Thursday, July 31, 2014
From Azmi Bishara's Facebook Page
تحدي أن تكون ديمقراطيا عربيا في هذه المرحلة
المرحلة الحالية هي الأصعب والأدق في تاريخ الديمقراطيين العرب منذ أكثر من قرن. فعليهم خوض معركة فكرية وسياسية وميدانية على عدة جبهات: ضد الصهيونية كحركة عدوانية عنصرية استيطانية، وضد تحالفها مع متلبرلين عرب معادين للديمقراطية واللبرالية في آن؛ وضد الاستبداد بعد أن كشر عن أنيابه بشكل عام، وفي سورية بشكل خاص، حيث رفع سقف القمع العربي كله ضد المدنيين وغيّر معايير التنكيل بالبشر وقتلهم، بما في ذلك القصف من الجو، ورفع سقف ما يحتمله العالم ويتسامح معه من جرائم حين يكون ضحيتها الإنسان العربي؛ وضد الثورة المضادة والرجعية العربية المعادية للتغيير والتقدم والديمقراطية، والتي قادها عداءها للديمقراطية إلى التحالف مع إسرائيل، وضد قوى سياسية-اجتماعية رجعية متخلفة طائفية، وفاشية دينية، وغيرها (داعش وأمثالها، إن كان لها مثيل) صعدت مع أزمة الدولة الوطنية وفشل التحديث وبناء الأمة، ومع دوس الاستبداد على المواطنة كمؤسسة وكقيمة وكإنسان... لم يسبق ان اضطر الموقف الديمقراطي أن يقف ضد كل هذه القوى دفعة واحدة. ولكن هذه مسؤوليته التاريخية. الموقف صعب جدا، ولكنه غير مستحيل، فثمة صراعات وتناقضات بين القوى هذه نفسها، ولن يضطر الديمقراطي العربي إلى خوض كل المعارك، ولكن لا مناص من موقف واضح منها جميعا. الديمقراطي العربي يتخذ موقفا ديمقراطيا منها جميعا، ولا يكون ديمقراطيا هنا ومستبدا هناك، معاديا للإنسان العربي وحقوقه هنا، ومتباكيا عليه هناك.
عزمي بشارة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment