Tuesday, September 16, 2008

فليرحل عباس مع بوش واولمرت


فليرحل عباس مع بوش واولمرت

عبد الباري عطوان

"....
اما استمرار عباس في السلطة بعد فترة انتهاء رئاسته، فسيكون موضع تشكيك دستوري في شرعيته، مما قد يؤدي الى شل حركته، وسحب الكثير من صلاحياته واضعاف موقفه التفاوضي، ان لم يكن انهاءه بالكامل.
فكون بعض الحكومات العربية طالبت الرئيس عباس بالاستمرار في السلطة، وفق تسريبات مقربين منه، لا يعطيه شرعية، لانه يستمد شرعيته كرئيس للسلطة من الشعب الفلسطيني ومؤسساته، وليس من زعيم هذه الدولة او تلك.

من الواضح ان الرئيس عباس سيتمترس في منصبه، ليس لعام واحد فقط، وانما لاعوام مقبلة، مثله مثل كل الزعماء العرب تقريبا، فبعضهم يتربع على كرسي الحكم منذ اربعين عاما، ولماذا يكون استثناء،
.....
تمديد الرئيس عباس لرئاسته، اذا ما تم، لن يكون ظرفا استثنائيا، فكل المؤسسات الفلسطينية الحالية غير شرعية على اي حال وتستمر في عملها دون اي مسوغ دستوري او قانوني. فالمجلس الوطني الفلسطيني غير شرعي، وان كان لا يعقد اي جلسات منذ 12 عاما، وكل ما هو منبثق عنه من مؤسسات مثل اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي الفلسطيني ايضا غير شرعي بصفة آلية.
حتى اللجنة المركزية لحركة 'فتح' الحزب الحاكم ناقصة الشرعية ايضا،
....
وانعدام الشرعية لم يتوقف عند مؤسسات منظمة التحرير، او حركة 'فتح' نفسها، بل امتد للحكومة الفلسطينية الحالية التي يرأسها السيد سلام فياض. فمن المفترض ان تكون حكومة طوارئ لمدة شهر، ولكنها ما زالت مستمرة، ولاكثر من عام، ودون اي فتوى دستورية، او مصادقة من المجلس التشريعي مثلما ينص النظام الاساسي للحكم.
ولا نعرف لماذا يريد السيد عباس البقاء في رئاسة السلطة بعد انتهاء فترة رئاسته، وهو الذي روج دائما لزهده في المناصب، وعزمه الاعتزال وافساح المجال لدماء جديدة. نفهم ان يصر على الاستمرار لو كانت رهاناته على المفاوضات مع اسرائيل بدأت تعطي ثمارها ويحتاج الى المزيد من الوقت لاتمامها بنجاح. ولكنه يصرح ليل نهار بان المفاوضات مع ايهود اولمرت لم تحقق اي تقدم على اي من القضايا الست المطروحة.
المفروض ان يستقيل عباس قبل انتهاء ولايته لان مشروعه التفاوضي فشل، فهكذا يفعل الزعماء الاحرار في مثل هذه الحالة، ثم كيف يستمر في السلطة وجميع اصدقائه، ابتداء من جورج دبليو بوش وايهود اولمرت وكوندوليزا رايس، سيغادرون مواقعهم في الوقت نفسه الذي تنتهي فيه فترة رئاسته اي في كانون الثاني/يناير المقبل، فمن الاشرف له ان يذهب معهم ايضا، حتى لا يشعر بالغربة.
....
سيظل هناك من يسأل وما هو البديل في حال انسحاب عباس هذا الذي سيؤدي حتما الى انهيار السلطة، نقول ان البديل هو عودة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل اوسلو، وتسمية الاشياء بمسمياتها، وانهاء مسلسل الكذب على النفس الذي تعيشه حاليا، وعلينا ان نتذكر ان قبل السلطة كان هناك احتلال، وفي ظلها استمر الاحتلال ايضا، ونذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونقول ان الارض المحتلة كانت موحدة قبل السلطة، ولم تنقسم الا في ظلها.. ولذلك لنعد الى المربع الاول بعد فشل كل المربعات الاخرى، وتحول الشعب الفلسطيني خلالها الى شعب متسول والتصاق تهمة الفساد بقياداته، ولتكن مرحلة انتقالية يعيد فيها هذا الشعب حساباته، ويطور بعدها استراتيجية جديدة بقيادات جديدة
."

No comments: