هيفاء زنكنة
ـ"الجريمة البشعة في مدينة الصدر. كيف نصفها؟ القصف العشوائي بالهاون علي الكاظمية والاعظمية، علي مسجد الامام ابو حنيفة، عشرات الضحايا من الشهداء والجرحى.ـ
كل قتيل سيترك وراءه عائلة بلا معين. كل امرأة ستترك اطفالا يتامي..ـ
كم من قتيل وجريح؟ كيف ستعوض عوائل الضحايا؟ هل هناك ما يعوض فقدان أم او أب أو زوج أو شقيق؟ ماذا عن المارة المذعورين المتراكضين في مدينة الصدر، الاهالي المحاصرين في الاعظمية والكاظمية وهم يتلقون القنابل والهاون، ماذا عن الدم المختلط بتراب الوطن، المغسول مع بقايا الاجساد المحترقة، مع رماد الاشلاء؟ ماذا عن رائحة الموت الذي بات مرادفا للحياة في العراق، بعد ان كانت شوارعنا ومدننا واحياؤنا تفوح بعبير القداح وورد الجوري؟ ـ
والجثث مجهولة الهوية؟ كم مرة اسبوعيا نقرأ الخبر التالي: عثرت الشرطة اليوم علي اثنتين وخمسين جثة مجهولة الهوية في مناطق متفرقة من بغداد. اغلب الجثث كانت موثوقة الايدي ومعصوبة الاعين وعليها اثار تعذيب واطلاقات نارية في اماكن متفرقة من الجسم؟ـ
هل سيخبرنا جواد المالكي، وهو رئيس الوزراء المنتخب افتراضا، عدد الشهداء واسمائهم وما سيخلفونه من يتامي وأرامل؟ هل سيأخذ معه، يوم يمضي، للقاء رب عمله جورج بوش في الاسبوع المقبل في عمان، قائمة باسماء الشهداء العراقيين ليقرأها اسما اسما بحضور افراد الادارة الديمقراطية؟ كم سيحتاج المالكي ليقرأ اسماء الشهداء العراقيين الذين بلغ عددهم 650 ألف شهيد، والقائمة تطول؟ ـ
هل سيقرأ اسماء العلماء والطيارين والاكاديمين والاطباء والصحافيين والاعلاميين؟ هل سيقرأ اسماء المختطفين من كلية التعليم العالي والبحث العلمي الذين تم رمي اجسادهم المعذبة في الشارع وأحدهم الدكتور عبد السلام السويدان، رئيس دائرة البعثات؟ هل سيحكي لسيده بوش تفاصيل اغتيال الصحافي الدكتور سعد مهدي شلاش، عضو المؤتمر القومي العربي واحد كتاّب صحيفة راية العرب المناهضة للاحتلال، الصادرة في بغداد، وعضو نقابة الصحافيين العراقيين، وكيف عثر علي الراحل مقتولاً مع زوجته بطلقات نارية في منزله ببغداد؟ وهل سيجد الوقت الكافي ليعلمه بان الدكتور سعد شلاش كان احد الصحافيين العاملين في وكالة الانباء العراقية بدرجة مدير، كما عمل ايضاً استاذاً للتاريخ في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية، وانه أحد العقول التي يبكي العراق فقدانها يوميا؟ـ
أو لعل كل ما سيفعله المالكي هو استجداء تمديد بقاء قوات الاحتلال عاما آخر؟ ـ
من هو المسؤول عن الانتهاكات والجرائم والمجازر؟ـ
عن حفر خندق الطائفية؟ـ
أليس هو الاحتلال بانواعه؟ـ
احتلال الغزاة الارهابيين المتمثل بفرق الموت التي أسسها السفير الامريكي السابق نيغروبونتي، الاب الروحي لفرق الموت في نيكاراغوا وبقية دول امريكا اللاتينية التي سببت قتل عشرات الالاف.ـ
ومخابرات السي آي أية ومقرها في المنطقة الخضراء المسؤولة عن قتل ما يزيد علي الستة ملايين شخص في جميع انحاء العالم منذ الثمانينات وحتي الان وحسب وثائقها ومصادرها هي.ـ
والسيارات المفخخة في الاسواق المكتظة من قبل القوات الامريكية انتقاما وتشويها لسمعة المقاومة.ـ
وحراس المنشآت وعددهم بالالاف الذين تم تدريبهم من قبل السي آي أية وبرعاية شركة رعاها احمد الجلبي، الابن المغضوب عليه من قبل البنتاغون الامريكي، بعد ان وجد مصدرا جديدا لامتصاص الاموال غير قوائم الدفع الامريكية،ـ
والمرتزقة الذين لم يعد بامكان احد احصائهم المنتشرين في طول البلاد وعرضها،ـ
وقوات الموساد الاسرائيلي وقواعدها وضباطها،ـ
والحراس الامنيون من بريطانيين وامريكيين،ـ
وقوات الاحتلال العسكري بجنودها واسلحتها،ـ
والميليشيات، ـ
والجنود العراقيين المُدربين من قبل قوات الاحتلال،ـ
وساسة الاحتلال الطائفي الاثني المقيت المتنازعوؤن فيما بينهم الي حد تبادل الشتائم والسباب والكلمات البذيئة. ـ
No comments:
Post a Comment