A Good Comment in Al-Quds Al-'Arabi (Arabic)
الياس خوري
"......
والمسألة واضحة على الرغم من تعقيدها، فالولايات المتحدة كانت وستبقى حليفا استراتيجيا لإسرائيل، واي افتراض آخر مجرد وهم وأمنيات مخادعة. تريد امريكا استقرارا في المنطقة، وانجازا ما، يسمح لها بتحسين شروط ورطتيها في العراق وافغانستان، وربما غدا في باكستان. كما يسمح لها بإدارة الملف الايراني من دون ضغط قضية فلسطين
......
التباين بين الموقفين الاسرائيلي والامريكي مرحب به في كل حين. لكنه لن يجترح المعجزات، وذلك بسبب انهيار النفوذ ومصادر القوة الذي يعانيه العالم العربي. اي ان حدود الضغط الامريكي على اسرائيل، مرهون بالضغط العربي على امريكا واسرائيل.
والسؤال هو كيف يضغط النظام العربي من اجل التوصل الى تسوية؟
يبدو لي ان النظام العربي تخلّى عن جميع اسلحته، ولا يضع على طاولة المفاوضات سوى سلاح واحد، هو ضعفه. العرب يهددون بضعفهم، وباحتمال انهيار انظمتهم، وبعجزهم المطلق، كي يفرضوا على امريكا التدخل من اجل التوصل الى تسوية تحفظ لهم ماء وجوههم.
قد يرى البعض في هذا تكتيكا ذكيا، لأنه سيجبر الولايات المتحدة على التحرك، قبل انهيار المنطقة. لكن هذا الذكاء ليس سوى ذكاء الأغبياء، لأنه لا يذكرنا سوى بزمن انهيار الامبراطورية العثمانية،
.....
السلطات العربية تلعب الورقة نفسها، تحول ضعفها سلاحا تهدد به الولايات المتحدة بخراب منابع النفط، وهي تنتظر حلا ينقذها من ورطتها مع الاحتلال الاسرائيلي الممتلئ غطرسة.
الى اين ستقود هذه السياسة المشرق العربي؟
لا ادري، لكن حتى لو نجحت في اقناع الولايات المتحدة بممارسة ضغط محدود على اسرائيل، والضغط لن يكون سوى محدود، والا سقطنا في الوهم، فإن مردود هذا الضغط لن يصل بنا الى تسوية حقيقية ومقبولة،
......
العرب ينتظرون اوباما، لكن الانتظار وحده لا يكفي، بل يحتم سياسة لا مكان لها في زمن الخمول هذا. وسيكتشف العرب، ان غودو حين اتى لم يجد احدا، لأن منتظريه لم يفعلوا شيئا سوى الانتظار، فتلاشوا وافترسهم الفراغ.
"
الياس خوري
"......
والمسألة واضحة على الرغم من تعقيدها، فالولايات المتحدة كانت وستبقى حليفا استراتيجيا لإسرائيل، واي افتراض آخر مجرد وهم وأمنيات مخادعة. تريد امريكا استقرارا في المنطقة، وانجازا ما، يسمح لها بتحسين شروط ورطتيها في العراق وافغانستان، وربما غدا في باكستان. كما يسمح لها بإدارة الملف الايراني من دون ضغط قضية فلسطين
......
التباين بين الموقفين الاسرائيلي والامريكي مرحب به في كل حين. لكنه لن يجترح المعجزات، وذلك بسبب انهيار النفوذ ومصادر القوة الذي يعانيه العالم العربي. اي ان حدود الضغط الامريكي على اسرائيل، مرهون بالضغط العربي على امريكا واسرائيل.
والسؤال هو كيف يضغط النظام العربي من اجل التوصل الى تسوية؟
يبدو لي ان النظام العربي تخلّى عن جميع اسلحته، ولا يضع على طاولة المفاوضات سوى سلاح واحد، هو ضعفه. العرب يهددون بضعفهم، وباحتمال انهيار انظمتهم، وبعجزهم المطلق، كي يفرضوا على امريكا التدخل من اجل التوصل الى تسوية تحفظ لهم ماء وجوههم.
قد يرى البعض في هذا تكتيكا ذكيا، لأنه سيجبر الولايات المتحدة على التحرك، قبل انهيار المنطقة. لكن هذا الذكاء ليس سوى ذكاء الأغبياء، لأنه لا يذكرنا سوى بزمن انهيار الامبراطورية العثمانية،
.....
السلطات العربية تلعب الورقة نفسها، تحول ضعفها سلاحا تهدد به الولايات المتحدة بخراب منابع النفط، وهي تنتظر حلا ينقذها من ورطتها مع الاحتلال الاسرائيلي الممتلئ غطرسة.
الى اين ستقود هذه السياسة المشرق العربي؟
لا ادري، لكن حتى لو نجحت في اقناع الولايات المتحدة بممارسة ضغط محدود على اسرائيل، والضغط لن يكون سوى محدود، والا سقطنا في الوهم، فإن مردود هذا الضغط لن يصل بنا الى تسوية حقيقية ومقبولة،
......
العرب ينتظرون اوباما، لكن الانتظار وحده لا يكفي، بل يحتم سياسة لا مكان لها في زمن الخمول هذا. وسيكتشف العرب، ان غودو حين اتى لم يجد احدا، لأن منتظريه لم يفعلوا شيئا سوى الانتظار، فتلاشوا وافترسهم الفراغ.
"
No comments:
Post a Comment