Tuesday, September 29, 2015

الواقع العربي- مفهوم "سوريا المفيدة" وتطبيقاته




في ظل اشتداد هجمات المعارضة السورية المسلحة والانتكاسات العسكرية المتتالية لقوات النظام، طرح الرئيس السوري بشار الأسد في آخر خطاب له مفهوم "سوريا المفيدة" وهو المفهوم الذي اتفق ضيفا حلقة (29/9/2015) من برنامج "الواقع العربي" على أنه يعني تقسيم سوريا وجعلها تحت النفوذ الإيراني.
واعتبر رئيس المجلس الوطني وعضو الائتلاف السوري المعارض جورج صبرا أن "سوريا المفيدة" هو مشروع لتقسيم سوريا إلى دويلات طائفية، تستفيد منه إيران التي قال إنها تسعى إلى منطقة محددة يتأصل فيها نفوذها، لأنها تعرف أن النظام فقد السيطرة على سوريا، وثانيا إسرائيل التي أعلنت عن مشروعها لإقامة ما تسميه دولة يهودية.    
وأضاف صبرا أن الأسد ومن يحيطون به هم فقط من يريدون تقسيم سوريا إلى كانتونات، لأنهم فقدوا السيطرة على ربوع البلاد و"يريدون القبض على قطعة من سوريا من أجل المساومة". وأشار إلى أن الطائفتين العلوية والدرزية ترفضان التقسيم بدليل رفضهما له في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا.
ووفق عضو الائتلاف السوري المعارض، فإن نظام الأسد لم يعد معنيا لا بسوريا الوطن ولا بالشعب السوري، وأن ما يهمه هو حماية نفسه من العقاب ومحاولة تأمين بقائه.
من جهته، قال رئيس مركز أمم للتوثيق والأبحاث، لقمان سليم، إن "سوريا المفيدة" تعني" سوريا المفيدة للمنظومة العلوية تحديدا" وأرجع الأسباب التي دفعت الأسد لطرح هذا السيناريو -كما سماه-إلى الانتكاسات العسكرية التي تكبدتها قوات النظام.
وأضاف سليم أن ما يجري من تطهير مذهبي في القصير والزبداني وغيرهما يصب في اتجاه تنفيذ هذا السيناريو.
وحذر من النفوذ الإيراني بالمنطقة، وأعرب عن خشيته من أن يؤدي مفهوم "سوريا المفيدة" إلى إطلاق العنان لليد الإيرانية، وأشار إلى أن طهران أكدت على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين أنها تريد "شرفة على المتوسط".
قدرة المعارضة
وبشأن مدى قدرة المعارضة السورية على الحفاظ على وحدة البلاد، أوضح صبرا أن المسؤولية تقع على الشعب السوري وأيضا على الدول العربية والإقليمية، لأن النفوذ الإيراني -يضيف المعارض السوري- بات على شاطئ يهدد كامل المنطقة العربية.
ولا يعتقد سليم -من جهته- أن المجتمع الدولي يرى خطرا في تقسيم سوريا، وعلل كلامه بأن الاتفاق النووي بين الغرب وإيران يتجاوز الملف النووي وقد تكون له ملاحق أخرى.
وأكد أن كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما، في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، باستعداده للعمل مع إيران وروسيا لحل الأزمة السورية واستثناء الدول العربية، دليل على أن التقسيم هو في حكم الأمر الواقع.  
وأبدى الرئيس الأميركي استعداد بلاده للتعاون مع أي دولة، بما فيها إيران وروسيا، من أجل حل الأزمة السورية. غير أنه شدد على أن المرحلة الانتقالية يجب ألا تتضمن الأسد الذي وصفه بالطاغية.

No comments: