24 يناير 2013
"بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية آن الأوان للهمس في أذن الأمين العام لجامعة العربية أن دعوة الجامعة للمواطنين العرب داخل الخط الأخضر للمشاركة في الانتخابات ليست في مكانها، وتشكل سابقة خطيرة، وتؤشر على إفلاس العالم العربي (الرسمي) في مواجهة إسرائيل. ألم يبق لدى العرب وسيلة لمواجهة إسرائيل والصهيونية سوى التعويل على مشاركة المواطنين العربي في الداخل في الانتخابات البرلمانية؟ للعرب في إسرائيل، هذا الجزء الحي من الشعب الفلسطيني والأمة العربية، اسبابهم الداخلية للتصويت وهي بنظر الحركة الوطنية في الداخل متعلقة بالصمود والحقوق المطلبية والحفاظ على الهوية، في مقابل محاولات الأسرلة والصهينة.
وخطابها ومطالبها حتى في إطار الانتخابات كما برز في العقد الأخير
تتناقض مع الصهيونية بشكل يثير الأخيرة ويطرح لديها تساؤلات وجودية. وإن عدم
المشاركة في الانتخابات في غياب حركة ثورية وعصيان مدني هي في الواقع لامبالاة
وإضعاف للتمثيل العربي المسيّس ضد الاحزاب الصهيونية، وليس أكثر. أما المقاطعة
السياسية فنسبتها ضئيلة وتذوب في اللامبالاة. وفي الانتخابات الأخيرة ارتفعت نسبة
تصويت العرب مقارنة بالسابقة وإن بنسبة قليلة... ولكن الاسباب والدوافع للمشاركة
والعزوف كلها داخلية ولا بد ان تتعامل معها الحركة الوطنية في الداخل للحافظ على
عرب الداخل في ظروف لا يفيدهم فيها أحد سوى أنفسهم، إذ يجب أن "يقلعوا شوكهم
بأيديهم".
أما أن تنعدم وسائل النضال لدى السلطة الفلسطينية، وأن تعول مرة
اخرى وأخرى على تغيير المعسكرات في إسرائيل بالأصوات العربية لكي تحيي عملية
السلام، لأنه ليس لديها خيارات أخرى كما توهم نفسها، وأن تقبل الجامعة العربية
بنصائح السلطة وتصدر بيانا يدعو للتصويت فهذا شأن آخر. هذه الدعوة تسيء للعرب كأمة،
وللجامعة كممثل لوحدتها، ويظهر ضعفها، (وضعف السلطة الفلسطينية طبعا) وهو على كل
حال لا يساعد العرب في الداخل على الحفاظ على هويتهم الوطنية بل يزرع الأوهام
بالتعويل على قوى صهيونية لا تهمها قضية فلسطين إلا كأرض للنهب والاستيطان، ولن
تهمها، طالما ليس لدى العرب وسائل أخرى في الصراع معها سوى أدوات من هذا النوع.من
المؤسف أن نحتاج لتكرار هذه المسلمات بعد عقدين على اتفاقيات أوسلو؟!
ملاحظتان:
ملاحظتان:
1.نشرت هذه الأفكار بعد الانتخابات لكي لا يساء فهمها في خضم عمل
الحركة الوطنية في الداخل على رفع نسبة التصويت في الصراع ضد الاحزاب الصهيونية وضد
اللامبالاة والإحباط الذي تساهم فيه مثل هذه الدعوات التي تظهر ضعف العرب.
2. بعد نشر هذا التعليق اتضح لي ان البعض قد يفسره تأييدا لبعض
الأصوات المزايدة القليلة التي دعت عرب الداخل (من الخارج) لمقاطعة الانتخابات.
وبالنسبة لحرص هؤلاء الممكن على مصالح ومصير عرب الداخل الذين بقوا في وطنهم يكفي
أن نرى كيف يعاملون اللاجئين الفلسطينيين في بلادهم. ومن يتعامل مع قضية فلسطين
كأداة في الصراعات العربية الداخلية وللمزايدة لا يستحق ان نناقشه بشكل جدي لانه لا
يتعامل أصلا مع هذه القضية بشكل جدي. واستخدام قضية فلسطين لمصالح لا علاقة لها بها
ليس استراتيجية لا يستحق أن يناقش.
"
No comments:
Post a Comment