Sunday, October 28, 2007
دحلان.. هروب للأمام عبر وسائل الإعلام
إبراهيم حمّامي
"مع أول منصب رسمي له شكل محمد دحلان ظاهرة مثيرة للجدل، حيث ارتبط اسمه بأكثر الأجهزة الأمنية تنسيقاً مع المحتل وارتباطاً بضباطه وهو جهاز الأمن الوقائي، ووجهت له اتهامات كثيرة بعد حملات الاعتقال في تسعينيات القرن الماضي من تعذيب وتشكيل فرقة الموت وغيرها من الاتهامات.
وأصبح اسم دحلان ملازماً لمراحل أمنية حاسمة، وبات دوره يرتفع ويهبط مع بورصات الاتفاقات والاغتيالات والانفلات.
بعد كل مرحلة "أمنية" يختفي دحلان لفترة وجيزة، عائداً بعدها من جديد وفي منصب أمني آخر، وفي كل مرة يعتقد المراقبون أن دوره قد انتهى يظهر مجدداً مهدداً ومتوعداً، أو ناصحاً في ثياب المصلح.
لكن الثابت أنه وفي كل مرحلة يبقى اسم دحلان هو المفضّل والمرغوب إسرائيليا وأميركياً، فهو الأكثر حرصاً على تنفيذ ما يطلب منه، وهو الحاضر في كل الاتفاقات الأمنية، من توقيع أوسلو وحتى اتفاقية المعابر وصولاً لخطة دايتون، حتى وإن فشل في مهمته.
بعد الحسم العسكري الأخير في قطاع غزة، وككل مرة اعتقد الكثيرون أن دور محمد دحلان انتهى خاصة بعد تحميله مسؤولية الانهيار السريع والكامل للأجهزة الأمنية في قطاع غزة من قبل قيادات فتحاوية بارزة، إلا أنه عاد مؤخراً مستغلاً وسائل الإعلام، وعبر لقاءات متلفزة على قناتي العربية والنيل للأخبار في ظهور متجدد وإحياء لدوره.
....
....
الدور القادم
لن يختلف دور دحلان القادم عن دوره السابق، أي الدور الأمني الخاص بتطبيق ما يتفق عليه، ولكن
هذا يحتاج لتلميع من نوع خاص بعد أحداث غزة الأخيرة.
ولهذه الغاية ستكون هناك حملة علاقات عامة منها الظهور على الفضائيات كما فعل قبل أيام، ومنها سرد روايته الخاصة عن أحداث غزة، وبالتأكيد وضع خطة جديدة وبإخراج جديد لإعادة إحيائه.
وأيضاً محاولة تكميم الأفواه المعارضة بشتى الوسائل من تشويه وقلب للحقائق وكذلك اللجوء للقضاء، ويكفي أن نذكر أن دحلان هدد حتى الآن ثماني صحف وشخصيات فلسطينية وعربية بالقضاء والمحاكم، أسفرت فعلياً عن قضيتين في محاكم مصر وبريطانيا.
مع صعود وهبوط أسهم دحلان في البورصة الأمنية الإقليمية، ومع تمسك الاحتلال الإسرائيلي ومعه الإدارة الأميركية، يشكل دحلان ظاهرة أمنية فريدة ومن نوع مختلف.
كما أن الدور الذي يقوم به هو أبعد ما يكون عن الشخصي، بل يكاد يكون تيارا يسير بتخطيط وتمويل وإعداد، لا يختفي وينتهي بشكل كامل ونهائي، لكنه يعاود الكرّة المرة تلو المرة. فهل ينجح دحلان هذه المرة فيما سبق وإن فشل فيه مرات؟
"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment