رأي القدس
عرب جرب
كشف موقع الكتروني سعودي، على لسان أحد مسؤولي المملكة، أن الرياض أبلغت إسرائيل «تفهمها» لقيامها بوضع «بوابات الكترونية» لإخضاع المصلّين للتفتيش، وذلك لأن مسألة نصب آلات لكشف المعادن «أصبحت اعتيادية في الأماكن المقدسة بسبب الإرهاب الذي يضرب بدون تمييز، وفي أكثر الأماكن قدسية للديانات المختلفة».
التصريحات التي نشرها الموقع لم يتمّ تكذيبها من مصادر رسميّة وهو ما يجعلنا أقرب لتصديقها لسببين، الأول هو طبيعتها الدعائية، حيث قال الخبر إن سماح تل أبيب للمصلّين والسياح بالدخول مجدداً إلى حرم الأقصى بعد العملية التي نفّذها ثلاثة شبان من عائلة الجبّارين عند باب الأسباط، نتج عن تدخل الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيّاً (ولكن عبر طرف ثالث هو الولايات المتحدة الأمريكية)، والسبب الثاني هو أن الرياض لم تنف الخبر المنشور في موقع إلكتروني سعودي.
وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد إردان أكّد الخبر ولكنّه وسع بيكار التنسيق في موضوع «البوابات الإلكترونية» ليشمل دولاً عربية وإسلامية، ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية رجّحت أن إردان يقصد السعودية لا دولاً أخرى.
المنطق وراء تصريح المسؤول السعودي الكبير هو أن الحال، بين السعودية وإسرائيل، «من بعضه»، فـ»الإرهاب» يضرب في كل مكان «بدون تمييز» و»في أكثر الأماكن قدسية للديانات مختلفة»، وكما تحصل عمليات «إرهاب» في مكّة أو المدينة، وهما المدينتان المقدستان لدى المسلمين، تحصل عمليات مشابهة في القدس، المدينة المقدسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.
تقوم المعادلة إذن على عنصرين بسيطين «إرهاب» مقابل «أماكن مقدّسة»، وهذا التبسيط المرعب، في الحقيقة، هو جلّ ما ترغب فيه إسرائيل، لأنه يلتزم مفهومها هي للإرهاب، الذي يعادل، في عرفها، كل أشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، ولأنه يعتبر القدس، وهي مدينة محتلّة، مثل مكّة أو المدينة، وبالتالي، يساوي، بقصد أو من دون قصد، بين سلطات الاحتلال الإسرائيلية في تعاملها مع الفلسطينيين مع سلطات السعودية في تعاملها مع «الإرهابيين»، وهي مساواة شديدة الركاكة والخلل وتسيء للسعوديين بقدر ما تفيد إسرائيل.
من هنا نفهم سرّ هذه الهناءة التي حلّت على السيد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي اقترح على السعوديين، حسب المصدر نفسه، أن يزوروا المسجد الأقصى «للاطلاع على الأوضاع على الأرض».
يتضمن الخبر أيضاً، في أحد معانيه، أن المملكة العربية السعودية تدخّلت في الموضوع باعتبارها مركز الثقل العربيّ والإسلامي، وعلى الأغلب أن الرياض ترتكز في ذلك إلى دورها في جمع عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية خلال القمم الثلاث التي عقدتها في أيار/مايو الماضي بمناسبة قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما يتضمن اعتبار الرياض نفسها منوطة بالشأن الفلسطيني، وهو أمر قد يكون مناط ترحيب لدى الفلسطينيين لولا أنه يأتي على خلفيّة تقارير كثيرة تتحدّث عن معالم «صفقة كبرى» تقودها الرياض لتطبيع علاقات دول عربية وإسلامية مع إسرائيل لا تدخل في بنودها مصالح الفلسطينيين الأساسية أنفسهم.
وإذا كان التدخّل السعودي لم يراع مصالح الفلسطينيين، وتبرّع بـ»تفهّم» نصب إسرائيل لبوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى، فالأحرى أنه تجاهل أيضاً الحماية الرمزيّة والسياسية التي تقدّمها المملكة الأردنية للجغرافيا الفلسطينية، بما فيها القدس والمسجد الأقصى، وبالتالي فإنها تقوم عمليّاً باستبعاد مركز شديد الأهميّة في الموضوع الفلسطيني وهو أمر يصبّ أيضاً في مصلحة إسرائيل.
التصريحات التي نشرها الموقع لم يتمّ تكذيبها من مصادر رسميّة وهو ما يجعلنا أقرب لتصديقها لسببين، الأول هو طبيعتها الدعائية، حيث قال الخبر إن سماح تل أبيب للمصلّين والسياح بالدخول مجدداً إلى حرم الأقصى بعد العملية التي نفّذها ثلاثة شبان من عائلة الجبّارين عند باب الأسباط، نتج عن تدخل الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيّاً (ولكن عبر طرف ثالث هو الولايات المتحدة الأمريكية)، والسبب الثاني هو أن الرياض لم تنف الخبر المنشور في موقع إلكتروني سعودي.
وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد إردان أكّد الخبر ولكنّه وسع بيكار التنسيق في موضوع «البوابات الإلكترونية» ليشمل دولاً عربية وإسلامية، ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية رجّحت أن إردان يقصد السعودية لا دولاً أخرى.
المنطق وراء تصريح المسؤول السعودي الكبير هو أن الحال، بين السعودية وإسرائيل، «من بعضه»، فـ»الإرهاب» يضرب في كل مكان «بدون تمييز» و»في أكثر الأماكن قدسية للديانات مختلفة»، وكما تحصل عمليات «إرهاب» في مكّة أو المدينة، وهما المدينتان المقدستان لدى المسلمين، تحصل عمليات مشابهة في القدس، المدينة المقدسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.
تقوم المعادلة إذن على عنصرين بسيطين «إرهاب» مقابل «أماكن مقدّسة»، وهذا التبسيط المرعب، في الحقيقة، هو جلّ ما ترغب فيه إسرائيل، لأنه يلتزم مفهومها هي للإرهاب، الذي يعادل، في عرفها، كل أشكال النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، ولأنه يعتبر القدس، وهي مدينة محتلّة، مثل مكّة أو المدينة، وبالتالي، يساوي، بقصد أو من دون قصد، بين سلطات الاحتلال الإسرائيلية في تعاملها مع الفلسطينيين مع سلطات السعودية في تعاملها مع «الإرهابيين»، وهي مساواة شديدة الركاكة والخلل وتسيء للسعوديين بقدر ما تفيد إسرائيل.
من هنا نفهم سرّ هذه الهناءة التي حلّت على السيد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي اقترح على السعوديين، حسب المصدر نفسه، أن يزوروا المسجد الأقصى «للاطلاع على الأوضاع على الأرض».
يتضمن الخبر أيضاً، في أحد معانيه، أن المملكة العربية السعودية تدخّلت في الموضوع باعتبارها مركز الثقل العربيّ والإسلامي، وعلى الأغلب أن الرياض ترتكز في ذلك إلى دورها في جمع عدد كبير من قادة الدول العربية والإسلامية خلال القمم الثلاث التي عقدتها في أيار/مايو الماضي بمناسبة قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما يتضمن اعتبار الرياض نفسها منوطة بالشأن الفلسطيني، وهو أمر قد يكون مناط ترحيب لدى الفلسطينيين لولا أنه يأتي على خلفيّة تقارير كثيرة تتحدّث عن معالم «صفقة كبرى» تقودها الرياض لتطبيع علاقات دول عربية وإسلامية مع إسرائيل لا تدخل في بنودها مصالح الفلسطينيين الأساسية أنفسهم.
وإذا كان التدخّل السعودي لم يراع مصالح الفلسطينيين، وتبرّع بـ»تفهّم» نصب إسرائيل لبوابات الكترونية على مداخل المسجد الأقصى، فالأحرى أنه تجاهل أيضاً الحماية الرمزيّة والسياسية التي تقدّمها المملكة الأردنية للجغرافيا الفلسطينية، بما فيها القدس والمسجد الأقصى، وبالتالي فإنها تقوم عمليّاً باستبعاد مركز شديد الأهميّة في الموضوع الفلسطيني وهو أمر يصبّ أيضاً في مصلحة إسرائيل.
No comments:
Post a Comment