هجمة امريكية اسرائيلية مقلقة
عبد الباري عطوان
"تشهد المنطقة العربية هذه الايام 'حراكاً' يثير القلق، قلقنا نحن على الاقل، فمن المفترض ان يحل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ضيفاً على الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ، وهناك انباء تتردد عن وجود اتصالات لعقد قمة ثلاثية مصرية أردنية اسرائيلية تسبق زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لواشنطن، مطلع الاسبوع المقبل، ناهيك عن اعلان البيت الابيض عن عزم الرئيس الامريكي باراك اوباما اختيار القاهرة لتوجيه خطاب الى الأمتين العربية والاسلامية مطلع الشهر المقبل.
.....
قلقنا يعود الى اسباب عديدة، ابرزها ضعف العرب، معتدلين كانوا ام ممانعين، وخروجهم كلياً من دائرة الفعل على الصعيدين الاقليمي والدولي، الامر الذي ربما يجعلهم فريسة سهلة لضغوط امريكية اسرائيلية، تؤدي الى التفريط بالثوابت الاساسية لقضية الصراع العربي الاسرائيلي، من خلال تعديل ما تسمى بمبادرة السلام العربية لتتجاوب مع 'التحفظات' الاسرائيلية.
فاللافت ان العرب مغيبون تماماً، او بالاحرى لا دور لهم مطلقاً في الأزمات الرئيسية التي تحتل قمة اولويات ادارة الرئيس اوباما، مثل الحربين الامريكيتين في العراق وافغانستان، والتوتر الحالي الناجم عن تقدم البرنامج النووي الايراني، واقترابه من اكمال عمليات التخصيب الكافية لانتاج اسلحة نووية.
قبول العرب، ونحن نتحدث هنا عن الأنظمة، لأي مبادرة امريكية جديدة للسلام (تحدث توني بلير المبعوث الدولي عنها باسهاب) سيعني الانخراط في حلف امريكي اسرائيلي لسحق حركات المقاومة في فلسطين ولبنان باعتبارها عقبة رئيسية على طريق تطبيعها. ورفضهم لها يعني تبرئة اسرائيل، وتحميل العرب في المقابل مسؤولية تعطيل عملية السلام في المنطقة.
الخيار العربي الرسمي يجب ان يأتي متطابقاً مع نظيره الشعبي، اي التمسك بالثوابت، بل وتعديل المبادرة العربية للسلام بشكل يضيف اليها بنودا جديدة، مثل التأكيد على تطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص على عودة جميع اللاجئين الى ديارهم، وتعويضهم عن سنوات اغتصاب اسرائيل لأرضهم واستغلالها لمياههم وبحرهم وثرواتهم الطبيعية على مدى ستين عاماً.
....
ما نسمعه ونشاهده ونقرأه في اوساط الاعلام الرسمي المصري بكل انواعه يوحي بالعكس تماماً، وعلينا ان نتوقع كارثة جديدة، بسبب هذا الحراك ونتائجه، تكون اسرائيل هي المستفيد الاكبر في نهاية المطاف مثلما جرت العادة دائماً. فيبدو ان ما تغير في البيت الابيض هو لون الرئيس وقفازاته، اما السياسات فمتقاربة ان لم تكن متطابقة، ونأمل ان نكون مخطئين.
"
عبد الباري عطوان
"تشهد المنطقة العربية هذه الايام 'حراكاً' يثير القلق، قلقنا نحن على الاقل، فمن المفترض ان يحل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ضيفاً على الرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ، وهناك انباء تتردد عن وجود اتصالات لعقد قمة ثلاثية مصرية أردنية اسرائيلية تسبق زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لواشنطن، مطلع الاسبوع المقبل، ناهيك عن اعلان البيت الابيض عن عزم الرئيس الامريكي باراك اوباما اختيار القاهرة لتوجيه خطاب الى الأمتين العربية والاسلامية مطلع الشهر المقبل.
.....
قلقنا يعود الى اسباب عديدة، ابرزها ضعف العرب، معتدلين كانوا ام ممانعين، وخروجهم كلياً من دائرة الفعل على الصعيدين الاقليمي والدولي، الامر الذي ربما يجعلهم فريسة سهلة لضغوط امريكية اسرائيلية، تؤدي الى التفريط بالثوابت الاساسية لقضية الصراع العربي الاسرائيلي، من خلال تعديل ما تسمى بمبادرة السلام العربية لتتجاوب مع 'التحفظات' الاسرائيلية.
فاللافت ان العرب مغيبون تماماً، او بالاحرى لا دور لهم مطلقاً في الأزمات الرئيسية التي تحتل قمة اولويات ادارة الرئيس اوباما، مثل الحربين الامريكيتين في العراق وافغانستان، والتوتر الحالي الناجم عن تقدم البرنامج النووي الايراني، واقترابه من اكمال عمليات التخصيب الكافية لانتاج اسلحة نووية.
قبول العرب، ونحن نتحدث هنا عن الأنظمة، لأي مبادرة امريكية جديدة للسلام (تحدث توني بلير المبعوث الدولي عنها باسهاب) سيعني الانخراط في حلف امريكي اسرائيلي لسحق حركات المقاومة في فلسطين ولبنان باعتبارها عقبة رئيسية على طريق تطبيعها. ورفضهم لها يعني تبرئة اسرائيل، وتحميل العرب في المقابل مسؤولية تعطيل عملية السلام في المنطقة.
الخيار العربي الرسمي يجب ان يأتي متطابقاً مع نظيره الشعبي، اي التمسك بالثوابت، بل وتعديل المبادرة العربية للسلام بشكل يضيف اليها بنودا جديدة، مثل التأكيد على تطبيق جميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص على عودة جميع اللاجئين الى ديارهم، وتعويضهم عن سنوات اغتصاب اسرائيل لأرضهم واستغلالها لمياههم وبحرهم وثرواتهم الطبيعية على مدى ستين عاماً.
....
ما نسمعه ونشاهده ونقرأه في اوساط الاعلام الرسمي المصري بكل انواعه يوحي بالعكس تماماً، وعلينا ان نتوقع كارثة جديدة، بسبب هذا الحراك ونتائجه، تكون اسرائيل هي المستفيد الاكبر في نهاية المطاف مثلما جرت العادة دائماً. فيبدو ان ما تغير في البيت الابيض هو لون الرئيس وقفازاته، اما السياسات فمتقاربة ان لم تكن متطابقة، ونأمل ان نكون مخطئين.
"
No comments:
Post a Comment