An Important Editorial (Arabic)
عباس و مصيدة بوش
عبد الباري عطوان
".....
من حقنا ان نقلق، وان نضع ايدينا علي قلوبنا خوفا من النتائج التي يمكن ان تترتب علي الزيارة، فالرئيس بوش، مثلما تفيد التسريبات الاخبارية الامريكية والاسرائيلية، هو الذي وجه الدعوة الي الرئيس الفلسطيني، من اجل ممارسة ضغوط عليه للتوصل الي اتفاق ما يحمله معه الي القدس المحتلة، ويعلنه هناك، اثناء مشاركته في الاحتفالات بمرور ستين عاما علي قيام اسرائيل علي الارض الفلسطينية.
فالرئيس عباس ليس مثل سلفه ياسر عرفات، يستطيع ان يقاوم الضغوط الامريكية ويتمسك بالثوابت دون ان يتزحزح عنها قيد انملة، فهو لا يحظي بدعم الاجماع الفلسطيني، ولا حتي بدعم غالبية عناصر تنظيم فتح الذي يحكم باسمه، ويعتمد اعتمادا مباشرا علي المساعدات المالية الامريكية التي تأتي اليه عبر قناة سلام فياض رئيس الوزراء، باعتباره الشخص المعتمد، وموضع ثقة الدول المانحة.
ويمكن تلخيص مخاوفنا من هذه الزيارة لواشنطن، واللقاءات التي ستجري خلالها في النقاط التالية:
اولا: الرئيس عباس كشف امس في حديث لقناة العربية ان هناك مفاوضات سرية فلسطينية ـ اسرائيلية تجري بعيدا عن اعين الاعلام. وكان السيد احمد قريع رئيس فريق المفاوضات الفلسطيني قد اشتكي من وجود قناة تفاوضية موازية وسرية تتم من خلف ظهره
.....
ثالثا: تتردد انباء ان الولايات المتحدة تفضل تأجيل القضايا الكبري الخلافية مثل القدس والمستوطنات لمدة خمس سنوات، واقامة دولة فلسطينية مؤقتة في الضفة الغربية، والغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي، باعتباره حقا غير عملي لا يمكن تطبيقه.
رابعا: الرئيس عباس صرح، بالصوت والصورة، لقناة العربية ايضا انه سيتم حل قضية اللاجئين الفلسطينيين لا سيما في لبنان مؤكدا انه لن يبقي في لبنان اي لاجيء فلسطيني ولكنه لم يقل الي اين سيعود هؤلاء، هل سيعودون الي الجليل وحيفا وصفد وعكا حيث ما زالت بيوتهم واراضيهم موجودة، ام الي الدولة الفلسطينية التي ستقام علي اشلاء الضفة الغربية وقطاع غزة؟
خامسا: السيدة تسيبي ليفني التي حظيت باستقبال حار في الدوحة قبل اسبوع، وهو امر مؤسف، قالت ان حق العودة للاجئين الفلسطينيين يجب ان يمارس في الدولة الفلسطينية تماما مثل حق العودة لليهود الي الدولة اليهودية، وذهبت الي ما هو ابعد من ذلك عندما قالت ان عرب 48 الذين يقدر تعدادهم بمليون ومئتي الف مواطن فلسطيني يجب ان يعودوا ايضا الي هذه الدولة الفلسطينية، اي طردهم من اسرائيل.
.....
سابعا: العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يتواجد في واشنطن هذه الايام، والتقي الرئيس بوش قبل ان يلتقي الثاني الرئيس عباس، الامر الذي يؤكد ان هناك جهودا متسارعة لبلورة اتفاق ما ، وهناك من يهمس في الاردن بان عودة صيغة المملكة المتحدة بين الضفتين باتت موضع دراسة مستفيضة، ومن ضمن الخيارات المطروحة حاليا وتلقي قبولا من الادارة الامريكية
.....
نتمني، بل ونصلي، ان يصمد الرئيس عباس في مواجهة ضغوط رايس وبوش وبعض الزعماء العرب الذين يتوقون للدخول في حلف مع اسرائيل ضد ايران وسورية و حزب الله و حماس ، وان لا يسمح باستخدام هذه القضية الفلسطينية العادلة كورقة لتنفيذ حروب امريكية قذرة ضد اشقاء عرب ومسلمين، لتكريس الهيمنة الاسرائيلية ـ الامريكية علي المنطقة.
......"
No comments:
Post a Comment