير من هؤلاء بعض الحضور السياسي، وصار لهم جمهور لا بأس به (الغريب أن الجزيرة اليوم باتت متآمرة عند بعض أولئك، وهي جزء من التحالف الغربي لتقويض أسس الممانعة والمقاومة في المنطقة)، ويبدو أن بعضهم قد صدقوا أن بوسعهم في ضوء ذلك الحضور أن يرسموا للأمة خياراتها ويحددوا لها مساراتها.
يكتسب المثقف مصداقيته من الانحياز لهموم الجماهير، ومن الإيمان ببوصلتها الأقرب إلى الصواب في تحديد المواقف، ونعلم أن المثقفين هم الذين يُكثرون الحساب ويبيعون المواقف، بينما تحدد الأمة مواقفها دون الدخول في متاهات الأرباح والخسائر.
وحين ينقلب المثقف على خيارات الجماهير لن يلبث أن يغدو منبوذا مهما كان حجم حضوره في السابق.
....
لا خلاف على أن التدخل الغربي في الثورة الليبية كان مشكلة كبيرة أزعجت الكثيرين، بل أدخلت الجماهير العربية فيما يشبه التناقض بين رفضها الحاسم للتدخلات الغربية وقناعتها بالعداء الأميركي والغربي للأمة، وبين عدائها للعقيد معمر للقذافي وممارساته، وإيمانها بأنه رجل لم يعد يمت إلى العروبة والقومية بصلة (اتصالاته الأخيرة مع الكيان الصهيوني دليل على ذلك، وقبل ذلك ما قدمه من مواقف سياسية وما بذله من ثروات بلاده من أجل الحفاظ على نظامه).
....
موقف الغرب الأكثر وضوحا في سياق الثورات العربية هو ميله إلى وقف هذا المسلسل برمته، وهو يلتقي في ذلك مع أكثر الأنظمة التي لم يشملها التغيير بعد
...
من السهل بالطبع التقاط الحوادث من هنا وهناك لتبرير موقف مسبق، لكن الصعب بل المستحيل هو التشكيك بهذه الشعوب وبوصلتها، إلى جانب التشكيك في قدرتها على إزاحة من يتناقضون مع مشاعرها ومواقفها إذا نجحت في التخلص من أنظمة جثمت على صدورها لعقود عبر تحالف السلطة والثروة والأمن بكل ما ينطوي عليه من بشاعة وقمع.
كل ذلك بالطبع ينبغي أن تدركه قوى المعارضة قبل سواها، ذلك أن تقديم التنازلات للغرب، بخاصة فيما يتصل بالعلاقة مع دولة الاحتلال الصهيوني، من أجل الحصول على الاعتراف والدعم سيفقدها الشرعية الشعبية، وهي الأهم بكل المقاييس، من دون أن يجعلها مفضلة على الأنظمة في حال كانت الأخيرة قادرة على الصمود أمام المد الشعبي للاعتبارات التي ذكرناها آنفا.
ولا شك أن هذا الكلام يخص القوى الإسلامية أكثر من سواها تبعا لكونها الأقوى في الشارع هذه الأيام.
"
من خلال الفضائيات وفي مقدمتها الجزيرة، حاز عدد كبير من هؤلاء بعض الحضور السياسي، وصار لهم جمهور لا بأس به (الغريب أن الجزيرة اليوم باتت متآمرة عند بعض أولئك، وهي جزء من التحالف الغربي لتقويض أسس الممانعة والمقاومة في المنطقة)، ويبدو أن بعضهم قد صدقوا أن بوسعهم في ضوء ذلك الحضور أن يرسموا للأمة خياراتها ويحددوا لها مساراتها.
يكتسب المثقف مصداقيته من الانحياز لهموم الجماهير، ومن الإيمان ببوصلتها الأقرب إلى الصواب في تحديد المواقف، ونعلم أن المثقفين هم الذين يُكثرون الحساب ويبيعون المواقف، بينما تحدد الأمة مواقفها دون الدخول في متاهات الأرباح والخسائر.
وحين ينقلب المثقف على خيارات الجماهير لن يلبث أن يغدو منبوذا مهما كان حجم حضوره في السابق.
....
لا خلاف على أن التدخل الغربي في الثورة الليبية كان مشكلة كبيرة أزعجت الكثيرين، بل أدخلت الجماهير العربية فيما يشبه التناقض بين رفضها الحاسم للتدخلات الغربية وقناعتها بالعداء الأميركي والغربي للأمة، وبين عدائها للعقيد معمر للقذافي وممارساته، وإيمانها بأنه رجل لم يعد يمت إلى العروبة والقومية بصلة (اتصالاته الأخيرة مع الكيان الصهيوني دليل على ذلك، وقبل ذلك ما قدمه من مواقف سياسية وما بذله من ثروات بلاده من أجل الحفاظ على نظامه).
....
موقف الغرب الأكثر وضوحا في سياق الثورات العربية هو ميله إلى وقف هذا المسلسل برمته، وهو يلتقي في ذلك مع أكثر الأنظمة التي لم يشملها التغيير بعد
...
من السهل بالطبع التقاط الحوادث من هنا وهناك لتبرير موقف مسبق، لكن الصعب بل المستحيل هو التشكيك بهذه الشعوب وبوصلتها، إلى جانب التشكيك في قدرتها على إزاحة من يتناقضون مع مشاعرها ومواقفها إذا نجحت في التخلص من أنظمة جثمت على صدورها لعقود عبر تحالف السلطة والثروة والأمن بكل ما ينطوي عليه من بشاعة وقمع.
كل ذلك بالطبع ينبغي أن تدركه قوى المعارضة قبل سواها، ذلك أن تقديم التنازلات للغرب، بخاصة فيما يتصل بالعلاقة مع دولة الاحتلال الصهيوني، من أجل الحصول على الاعتراف والدعم سيفقدها الشرعية الشعبية، وهي الأهم بكل المقاييس، من دون أن يجعلها مفضلة على الأنظمة في حال كانت الأخيرة قادرة على الصمود أمام المد الشعبي للاعتبارات التي ذكرناها آنفا.
ولا شك أن هذا الكلام يخص القوى الإسلامية أكثر من سواها تبعا لكونها الأقوى في الشارع هذه الأيام.
"
No comments:
Post a Comment