Monday, November 17, 2008

خطاب 'ليبرالي' سعودي غريب


خطاب 'ليبرالي' سعودي غريب

عبد الباري عطوان

"يبدو ان الاستراتيجية الجديدة لفقهاء 'مدرسة التطبيع' في المملكة العربية السعودية ليست الدفع باتجاه تسريع التقارب بين حكومة بلادهم واسرائيل فقط، وانما شن حملات اعلامية مكثفة، ومدروسة، لالغاء قضية فلسطين ومحوها من العقل العربي كقضية مركزية تشكل لب الصراع الاسلامي الاسرائيلي، وتحويلها الى قضية ثانوية تحتل مكانة متدنية على سلم الأولويات، بالمقارنة مع قضايا اكثر اهمية من وجهة نظر هؤلاء مثل التعليم والتنمية، ومحو الأمية، وحقوق الانسان، والفساد.
هذه الاستراتيجية الجديدة بدأت تنعكس بقوة في سلسلة من المقالات لبعض الكتاب السعوديين ظهرت في الآونة الاخيرة، متزامنة مع جولات انعقاد مؤتمر 'حوار الاديان' تركز في جوهرها على ضرورة فك الارتباط العربي بالقضية الفلسطينية، باعتبارها استنزفت الأمة العربية، واعاقت التنمية، وأخّرت التطور التعليمي، اي انها سبب كل مصائب الأمة.
ومن المفارقة ان هذه الحملة الجديدة المتصاعدة التي تقودها شخصيات سعودية فكرية مرموقة، محسوبة على 'الليبراليين الجدد'، من امثال الدكتور تركي الحمد تذكرنا بنظيرتها التي سادت في الصحافة المصرية قبيل واثناء وبعد زيارة الرئيس الراحل محمد انور السادات الى القدس المحتلة، حيث شنت مجموعة من الكتاب حملات ضارية ضد العرب والفلسطينيين وصلت الى حد الشتائم وتحريض الشعب المصري وتكريهه بالعرب الذين ينعمون بالمال والرخاء بينما يغرق هو في الفقر والحرمان.
الحملة المصرية هذه، المدروسة بعناية، والموحى بها رسميا، قادت الى اتفاقات كامب ديفيد، والمقاطعة العربية، الرسمية والشعبية، للنظام المصري، مثلما قادت الى تبادل السفراء والسفارات للمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي بين دولة لعبت دورا قياديا في هذا الصراع وقدم شعبها آلاف الشهداء، وبين دولة عبرية احتلت اراضي عربية والحقت هزائم مذلة بالعرب. ولا نعرف الى اين ستؤدي هذه الحملة الاعلامية السعودية الحالية، وما هو الغرض الكامن من ورائها.
.....
....."

No comments: