سلامة كيلة
اللافت، في الفترة الأخيرة، أن "نخبة" من قيادات النظام السوري قد قُتلت بطريقة أو بأخرى. في عام 2012 جرت تصفية "خلية الأزمة"، وعلى الرغم من إعلان بعضهم باسم الثورة أنه قام بالعملية، فإن الواقع قد أظهر أن الأمر يتعلق بتصفية داخلية، بناءً على "تكهنات"، أو معلومات، عن ميل لديها لإحداث انقلاب، هو نتاج الاختلاف حول طبيعة التعامل مع الثورة، وما يجب أن تقوم به السلطة.
خلال الثورة، قتل ضباط عديدون وردت أسماؤهم في قضية اغتيال رفيق الحريري، مثل جامع جامع. وأخيراً، جرت تصفية المسؤول عن جهاز الأمن العسكري في لبنان وقت الاغتيال، رستم غزالي. ثم جرى الحديث عن تصفية علي مملوك، المشارك سابقاً في جريمة اغتيال الحريري، والمتهم الآن بإمداد ميشال سماحة بالمتفجرات، لاغتيال سياسيين ورجال دين لبنانيين عديدين، لكن مملوك ظهر في صورة حديثة مع الأسد وموفد إيراني. ربما ذلك لا يلغي التكهن بأنه قد أبعد، على الرغم من أنه يلغي مقتله سابقاً.
الأخطر ما حدث في الأيام الماضية، حيث جرى الإعلان عن مقتل ضباط كبار عديدين، في أحداث غامضة. منهم مسؤول الفرقة الرابعة، ومسؤول مطار بلي، ومسؤول الوحدات الخاصة، وأيضاً مسؤول الفرقة الأولى. ثم ثلاثة ضباط كبار قيل إنهم قتلوا في تدمر، نتيجة قصف بالخطأ من طيران النظام (واحد هو ابن خالة بشار الأسد كما قيل، والآخر من آل مخلوف). وقبل ذلك، كان قد أزيح حافظ مخلوف ورحل عن سورية، وكذلك رفيق شحادة المسؤول السابق عن الأمن العسكري.
كل هؤلاء هم من "الصف الأول" في بنية النظام الأمنية والعسكرية، الأمر الذي يشير إلى تصفية مقصودة، ولسبب معيّن. فإذا كان مقتل جامع جامع ورستم غزالي (وقبلهما محمد سليمان) هو بسبب قضية اغتيال الحريري، فإن مقتل هؤلاء الآن يرتبط بالدور الذي لعبوه خلال الثورة، أي الدور الإجرامي الذي قاموا به من أجل سحق الثورة. وهذا يطرح السؤال عن السبب في ذلك؟ ومن يقوم به؟ لكنه لافت، ويفرض التدقيق بما يجري لفهم المسار الممكن في المرحلة المقبلة.
في مقابل ذلك، نلمس انهيار بقايا الجيش، وتلاشي قدرته، والفوضى التي باتت تحكمه. فما حدث خلال الأشهر الأخيرة في الجبهة الجنوبية منذ السيطرة على الفرقة 82 يشير إلى اختلال كبير بات يحكم بنية الجيش. ولقد اتهمت السلطة ضباطاً في الفرقة بالخيانة وتسليم الفرقة، كما جرت الإشارة إلى إعدام ضباط إيرانيين عدداً من ضباط الفرقة. وهو أمر حدث مع فرق أخرى في تلك الجبهة. لكنه توسع في الشمال، بعد أن تشكّل "جيش الفتح"، حيث انهارت المعسكرات في إدلب، وانسحب الجنود والضباط بشكل سيئ. والانهيار نفسه حدث في مواجهة داعش في تدمر.
ولقد أظهرت المعارك الأخيرة عجز كل القوى التي ترسلها إيران عن أن توقف الانهيار، حيث باتت هي كذلك في وضع صعب. ولقد تكبدت خسائر كبيرة في الجبهات الجنوبية والشمالية، وفي القلمون، على الرغم من محاولات متكررة لتحقيق إنجاز صغير.
بالتالي، الجيش يتهاوى، والقوى المساندة له تتهاوى كذلك. وهذا يفرض التدقيق في عملية "تصفية الصف الأول" في الجيش والأمن. العملية التي توحي بأن ما يجري هو قتل كل الذين شاركوا في المجزرة التي ارتكبتها السلطة ضد الشعب، وفي مواجهة الثورة. من يصفّي؟ ربما يتوضح ذلك فقط حين الوصول إلى حل، أو حين حدوث تغيّر في بنية السلطة، فالأمر لافت، خصوصاً أنه يزيد من إرباك السلطة، ومن إضعافها.
أظن أن السلطة قد أصبحت زائدة، لا بد من التخلص منها.
الأخطر ما حدث في الأيام الماضية، حيث جرى الإعلان عن مقتل ضباط كبار عديدين، في أحداث غامضة. منهم مسؤول الفرقة الرابعة، ومسؤول مطار بلي، ومسؤول الوحدات الخاصة، وأيضاً مسؤول الفرقة الأولى. ثم ثلاثة ضباط كبار قيل إنهم قتلوا في تدمر، نتيجة قصف بالخطأ من طيران النظام (واحد هو ابن خالة بشار الأسد كما قيل، والآخر من آل مخلوف). وقبل ذلك، كان قد أزيح حافظ مخلوف ورحل عن سورية، وكذلك رفيق شحادة المسؤول السابق عن الأمن العسكري.
كل هؤلاء هم من "الصف الأول" في بنية النظام الأمنية والعسكرية، الأمر الذي يشير إلى تصفية مقصودة، ولسبب معيّن. فإذا كان مقتل جامع جامع ورستم غزالي (وقبلهما محمد سليمان) هو بسبب قضية اغتيال الحريري، فإن مقتل هؤلاء الآن يرتبط بالدور الذي لعبوه خلال الثورة، أي الدور الإجرامي الذي قاموا به من أجل سحق الثورة. وهذا يطرح السؤال عن السبب في ذلك؟ ومن يقوم به؟ لكنه لافت، ويفرض التدقيق بما يجري لفهم المسار الممكن في المرحلة المقبلة.
في مقابل ذلك، نلمس انهيار بقايا الجيش، وتلاشي قدرته، والفوضى التي باتت تحكمه. فما حدث خلال الأشهر الأخيرة في الجبهة الجنوبية منذ السيطرة على الفرقة 82 يشير إلى اختلال كبير بات يحكم بنية الجيش. ولقد اتهمت السلطة ضباطاً في الفرقة بالخيانة وتسليم الفرقة، كما جرت الإشارة إلى إعدام ضباط إيرانيين عدداً من ضباط الفرقة. وهو أمر حدث مع فرق أخرى في تلك الجبهة. لكنه توسع في الشمال، بعد أن تشكّل "جيش الفتح"، حيث انهارت المعسكرات في إدلب، وانسحب الجنود والضباط بشكل سيئ. والانهيار نفسه حدث في مواجهة داعش في تدمر.
ولقد أظهرت المعارك الأخيرة عجز كل القوى التي ترسلها إيران عن أن توقف الانهيار، حيث باتت هي كذلك في وضع صعب. ولقد تكبدت خسائر كبيرة في الجبهات الجنوبية والشمالية، وفي القلمون، على الرغم من محاولات متكررة لتحقيق إنجاز صغير.
بالتالي، الجيش يتهاوى، والقوى المساندة له تتهاوى كذلك. وهذا يفرض التدقيق في عملية "تصفية الصف الأول" في الجيش والأمن. العملية التي توحي بأن ما يجري هو قتل كل الذين شاركوا في المجزرة التي ارتكبتها السلطة ضد الشعب، وفي مواجهة الثورة. من يصفّي؟ ربما يتوضح ذلك فقط حين الوصول إلى حل، أو حين حدوث تغيّر في بنية السلطة، فالأمر لافت، خصوصاً أنه يزيد من إرباك السلطة، ومن إضعافها.
أظن أن السلطة قد أصبحت زائدة، لا بد من التخلص منها.
No comments:
Post a Comment