قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقيإن الأزمة في العالم العربي هي أزمة فكرية وأخلاقية وليست أزمة مفاهيم، معتبرا أن كل الأحلام التي جاء بها الربيع العربي ذهبت أدراج الرياح، ومبديا تفاؤله في جيل الشباب وبمستقبل المنطقة.
وقال المرزوقي في محاضرة ألقاها مساء أمس الاثنين بالعاصمة المغربية الرباط "نحن في أزمة فكرية وليس أزمة مفاهيم"، مضيفا "تمسكنا بالمفاهيم لأزيد من خمسين عاما كما يتمسك الغريق بالقشة"، بدءا بالاشتراكية والقومية والإسلام السياسي وأخيرا الديمقراطية ليظهر في كل مرة أن الواقع أعقد من أن تحل مشاكله هذه المفاهيم، حسب رأيه.
واعتبر المرزوقي أن العالم العربي يعيش أزمة أخلاقية، وقال "لقد فشلنا لأننا لم نفهم أن معركتنا هي معركة قيم"، مشددا على أن الثورة لن تنجح ما لم تكن هناك "ثورة أخلاقية".
وأضاف -في المحاضرة التي ألقاها بدعوة من الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان- أن هناك هزات ارتدادية لن تقتصر على الدول العربية التي تعيشها الآن، بل ستتعدى إلى كل الدول التي لا تأخذ حذرها في المستقبل ولا تقوم بالإصلاحات الحقيقية.
وقال الرئيس التونسي السابق -الذي سلم الرئاسة إلى الباجي قائد السبسي امتثالا لنتائج الانتخابات- إنه ينبغي التعامل مع الديمقراطية بحذر وألا يتم اتخاذها "صنما"، مشددا على أن الثورة التونسية لم تفشل لكنها تعيش "مرحلة جزر"، وأنها ستعود إلى "مرحلة المد".
واستطرد المرزوقي بالقول إن العالم العربي شهد انهيار منظومة إقليمية وأحلامها، معتبرا أن اتحاد المغرب العربي "يوجد في غرفة الإنعاش ولا أحد يجرؤ على القول إنه مات"، ومجلس التعاون الخليجي "يعاني"، والجامعة العربية "يجب أن تحال على التقاعد"، مشككا في إمكانية عودة العراق وسوريا إلى سالف عهديهما.
ورأى المرزوقي أن "كل الأحلام التي حملها الربيع العربي ذهبت أدراج الرياح"، وأن الربيع العربي تحول إلى "كابوس" في سوريا واليمن، وإلى "ثورة مضادة شرسة" ستدفع مصر إلى نوع من "الحرب الأهلية".
وبالرغم من ذلك، أبدى المرزوقي تفاؤلا في المستقبل، معتبرا أن الأمل في الشباب
"لأنه متعطش إلى العدالة الاجتماعية ولن يسمح للاستبداد أن يعود"، كما رأى أن مرحلة الثورات هي مرحلة تدمير ويجب أن تعقبها مرحلة بناء.
No comments:
Post a Comment