تترقب الجبهة الجنوبية في سورية، المتمثلة في محافظتي درعا والقنيطرة، تطوراً يلوح في الأفق من دون أن تتضح معالمه بشكل كامل حتى الآن. لكن مصدراً في الجيش السوري الحر العامل في درعا يكشف لـ"العربي الجديد"، أن تطوراً مهماً قد يحدث خلال أيام في الجبهة الجنوبية، حيث تنتظر الفصائل المسلحة هناك نتائج وعود بتقديم غطاء جوي إقليمي لعملياتهم العسكرية.
ويوضح المصدر، وهو ضابط في جيش اليرموك رفض الكشف عن اسمه، أن الفصائل تعدّ لعمليات عسكرية كبيرة في درعا وقد تلقّت وعوداً بأن يكون هناك غطاء جوي عربي لتلك العمليات أو على الأقل تزويد الجيش الحر بصواريخ مضادة للطيران، ما سيعني في الحالتين تغييراً كبيراً في موازين القوى لصالح المعارضة.
ويشير إلى أن الانتظار قد لا يطول لأكثر من أسبوع واحد، وإذا لم تتحقق هذه الوعود، فسوف تتحرك الفصائل العسكرية في كل الحالات.
من جهته، يؤكد عضو القيادة العسكرية للجبهة الجنوبية أيمن العاسمي، هذه المعطيات، معتبراً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن هناك مؤشرات جدية على إسناد عربي للجبهة الجنوبية خلال أيام.
ويرى العاسمي أن الهدف النهائي للدعم الإقليمي ليس إسقاط النظام بالضربة القاضية، بل إنهاكه والضغط عليه من أجل إجباره على تقديم تنازلات جدية تنهي المحنة السورية الراهنة عبر خروج رأس النظام من المشهد الحالي، وفتح الباب أمام حل سياسي واقعي.
ويلفت إلى أنه، بفضل دعم بعض القوى العربية والإقليمية، تمّ تخطّي مرحلة خطرة كانت قد سعت إليها الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية قبل ثلاثة أشهر لإعادة تعويم النظام وجعله رقماً أساسياً في المعادلة السورية، معتبراً أن التطورات في اليمن انعكست إيجاباً على القضية السورية، ولفتت أنظار السعودية والدول العربية إلى مدى جدية الخطر الإيراني في المنطقة العربية، وضرورة التحرك العربي للجم إيران بمعزل عن رخاوة وربما تواطؤ الموقف الأميركي مع طهران.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتقدم في دمشق.. ومجزرة للنظام في درعا
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتقدم في دمشق.. ومجزرة للنظام في درعا
وبينما يكشف المصدر الميداني الآنف الذكر، أن التحرك العسكري في درعا خلال الأيام المقبلة سيكون أولاً باتجاه مطار خلخلة قرب السويداء، يوضح العاسمي أن هذا التحرك سيكون على الأرجح في المثلث الشمالي بين محافظات درعا والقنيطرة ريف دمشق، حيث المراكز الأساسية لقوات النظام، لاسيما الفرقتين التاسعة والخامسة، إضافة إلى الفرقة السابعة التي مقرها في بلدة زاكية بريف دمشق.
ويرى العاسمي أن من غير المجدي استنزاف القوات في محاصرة ومهاجمة المطارات التي يمكن شل حركتها في حال الحصول على مضادات جوية فعالة، مشيراً إلى أن سبعة مطارات فقط خرجت من الخدمة حتى الآن منذ بداية الثورة من أصل 21 مطاراً بحوزة النظام.
وتزايد الحديث عن تدخّل عسكري عربي محتمل في سورية بعد "عاصفة الحزم" السعودية في اليمن، والتي أنعشت الآمال بعملية مماثلة في سورية، وهي توقعات لا زالت حتى الآن تختلط فيها المعطيات العملية بالأمنيات من بعض أطراف المعارضة السورية التي تناغمت أيضاً مع تحليلات وتوقعات من بعض الشخصيات السعودية المتابعة للشأن السوري.
وفي التطورات الميدانية بالجبهة الجنوبية، أطلق "الجيش الأول"، التابع للجيش الحر، مساء أول من أمس، معركة "قطع الأوصال"، التي تهدف إلى "قطع طريق دمشق ــ القنيطرة، لتضييق الخناق على قوات النظام وحزب الله اللبناني في مدينة القنيطرة"، بحسب المكتب الإعلامي في الجيش الأول.
وقال عضو المكتب الإعلامي، ماهر العلي، إن هذه العملية تهدف إلى تخفيف الضغط عن المقاتلين في معركة "تحرير الفوج 137"، التي بدأت يوم الأحد الماضي، موضحاً أن مقاتلي "الجيش الأول"، استهدفوا بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، فرع الاستخبارات العسكرية واللواء 68 في مدينة سعسع ومقر مليشيات "جيش الدفاع الوطني" في منطقة المقروصة.
وأشار المتحدث إلى أن الاشتباكات ما تزال مستمرة مع قوات النظام في محيط فرع الاستخبارات العسكرية، وغربي مدينة سعسع، من دون معرفة حجم خسائر الطرفين حتى اللحظة، حسب قوله.
من جهة أخرى، أعلن "جيش اليرموك" في القنيطرة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قتل تسعة مقاتلين من الجيش الحر، وأسر نحو عشرين آخرين، بينهم مدنيون، قرب مدينة البعث في القنيطرة.
وأوضح نائب قائد "جيش اليرموك"، أبو كنان الشريف، أن "جيش الجهاد" الذي بايع "داعش"، نصب كميناً لمقاتلين من "فرقة أحرار نوى" التابعة للجيش الحر، أثناء تبديل نوبات الحرس قرب مدينة البعث، وقتل تسعة منهم، بينهم قيادي، وأسر نحو عشرين آخرين بينهم مدنيون، مشيراً إلى ان "جيش اليرموك" جهّز قوة عسكرية للقضاء على التنظيم في هذه المنطقة.
No comments:
Post a Comment