اسرائيل تدمر حياتنا وتريد إعادة صياغتها من جديد/ مصطفى إبراهيم
كاتب من غزة
تاريخ النشر: 31/07/2014 - آخر تحديث: 12:59
يثار الضجيج الإعلامي في إسرائيل عن أن الحرب في أيامها الأخيرة وقد استنفذت، و بات التوصل إلى وقف إطلاق نار مسألة وقت وصياغة بعض المسائل والاتفاق عليها، ومنذ عدة أيام تحدث عدد من الوزراء في الحكومة الإسرائيلية والمعلقين ووسائل الإعلام الإسرائيلية عن إعادة بناء قطاع غزة وتقديم التسهيلات الاقتصادية والعمل على رفاه الناس من ما دمره الانتقام والحقد الاسرائيلي. وما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي، أفغيدور ليبرمان، “أهم شيء في المستقبل هو إقامة آلية مراقبة عملية ترميم وإعادة بناء غزة رقابة تضمن وصول الأموال ومواد البناء إلى هدفها الصحيح وحرمان حماس من استغلالها”
المضحك المبكي أن إسرائيل التي دمرت وقتلت وخربت تريد إعادة صياغة حياة الناس وبناء غزة من جديد، ومن الذي يحكم وكيف يحكم، وفجأة اكتشفوا أن أبا مازن هو الحل ويجب تمكينه من العودة إلى غزة، كل ذلك بعد صمود الفلسطينيين والمقاومة، و فشل إسرائيل في كسر إرادتهم وكي وعيهم و تفكيك حكومة الوفاق الوطني المطلوب منها العمل الكثير من أجل غزة.
منذ بداية العدوان تبرعت كثير من الدول العربية واستعدت دول أخرى لإعادة اعمار غزة، وهناك من يدعو إلى عقد مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في العام 2009 على إثر عملية "الرصاص المصبوب" لإعادة إعمار غزة، وعقد الأسبوع الماضي مؤتمر في باريس من أجل البحث في التوصل إلى اتفاق وقف النار وإعادة إعمار القطاع. وسنسمع خلال الأيام المقبلة عن حجم الأموال التي ستضخ إلى القطاع، وستؤسس صناديق للمساهمة في إعادة إعمار القطاع من الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية.
منذ "اتفاق الشاطئ" وتشكيل حكومة الوفاق الوطني لم يشعر الناس، خاصة في القطاع، بإتمام المصالحة، نظراً لأن أسباب الخلاف والهوة بين طرفي الانقسام، كما أن الناس في غزة لا يثقون في المجتمع الدولي والسرعة المطلوبة في إعادة إعمار غزة، والاتهام الموجه له بمنح الشرعية لنتنياهو بضرب غزة والتواطؤ من خلال صمته وتبريره لحاجات إسرائيل الأمنية قبل العدوان وبعده.
الضحايا من الفلسطينيين لم يفيقوا بعد من هول ما جرى ولا يزال يجري لهم، و يبحثون عمن يقدم لهم المساعدات التي تساعدهم في الحصول على أماكن تأويهم، والعدوان لا يزال مستمرا، وعلى رغم التفاؤل الحذر الذي يبديه الفلسطينيون في القطاع إزاء كل هذه الاحاديث والوعود التي تطلق، فيما لا يزال نحو 250 ألفاً مشردين بلا مأوى في ظل ظروف إنسانية صعبة وقاسية جداً، وآلاف المنازل دمرت وآلاف أخرى تضررت بالإضافة إلى المصانع والمنشآت المدنية والمساجد ودور العبادة والمدارس. إن عملية إعمار غزة تحتاج إلى ورشة كبيرة ستمتد لعدة سنوات وبحاجة إلى كل الجهود، في عملية إعادة الأعمار، فالضحايا من الفلسطينيين لديهم تجربة سابقة من عملية الإعمار والوقت الطويل الذي أخذته.
ويتساءلون: يمكن أن تعيد الأموال الأوروبية والأميركية والعربية بناء ما بناه في السابق الأميركيون والأوروبيون، ودمرته أسلحة الطرفين! لكن هل يمكن أن تعيد هذه الأموال إلى الفلسطينيين “الأرواح” التي حصدتها قوات الاحتلال؟!
ويتساءلون: يمكن أن تعيد الأموال الأوروبية والأميركية والعربية بناء ما بناه في السابق الأميركيون والأوروبيون، ودمرته أسلحة الطرفين! لكن هل يمكن أن تعيد هذه الأموال إلى الفلسطينيين “الأرواح” التي حصدتها قوات الاحتلال؟!
وهل يمكن أن تعوض هذه الأموال العذابات والمعاناة التي عانها مليون و 800 ألف فلسطيني في القطاع، وأكקر منهم في الضفة وملايين البشر عبر العالم المتضامنين معهم، بمن فيهم أوروبيون وأميركيون؟!
إن المشكلة لدى الفلسطينيين ليست في عملية الأعمار ومن يقوم به، بل في استمرار الاحتلال والحصار المستمر منذ 7 سنوات، وعدوانه على الفلسطينيين، ولن يفيد إعمار غزة من دون أن تعترف إسرائيل بحقوق الفلسطينيين والانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن غير المعقول أن يستمر الصمت و التواطؤ العربي و كذلك المجتمع الدولي في صمته وتفهمه للحاجات الأمنية لإسرائيل، وتبرير ذلك بقتل الآلاف من الفلسطينيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم، من دون أن يأخذ المجتمع الدولي على عاتقه ليس فقط إعمار غزة، بل تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية والقانونية عما لحق بهم على مدار سني نكبتهم، خاصة وأن الفلسطينيين يحملونه الجزء الأكبر من مأساتهم المستمرة منذ 66 عاماً.
وعليه، فإن المجتمع الدولي لا يمكن له أن يستمر في تبرير ارتكاب إسرائيل جرائمها، والهروب من التزاماتها الأخلاقية والقانونية والسياسية في تعمير ما تدمره آلة الحرب الإسرائيلية، ويعيد تعميره.
وعليه، فإن المجتمع الدولي لا يمكن له أن يستمر في تبرير ارتكاب إسرائيل جرائمها، والهروب من التزاماتها الأخلاقية والقانونية والسياسية في تعمير ما تدمره آلة الحرب الإسرائيلية، ويعيد تعميره.
No comments:
Post a Comment