13 يناير 2013
"لا شك أنه قد حصل تآمر استعماري على المنطقة العربية تجلى في اتفاق سايكس بيكو، ووعد بلفور، وإقامة إسرائيل وغيرها. ولكن حماة الواقع الذي تمخض عن هذا التآمر هو الأنظمة العربية التي لم تنجح في تجاوز سايكس بيكو حتى حين حكم الحزب الوحدوي ذاته بلدين عربيين متجاورين.
ولا شك ان الاستعمار راهن على التقسيم الطائفي للمنطقة العريية،
وأن الحركات الوطنية العربية المبكرة قد أحبطت هذا الرهان. (وظلت الطائفية قائمة في
التقسيم الاجتماعي التقليدي جدا، والأنظمة التي قامت عليه في الجزيرة العربية) أما
في الدولة العربية الحديثة فمن فشل في الدمج الاجتماعي عبر التحديث، ثم قام بإحياء
الطائفية واستغلالها للحكم هو الأنظمة العربية التي تثور عليها الشعوب. هذه الأنظمة
لم تفشل فقط في عملية بناء الأمة المواطنية، ولا فشلت في تحقيق الوحدة العربية كرد
على سايكس بيكو فحسب، بل استغلت الهويات الفرعية (الإقليمية والطائفية والقبلية)
بشكل واع (ومن دون أن تكون هي ذاتها طائفية) لأغراض تحقيق الولاء السياسي.
إن اتهام الشعوب التي خرجت رافضة لهذا الواقع بالتآمر وبصنع
"سايكس بيكو" جديدة هو لغو مثير للنفور الاشمئزاز، وليس للسخرية، فهو لم يعد مضحكا.
لأن "سايكس - بيكو" الجديدة هي الأنظمة العربية ذاتها في العقود الأربعة الأخيرة،
تلك الأنظمة التي فرّطت بالسيادة، وتنافست على خطب ود الولايات المتحدة بالقدرة على
تقديم الخدمات، وصنعت سلاما مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، وداست على حقوق
الشعوب في الوقت ذاته.
أما سوف ما ينجم عن حركة الشعوب فلا ضمان له سوى مستوى وعيها ووعي
قياداتها. لا توجد ضمانات!! ومن يريد أن يؤثر فلينزل وليعمل مع الناس! ولا يتوقعن
أحد ان يؤثر على وعي الشعوب إيجابيا وهو يقف محايدا أو سلبيا تجاع معاناتها.
"
No comments:
Post a Comment