منع القافلة اضر بالحكومة المصرية
"منعت الشرطة المصرية يوم امس قافلة من الحافلات كانت تقل نشطاء ومواد غذائية وطبية للمحاصرين في قطاع غزة في بادرة تضامنية شعبية معهم.
اهمية هذه القافلة تتمثل في معناها، وهويات المشاركين فيها، فهذه هي المرة الاولى التي تتحرك فيها، وعلى هذا القدر من الضخامة، مجموعات من كبار الشخصيات المصرية والعربية لكسر الحصار عن قطاع غزة. فقد جرت العادة ان تأتي تحركات كسره من الجانب الفلسطيني في معظم الاحيان.
منع هذه القافلة من قبل الشرطة المصرية كان امرا متوقعا، لان الحكومة المصرية لا تريد اظهار اي تعاطف من قبل الفعاليات السياسية والنقابية والنيابية المصرية مع ابناء الشعب الفلسطيني، بل عملت على محاولة تشويه الفلسطينيين من خلال حملات اعلامية رسمية منظمة، ومخطط لها بعناية، تتهمهم بالتطاول على سيادة مصر والعمل على زعزعة استقرارها باختراقهم الحدود المصرية في مرات سابقة.
الخطوة الشعبية المصرية هذه اعطت ثمارها وحققت اهدافها حتى لو لم تصل الى هدفها النهائي اي معبر رفح، فقد وصلت رسالتها الى مختلف انحاء العالم باسره عبر محطات التلفزة العربية والعالمية التي رافقتها منذ انطلاقتها، وبثت الهتافات والشعارات التي انطلقت من حناجر المشاركين فيها، بعد انزالهم من حافلاتهم ومنعهم من مواصلة مسيرتهم.
منع المسيرة تصرف خاطئ يكشف مدى غباء الحكومة المصرية وانعدام الرؤية السياسية والاخلاقية لدى المسؤولين الكبار فيها، لان السماح لها بالوصول الى القطاع كان سيصب في مصلحة هذه الحكومة من حيث اجراء بعض الاصلاحات على وجهها البشع في اذهان الكثير من المصريين والعرب بعد ثبات مشاركتها بفاعلية في حصار ابناء قطاع غزة، والفضائح الاخيرة التي لحقت بها من جراء تقصيرها في انقاذ ضحايا انهيارات جبل المقطم، وتورط بعض كبار المسؤولين فيها في احراق مبنى البرلمان (مجلس الشورى) لاخفاء بعض ملفات التحقيقات في قضايا فساد كبرى متورط فيها بعض كبار رجال الاعمال المقربين منها.
كان من المفترض ان تتعلم الحكومة المصرية من صديقتها الاسرائيلية التي سمحت لسفينتي كسر الحصار وركابها من الاجانب بلتوجه من قبرص الى قطاع غزة، فقد ادركت الحكومة الاسرائيلية ان اخطار المنع اكبر بكثير من عدمه، ولهذا قررت ان تسمح للسفينتين بالتوجه الى القطاع دون اي اعتراض.
من المؤسف ان الحكومة المصرية الحالية بلغت درجة من الغرور بحيث اعمتها عن رؤية الاخطار المحدقة بها وبمصر في آن، وواصلت تصرفاتها الغبية بطريقة لافتة، الامر الذي ضاعف من تراكم اخطائها، مثلما ضاعف من عزلتها وكراهيتها من قبل ابناء شعبها.
النواب والسياسيون والنقابيون المصريون والعرب الذين شاركوا في هذه المسيرة اكدوا أن الأمة العربية ما زالت بخير، وأن هناك الكثير من الكرامة والعزة ونخوة الشقيق ما زالت تجري في عروقها.
الشعب المصري اثبت دائما اصالته وعمق انتمائه لامتيه العربية والاسلامية، ووفاءه لقضاياها المصيرية، ومنها قضية فلسطين، وهذا ليس غريبا عليه وهو الذي قدم آلاف الشهداء دفاعا عن هذه القضية العادلة."
No comments:
Post a Comment