بقلم : د. ابراهيم حمامي
"....
اليوم وأنا استمع لعبّاس وهو يكرر ويجتر الأكذوبة تلو الأخرى، ولا عجب في ذلك فقد فعلها يوم 17/10/2006 وكررها في 16/12/2006 في لقاءاته الصحفية المعدة سلفاً، وأنا استمع لهذه الشخصية المريضة المهزوزة، وأنا استمع له وهو يتفوه بعبارات لا تليق حتى بأزعرن زعران الحواري، وأنا استمع لمن يهين نفسه قبل أن يهين غيره، تذكرت تلك الحلقة وتيقنت تماماً وعن قصد هذه المرة أنه لا يمكن أن يكون رئيساً حتى لنفسه.
قاموس عباس من الألفاظ السياسية ينحصر في "حقيرة" ومشتقاتها، وأضاف اليوم له دنيئة وسخيفة، وكمّلها بالتستر بالدين وحفر القبور، ثم أنهاها بلا شرعية أكثر مؤسسات السلطة شرعية وهو المجلس التشريعي، ليسدل الستار على صلاحياته الديكتاتورية الجديدة بمنطق "أنا عباسكم الأعلى فاعبدون" والعياذ بالله.
لا جدال أن الرجل – أقولها مجازاً- قد جن جنونه، وفقد صوابه، فبعد اسهال المراسيم التي ينام ويستيقظ عليها، وبعد أن أصبح كل مجرم بحق الشعب الفلسطيني شهيداً بطلاً يمنح نوط القدس، وصلت به درجة جنون العظمة لدرجة أنه صدّق أكاذيبه، فهو لن ينتظر أحد وسيقرر وحده دون غيره الانتخابات وموعدها، وسيغير ما يشاء وحده دون غيره شكل المنظمة الميتة وتركيبتها، وسيصدر المراسيم وحده دون غيره لأنه القانون وفوق القانون.
مسكين أنت يا عبّاس وقد ضحك اليوم عليك الناس، مهزوز مريض ضعيف لا تملك من أمرك شيء، والدليل هو هذا التحدي:
أتحداك يا عباس ومعي الملايين أن تجري انتخابات حتى لمن في منطقتك السوداء في فلسطين
أتحداك يا عباس ووراءك حكومة الزور وكل منظمتك البالية الميتة أن تسقط حقي وحق الملايين في العودة
أتحداك ومعك كل زمرة الفساد والمطبلين والناعقين أن تذهب لأي مدينة فلسطينية وحدك دون حماية المحتل وزعران السكك من عصاباتك التي تعيث فسادا في الضفة الغربية
أتحداك يا عبّاس يا أبو الشرعية والحاكم بأمره أن تستفتي أبناء الشعب الفلسطيني عليك أو على أي من عصابة العشرة المحتمية بالاحتلال في المنطقة السوداء برام الله
أتحداك في أي وقت أو زمان أنت كوهينهم الأكبر أو من تختاره لمناظرة في أي موضوع تشاء مع العبد لله أو مع أصغر شبل فلسطيني
هل أكمل يا عبّاس؟ التحدي قائم اليوم وغداً وبعد غد، وكما ذكرتك ومن معك بما ظننتم أنكم انسيتمونا اياه، سأذكرك بالتحدي مرة تلو الأخرى، لأضيفه لتحديات سابقة وصلتك وعقبت عليها بنفسك تارة وعن طريق أزلامك تارة أخرى.
يقول من أحترم رأيه ونظرته من أهل السياسة لا الطارئين عليها تعقيباً على ما ذكره عبّاس، وفي توافق غريب تحت عنوان " العائل المستكبر ... العاجزون يتحدون"، وهنا أقتبس:
"لا توجد لحظات أشقى على الإنسان من أن يستمع إلى شخص معجون بالغباء والجبن والعجز يتعاطى الذكاء الصناعي وادعاء المعرفة :
رجل عاجز لكنه يتحرك برجل صناعية واحدة أمريكية صهيونية وهذه المرة لا توجد عليها أختام عربية بالوساطة ، ومظاهر عجزه لا تنتهي :
عاجز عن مواجهة حماس في قطاع غزة ويعاني من هزيمة مرة ثم يعلن التحدي وهو مهزوم مكسور ثم يطلب من العالم أن يعاقبوا حماس لأنه غير قادر على معاقبتها بالعصا التي يظنها بين يديه.
عاجز عن تصميم رؤية سياسية لعلاج موقفه من رفض التعاطي مع حماس سياسيا بعد أن قامت بحماية نفسها من غول دايتون الفلسطيني وهو يعلم أنه لا فكاك له من الجلوس إلى حماس لرسم أي مسار يتحرك فيه.
وعاجز عن استخدام أي ورقة بيده للتلويح بها أمام خصمه وصديقه "أولمرت" ليجبره على الجلوس للتفاوض السياسي معه لا التفاوض في الشؤون الحيايتة التي يتسلى بها اليهود عليه كعادتهم مع من سبقه، ويزيد من عجز هذا الرجل فريق المستشارين العاجز الأحمق من حوله .
وفوق عجزه فهو جبان إلى حد الهوس بالجبن وامتصاصه من كافة مسامه ومسام مرافقيه فلم يكتف باستغلال حاجة المطاردين فدفعهم إلى تحسين سلوكهم تجاه عدوهم واستصدر لهم براءات مؤقتة حتى استعاد هجومهم على الورقة الرابحة الوحيدة بيدنا وهي الإغلاظ على عدونا بالمقاومة، وقد سمعته مرارا يتحدث أن المقاومة بكل أنواعها لا خير فيها وأنه مستعد أن يلقي بكل من يلقي حجرا على دورية (إسرائيلية) في سجن لا يخرج منه حتى يتوب.
وفوق عجزه وجبنه فهو غبي جداً وسبب غبائه المكتسب - وإن كان في أصل خلقته متذاكياً- أنه لا يفقه من السياسة سوى أنها المطالبة ثم المزيد من المطالبة بينما يقفز عنه الآخرون وهم ساخرون من هذا العاجز الغبي الذي لم يتعلم أن من يمتلك القوة كبرت أم صغرت هو القادر على إزاحة الأقوياء من مكانهم وإلزامهم بما يعزم عليه .
لقد ابتلينا بهذا الرجل الذي يتسنم الآن أعلى المراكز السياسية من رئاسة السلطة إلى رئاسة منظمة التحرير وهو ذاهب بهما إلى حيث تستحقان : فالسلطة كانت مشروعاً صهيونيا وآن لها تتحلل من هذا القيد الصهيوني، وأما المنظمة فقد كانت مشروعا احتكاريا تجميليا نفعيا وآن لها أن تتجرد من كل هؤلاء بوضعها في درج الإهمال بدل أن تستخدم كورقة في درج الاستغلال" انتهى الاقتباس.
أهنت نفسك وأضحكت الناس عليك، حتى من كانوا حولك شعروا بالخزي وذكروك على الهواء أنك على الهواء، لكن هيهات فهذا أنت تصر على الذهاب لآخر طريق الغي والبهتان دون خجل.
دون مواربة وباللغة الوحيدة التي تفهمها: لا بارك الله فيك ولا وفقك ولا سدد خطاك، لا أنت ولا باقي العصابة التى ترى في المحتل ولياً حميما، وفي الشعب الفلسطيني عدوا حقيرا سخيفا دنيئا."
No comments:
Post a Comment