Monday, January 28, 2008

لا ترتيبات للمعابر دون حماس

لا ترتيبات للمعابر دون حماس

"بدأت الحكومة المصرية في احكام سيطرتها بشكل تدريجي علي المنافذ الحدودية مع قطاع غزة، حيث اغلقت الثغرات التي احدثت في الجدار، واقامت الحواجز قبلها لمنع الفلسطينيين من الاتجاه الي القاهرة، وطلبت من المحال التجارية في منطقة العريش اغلاق ابوابها بالكامل امام المتسوقين الفلسطينيين.
اسبوع العسل الذي تمتع به ابناء قطاع غزة اثناء هروبهم الكبير من سجنهم وكسر الحصار المفروض عليهم وصل الي نهايته، وبسرعة قياسية، ولكن بعد تسجيل سابقة علي درجة كبيرة من الاهمية، وهي افشال العقوبات الجماعية الاسرائيلية، واحراج جميع الاطراف الاقليمية والدولية التي باركتها او صمتت تجاهها.
اتصالات مكثفة تجري بين اطراف دولية عديدة من اجل التوصل الي صيغة لاعادة فتح معبر رفح امام الفلسطينيين، مما يعني اعترافا صريحا بارتكاب اخطاء فادحة وغير انسانية بالرضوخ للاملاءات الاسرائيلية باغلاقه، واستخدام هذا الاغلاق كورقة ضغط علي الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الاسلامية حماس التي فازت في انتخابات برلمانية حرة بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي.
الحكومة المصرية قالت انها تؤيد عودة السيطرة علي المعابر مجددا الي الحرس الرئاسي التابع لسلطة الرئيس محمود عباس في رام الله، ويجد هذا الموقف المصري مساندة اولية من الاتحاد الاوروبي الذي اوفد مراقبين تابعين له للاشراف علي سير الامور في المعبر. ولكن اسرائيل ما زالت تعارض مثل هذه الاقتراحات وتحن للصيغة السابقة التي تعطيها حق الفيتو واغلاق المعبر في اي وقت تشاء.
السؤال هو حول كيفية وصول حرس الرئاسة الي المعبر في ظل حال الانقسام الراهنة بين سلطتي غزة ورام الله، وغياب اي حوار بينهما لازالة العقبات القائمة، واعادة اللحمة الي الصف الفلسطيني.
السيد سلام فياض رئيس وزراء السلطة في رام الله، قال انه لا توجد ترتيبات جديدة، ويجب ابقاء الاتفاقات التي تنظم العبور علي حالها دون اي تغيير، وطالب حماس بعدم التدخل علي الاطلاق في هذا الشأن، وحذرها من اعاقة فتح المعابر او اعاقة استمرار ادارتها من قبل السلطة الوطنية .
ولا نعرف من الذي خول السيد سلام لاطلاق مثل هذه التحذيرات، وعلي اي اساس يستند في مطالبته بمنع حماس من اي تدخل في المعابر، فهو لا يتمتع الا بمقعد واحد في المجلس التشريعي الفلسطيني، ولا يمثل اي تنظيم او تكتل حزبي، ويستمد قوته ومكانته من علاقته المتميزة مع امريكا وليس الشعب الفلسطيني في غالبيته.
حركة حماس جري انتخابها من قبل الشعب الفلسطيني، وحصلت علي الاغلبية في الانتخابات، وفوق هذا وذاك تسيطر علي قطاع غزة، وهي التي كسرت الحصار، ونسفت الجدار الحدودي الفاصل، وفرضت علي الحكومتين المصرية والاسرائيلية واقعا جديدا، ابرز ملامحه ايجاد صيغة لاعادة فتح معبر رفح بصورة دائمة، فكيف يتجرأ السيد فياض او غيره علي تجاهل هذه الحقائق، والمطالبة بابعاد الحركة عن المعبر وعدم التنسيق معها؟
حركة حماس لا يمكن ان تكون شاهد زور، او مراقبا من بعيد لأي ترتيب جديد حول المعبر، ولا بد من التنسيق معها، لانها رقم مهم في المعادلة السياسية لا يمكن تجاهله.
السلطة في رام الله ارتكبت اخطاء كبيرة في محاولاتها لعزل حماس ورفض الحوار معها، وترتكب خطأ اكبر اذا ما كررت الشيء نفسه وقررت ان تتجاهلها في اي ترتيبات جديدة بشأن المعابر، فاذا كانت اسرائيل بكامل قوتها عجزت عن التصدي لها وعزلها فهل تنجح السلطة في رام الله فيما فشلت فيه اسرائيل ومصر وامريكا؟
"

No comments: