النظام السوري يرد على إسرائيل بقصف نازحي الفلوجة في العراق!
رأي القدس
رداً على ما زعمت أنه قصف سوريّ أدى الى مقتل صبي إسرائيلي قامت تل ابيب بقتل عشرة جنود سوريين على الأقل في غارات جوية نفذتها طائراتها الحربية على مواقع عسكرية سورية في هضبة الجولان يوم الاثنين الماضي مستهدفة في قصفها مقر قيادة «اللواء 90» إضافة الى مواقع سرايا تابعة للجيش النظامي السوري.
الخارجية السورية لم تقصّر أبداً بالردّ على إسرائيل فأرسلت رسالتين الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي اعتبرت فيهما القصف الإسرائيلي «انتهاكاً سافراً لاتفاق فصل القوات لعام 1974 ولميثاق الأمم المتحدة ولقواعد القانون الدولي».
ولم يكتف النظام السوري بهذا الردّ «الموجع» لإسرائيل فبعد يوم واحد من ذلك الهجوم شنّت قوات الجيش العربي السوري غارات جويّة عنيفة على… دمشق وحلب ومناطق أخرى من سوريا، كما أنها سلّمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة المئة طن الأخيرة المتبقية من المواد الكيميائية السامة.
وإذا كان كل ذلك لم يفزع إسرائيل بعد ويوقف عدوانها على قطعات ومواقع الجيش العقائدي فقد امتدّت ذراع هذا الجيش الرادعة والطويلة عابرة الحدود السورية العراقية وقاصفة سوقاً شعبياً وبناية تضم عدداً من العوائل النازحة من مدينة الفلوجة إلى مدينة القائم الحدودية العراقية موقعة 20 قتيلاً من المدنيين وجارحة 25 آخرين.
وبما أن الضحايا مدنيون عراقيون من مدينتي القائم و
الفلوجة فإن القصف السوري للعراق لا يعتبر انتهاكاً «سافراً» لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي بل يعتبر هديّة أخويّة من الرئيس السوري (والقائد العام للقوات المسلحة) بشار الأسد، الى القائد العام للقوات المسلحة العراقية (ورئيس الوزراء) نوري المالكي؛ هدية تضاف الى سجلّ حاكمي العراق وسوريا المشبع بدماء شعبيهما.
الصفعات المهينة التي لا تنفكّ تل أبيب توجهها للنظام السوري لا يمكن تفسيرها باستهانتها بهذا النظام فحسب، ولا باستخذائه وضعفه حين يتعلّق الأمر بجنود جيشه وحدود بلاده (مقابل جبروته وطغيانه في انتهاك حدود وحقوق مواطني سوريا ولبنان والعراق).
صفعات إسرائيل، بهذا المعنى، هي تذكير متكرّر بتفوقها العسكري، وبعدم السماح بأي تطاول على مواطنيها ومستعمراتها في الجولان المحتل، يقابله في الوجه الآخر للعملة، تذلّل النظام السوري وتذكيره المتكرّر أيضاً لإسرائيل بأنه جزء من منظومة الاستبداد، سدّد النظام السوري خلاله فاتورة طويلة من ملاحقة تمثيلات الشعب الفلسطيني السياسية، وخصوصاً حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، التي كان دائماً على عداء معها، وكذا محاولة تطويع الشعب الفلسطيني في الشتات وتلزيمه لتنظيمات أمنيّة تتكنّى باسم فلسطين لكن مهمّتها، كانت، دائماً، خدمة النظام السوري وأهدافه.
وإذا كان مفيداً في تفسير الصفعات اعتبار النظام السوري جزءاً من محور إيران الممتد من أفغانستان والعراق إلى لبنان، وهو محور «مقاوم» و»ممانع» لإسرائيل، فما هو تفسير سكوت وخنوع هذا المحور، دائماً، تجاه الضربات الموجهة للنظام السوري؟
رأي القدس
No comments:
Post a Comment