Thursday, June 11, 2009
لبنان: موسم الشماتة بالمهزومين
لبنان: موسم الشماتة بالمهزومين
عبد الباري عطوان
"من يتابع اجهزة اعلام دول محور الاعتدال وحالة الشماتة التي سادتها بعد اعلان نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، فجر يوم الاثنين الماضي، يخرج بانطباع مفاده ان العرب حققوا نصرا تاريخيا على عدو رهيب احتل ارضهم واهان كرامتهم الوطنية.
حالة سعار عربية غير مسبوقة، وهجوم دون وعي، والسبب هو الكراهية الممزوجة بالحقد على 'حزب الله' زعيم تكتل الثامن من آذار،
....
فعندما تقف امريكا واسرائيل جنبا الى جنب مع دول محور الاعتدال، المملكة العربية السعودية ومصر على وجه التحديد، في مواجهة تكتل الثامن من آذار، وتجيّش الانصار وتستوردهم بالطائرات، وترصد مئات الملايين من الدولارات من اجل هذا الهدف، فإن هذا اكبر تجسيد لحالة الاستقطاب المرعبة التي تعيشها المنطقة، وانعكست بشكل جلي في الانتخابات اللبنانية الاخيرة.
.....
نذّكر هنا بأن التكتل الذي هُزم في هذه الانتخابات هو الذي الحق الهزيمة الاكبر والافدح بالدولة العبرية، وكسر انف جيشها الذي لا يقهر، وارسل اربعة آلاف صاروخ الى العمق الاسرائيلي، فهل هذه الهزيمة لهذا التكتل الوطني تستحق مهرجانات الفرح هذه، التي نراها في اكثر من عاصمة عربية، وبالذات في الرياض والقاهرة على وجه الخصوص؟
ردود فعل بعض الدول العربية وصحافتها وكتابها ذات النزعة الثأرية، جاءت اكبر اثبات على مدى تدخل هذه الدول بشكل مباشر في الشأن الداخلي اللبناني، وهي التي بنت مواقفها تجاه لبنان على اساس منع التدخلات الخارجية، السورية والعربية منها على وجه الخصوص
.....
كلمة أخيرة نقولها بأن المنطقة مقبلة على استحقاقات قد تقلب المعادلات السياسية رأساً على عقب، وكلها تدور حول قطبي الصراع الحالي، اي ايران وامريكا، ونتمنى على الشامتين بهزيمة تحالف 'حزب الله' ان يتريثوا لبرهة، ويفكروا ويتبصروا بماذا سيحدث لو تفاهم القطبان، اي امريكا وايران بشأن المفاعل النووي الايراني او لم يتفاهما وتذهب المنطقة الى الحرب؟
"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment