اللجنة الرباعية وبيع الوهم
رأي القدس
".....
اللجنة الرباعية الدولية جاءت من اجل مساعدة اسرائيل ورشوة الفلسطينيين بالمساعدات المالية حتى يهدأوا ويتخلوا عن اعمال المقاومة والكفاح المسلح بصفة مؤقتة تتحول الى نهائية في آخر المطاف.
هذه اللجنة باعت الفلسطينيين وهماً اسمه الدولة الفلسطينية المستقلة على مدى السنوات الست الماضية على الاقل، دون ان تتقدم بوصة واحدة نحو هذا الهدف، بل الامور تراجعت الى الوراء، وشاهدنا الاستيطان يأكل ما تبقى من الارض، ويخنق القدس المحتلة بالكامل.
توني بلير مبعوث هذه اللجنة الى السلام لم يقل كلمة واحدة قوية ضد الاحتلال والاستيطان، وتبنى نظريات فاشلة تتمحور حول تحقيق نمو اقتصادي في الضفة الغربية من اجل تحسين اوضاع الفلسطينيين وبما يؤدي الى تأهيلهم لاستحقاق الدولة اذا ما تم الوصول اليه، ولكنه، اي بلير لم يفكك حاجزا اسرائيليا واحدا في الضفة الغربية (632 حاجزا)، وهي الحواجز التي افشلت مشروعه بالكامل.
السيدة كوندوليزا رايس ذهبت الى مدينة جنين بصحبة السيد سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية المؤقتة حتى ترى بنفسها التقدم الاقتصادي الذي حصل جراء نجاح قوات الامن الفلسطينية في تحقيق الاستقرار، ولكن الصورة التي عكستها هذه الزيارة كانت مخادعة تماما. فالوزيرة الامريكية لم تزر مخيم جنين، ولم تلتق بأهله، ولم تستمع الى معاناتهم، وحتى عندما تجولت في قلب المدينة كانت تنظر اليها من خلف زجاج سيارتها المضاد للرصاص.
اللجنة الرباعية، ووفق نتائج اجتماعها في شرم الشيخ، تريد من الادارة الامريكية الجديدة بقيادة اوباما ان تضع تسوية الصراع العربي ـ الاسرائيلي على قمة اولوياتها، اي انها ترحل الأزمة الى الادارة الجديدة، وهو اسلوب يكشف عن مناورة قديمة متجددة استخدمت على مدى السنوات الستين الماضية أي منذ بداية قيام الدولة العبرية.
الرئيس اوباما سيكون مثقلا بالملفات الداخلية الصعبة، والملف الاقتصادي على وجه الخصوص، وحتى اذا وجد وقتا للنظر الى الملفات الخارجية، فإنه سيركز على ملفي العراق وافغانستان، حيث توجد قوات امريكية تخوض حربين لا يمكن الفوز في اي منهما.
اللجنة الرباعية فشلت في تحقيق الاهداف التي جاءت من اجلها، والنجاح الوحيد الذي حققته هو خداع الشعب الفلسطيني وبيعه وهماً اسمه الدولة."
No comments:
Post a Comment