اتفاق التهدئة يترنح
"يبدو ان اتفاق التهدئة في قطاع غزة الذي توصلت اليه كل من حركة حماس واسرائيل بوساطة مصرية يقف علي حافة الانهيار، ان لم يكن قد انهار فعلا بعد قرار الحكومة الاسرائيلية باغلاق جميع المعابر كرد علي اطلاق ثلاثة صواريخ علي بلدة سديروت شمال القطاع.
الاتفاق المذكور كان هشا منذ البداية، وجاء التشكيك في قدرته علي الصمود من الطرف الاسرائيلي، وايهود اولمرت رئيس الوزراء علي وجه الخصوص، مما يعني ان النوايا الاسرائيلية لم تكن سليمة تجاهه، وان هناك خططا جاهزة لتقويضه، فالحكومة الاسرائيلية تلكأت في قبول هذا الاتفاق، ولم تعط موافقتها عليه الا بعد ان فرضت شروطها علي الوسيط المصري، وحركة حماس بالتالي، وكان ابرز هذه الشروط رفض ربط التهدئة في قطاع غزة بنظيرتها في الضفة، وعزل فتح معبر رفح عن هذا الاتفاق، وربطه بالافراج عن الاسير الاسرائيلي جلعاد شليط.
ولم يكن من قبيل الصدفة ان تقدم القوات الاسرائيلية علي اقتحام مدينة نابلس واغتيال اثنين من نشطاء المقاومة، احدهما احد ابرز قيادات حركة الجهاد في الوقت الذي كان يحط ايهود اولمرت الرحال في القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك لشكره علي جهوده في التوصل الي اتفاق التهدئة.
.....
حركة حماس لا تملك اي سلطة معنوية علي حركة الجهاد ولا تستطيع منعها من اطلاق الصواريخ الا باحدي وسيلتين: الاقناع بخطورة مثل هذه المسألة، والموافقة علي التملص من الاتفاق في حال استمرار الحصار وبقاء المعبر مغلقا، او استخدام القوة لفرض الاتفاق.
الخيار الاول، اي اللجوء الي الحوار كوسيلة لاقناع شركاء المقاومة بالالتزام باتفاق التهدئة هو الاكثر ترجيحا، لان اللجوء الي استخدام القوة مقامرة كبيرة غير مأمونة العواقب قد تضعف الجهتين، اي حماس و الجهاد ، دون وجود اي ضمانة بالتزام اسرائيل بكل بنود الاتفاق.
اتفاق التهدئة لن يصمد طويلا، وحتي لو صمد فإن صموده هذا قد يخلق فتنة بين الفلسطينيين، خاصة ان اسرائيل ستواصل استفزازاتها بنقل المعركة بشكل اكثر كثافة في الضفة، مما سيجعل الرد حتميا وعلي المستوي نفسه."
No comments:
Post a Comment