Monday, November 10, 2008

فشل الحوار الفلسطيني واسبابه

فشل الحوار الفلسطيني واسبابه

رأي القدس

".....
هناك مجموعة عوامل رئيسية ادت الى فشل الحوار قبل ان يبدأ يمكن ايجازها وحسب اهميتها على الشكل التالي:
اولا: هناك 'فيتو' امريكي ـ اسرائيلي على اي حوار داخلي فلسطيني، وبالتحديد بين قطبي المعادلة الفلسطينية اي حركتي 'فتح' و'حماس'. والقيادة الاسرائيلية خيّرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بين ان يستمر في المفاوضات مع اسرائيل او ينخرط في حوار او اتفاق مع حركة 'حماس'. وقد اعترف السيد عبد الله الافرنجي عضو اللجنة المركزية في حركة 'فتح' بوجود هذا 'الفيتو'، ولكنه قال ان حركته ستذهب الى الحوار في القاهرة رغما عن وجوده.
ثانيا: الحكومة المصرية راعية هذا الحوار لم تكن نزيهة، ولا محايدة، فهي تشارك في فرض الحصار على مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، وتدمر الانفاق فوق رؤوس اصحابها، وتمنع تهريب كل اسباب الحياة والبقاء الى المحاصرين، بما في ذلك لعب الاطفال والملابس والأحذية، وحتى اضاحي العيد المبارك. وكان لافتا ان الحكومة المصرية انحازت الى حركة 'فتح' واتسمت علاقتها بحركة 'حماس' بالتوتر منذ توقيع اتفاق التهدئة، حيث شعرت الاخيرة انها تعرضت لخديعة كبرى من قبل الوسيط المصري الذي لم يلتزم بتعهداته بفتح معبر رفح بصورة دائمة.
ثالثا: الاجواء لم تكن اجواء حوار بين حركتي 'فتح' و'حماس'، وانما اجواء مواجهة، انعكست بصورة جلية في عمليات الاعتقال المتبادلة للنشطاء السياسيين، ورفض سلطة رام الله نداءات مسؤولي 'حماس' بالافراج عن 300 معتقل سياسي في سجونها.
رابعا: تضمنت وثيقة الحوار الاساسية التي تقدمت بها الحكومة المصرية الى الفصائل المشاركة العديد من النقاط الاشكالية، مثل عدم اللجوء الى المقاومة الا في ظل توافق وطني، وجعل اتفاق التهدئة جزءا من هذه الوثيقة، ولم تستجب الحكومة المصرية للتعديلات التي تقدمت بها بعض الفصائل، وخاصة حركة 'حماس'، الامر الذي جعل الحوار حول هذه الوثيقة، في نظر الاخيرة، دون اي معنى.
خامسا: لم يكن واضحا للمتحاورين ما الذي يمكن ان يقود اليه هذا الحوار في حال نجاحه، وعلى اي ارضية سيستند، فهل سيكون البرنامج التوافقي المنبثق عنه، برنامج مقاومة، ام انه برنامج الاستمرار في حوار غير مثمر مع طرف اسرائيلي يأخذ ولا يعطي، ويستمر في بناء المستوطنات والجدار العازل؟
....
تحميل المسؤولية لحركة 'حماس' خاصة من قبل الحكومة المصرية سيعني المزيد من الحصار لأبناء قطاع غزة، والمزيد من التوتر في العلاقات بين مصر والحركة، وانهيار الوساطة المصرية للافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط المحتجز لدى 'حماس'.
ايام 'حماس' المقبلة ستكون صعبة للغاية، واوضاع قطاع غزة ستكون اسوأ، ولا نستبعد اجتياحا اسرائيليا جزئيا او كليا، بمباركة عربية ومصرية على وجه الخصوص، انتقاما او تذرعا بفشل الحوار.
"

No comments: