Wednesday, December 24, 2008

اندفاع سوري لمصيدة اولمرت؟


اندفاع سوري لمصيدة اولمرت؟

عبد الباري عطوان

".....
صاحب القرار السوري يجب ان لا يطمئن الى الوعود الاسرائيلية، وان يتمعن جيداً بالمطالب الاسرائيلية في المقابل، وان يتذكر دائماً ان اسرائيل لم تتنازل حتى الآن عن مزارع شبعا، ولا قرية الغجر في جنوب لبنان، وهي عبارة عن بضعة كيلومترات مربعة، فكيف ستتنازل عن هضبة الجولان؟
الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقع اتفاق اوسلو مع الاسرائيليين، وتجاوب مع كل طلباتهم، فماذا حدث؟ انتهى محاصراً ومن ثم مسموماً، والرئيس محمود عباس الذي رحبت اسرائيل وامريكا بخلافته باعتباره شريكا معتدلاً لم ينجح بعد اكثر من عشرين اجتماعاً مباشراً مع اولمرت نفسه في تفكيك مستوطنة او ازالة حاجز واحد من ستمائة حاجز اسرائيلي في الضفة الغربية.
سورية ليست بحاجة للدخول في مفاوضات مباشرة اوغير مباشرة مع رئيس وزراء انتهت صلاحيته، ومن اجل بذر بذور الفتنة بينها وبين حلفائها، واعطاء اعدائها والعرب منهم خاصة، ذخيرة قوية للسخرية منها، وزعزعة استقرارها الداخلي من خلال تقديم المبرر للجماعات المتشددة المتربصة بها، مثلما حدث في التفجيرات الاخيرة.
العالم يتغير بسرعة، واسرائيل في حالة ضعف شديد وباتت تشكل عبئا اخلاقيا وامنيا على حلفائها في الغرب، اما الولايات المتحدة فتواجه الهزائم في العراق وافغانستان، وجاءت الأزمة المالية العالمية لتهز الاقتصاديات الغربية بشدة، وفي المقابل هناك حالة نهوض لقوى عظمى جديدة حليفة للعرب هي روسيا والبرازيل والهند والصين، فلماذا 'يذهب السوريون الى الحج والناس راجعة'؟
نتمنى على القيادة السورية ان تتريث، وان لا تقع في مصيدة اولمرت، فسنوات العرب العجاف اوشكت ان تقترب من نهايتها، واعداء سورية والمتربصون بها كثر، فلا بد من الحيطة والحذر، وعدم الاندفاع في دهاليز غير مأمونة وغير مضمونة، فماذا بقي لمصر الدولة العظمى من مكانة ودور بعد تفريطها بالعروبة وقضية فلسطين؟
"

No comments: