Sunday, July 16, 2006

على الطريق

طلال سلمان

لوحدك! والكل يخافك. عدوك يقاتلك فتقاتله وجهاً لوجه. أما العضاريط من القادة والصناديد من الزعماء فيخافون ويهربون من المواجهة إلى المؤامرة!

لوحدك! والكل ممّن يتحكّمون بشعوبهم فيسجنونها يرتعدون من صورتك. لقد صالحوا العدو على دمك، ولكنك تفاجئهم كل حين بأنك تتوالد من إرادة شعبك فإذا أنت كثير كثير وهم قلة، وإذا أنت قد وأدْتَ الخوف وهم يرتعدون خوفاً من عدوك قليلاً ومنك كثيراً. أنت تفضحهم فيتبرّأون منك، ولو استطاعوا لقتلوك لكنك الأقوى. إذا كنت أقوى من عدوك جبار هذه الأرض، فأينهم من قوتك؟ لوحدك! لكأنك جميعنا. أنت بأرضك وهم باعة الأراضي. أنت بأهلك وهم من غدر بأهله. كلنا فيك، بنا تقاتل، وبنا تكسر الحصار. ألست رمز إرادتنا؟ لوحدك! لكأنك كلنا. وأنت الأقوى، وهم جمع كلما تكاثروا ازدادوا وهناً. وكلما تعاظمت ثرواتهم زاد فقرهم إلى الكرامة. عبد الثروة لا أمل له بالحرية. لوحدك! لاجئ أمام مجلس الأمن. تطرق فلا يفتح لك <الضمير الدولي>. يقولون لك، إخلع وجهك! إخلع تاريخك! إخلع أرضك، إخلع كرامتك وشرفك، ثم اذهب إلى باب الخدم، وانتظر قرارنا بإعدامك! لوحدك! وهم يرطنون بالعبرية! ومَن كان في منزلة أهلك يتبرّأ منك. أتريده أن ينحاز إليك، وأنت وحدك، ويتركهم وهم القدر؟! لوحدك تطرق باب جامعة الدول العربية، فلا تجد فيها دولة واحدة، تجد سماسرة وكتبة وفرّيسيين، يرتعدون وهم يلمحون <شبحك> وكأنك الدّيان. يقول لك بعضهم من خلف سور: أي أرض أنبتتك يا مفسد اللذات! يغطون وجوههم بالعباءات الثمينة. في علمهم أنك قضيت في الغارة الأولى، وهم قد باعوا جلدك... وها أنت تحاصرهم بجبنهم وبخيانتهم لدماء شعوبهم!

No comments: