Tuesday, March 23, 2010

هل يريد الاحتلال حقاً استدراج الفلسطينيين إلى المقاومة والانتفاضة؟

هاني المصري

"هناك فكرة يكررها، مؤخراً، بكثرة، بعض السياسيين والكتّاب والصحافيين الفلسطينيين والعرب، مفادها أن الاحتلال يستهدف من الاستفزازات والتصعيد الأخير جر الفلسطينيين مجدداً الى مربع المقاومة والانتفاضة حتى يتهرب من استحقاقات العملية السياسية وإلحاق الدمار والخسائر الفادحة بالفلسطينيين.

هذه الفكرة بدعة تحاول تضليل الفلسطينيين وقلب الحقيقة رأساً على عقب
.....
يمكن حاليا اللجوء إلى المقاومة الشعبية السلمية بكل أشكالها، والى المقاومة المسلحة إذا تغيرت الظروف. فلا يبقى على ما هو إلا هو. والمنطقة حبلى بإرهاصات التغيير.

تأسيساً على ما تقدم فان تصوير المقاومة المسلحة أو الانتفاضة الشعبية وكأنهما تحققان ما يريده الاحتلال بينما المفاوضات والعمل السياسي هما الطريق المثمر، وما يرفضه ويخشاه الاحتلال، إنما هو دليل قاطع على العجز ومحاولة للخداع والتضليل.

فلا يوجد عملية سلام جادة ضاغطة حقا على إسرائيل حتى نقول إنها تسعى لجر الفلسطينيين نحن المواجهة العنيفة حتى تتهرب من الاستحقاقات السياسية. فالاحتلال يمر بظروف مريحة بالإجمال لم يسبق لها مثيل، تتخللها أحيانا بعض الأزمات والخلافات بين اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، ولكنها خلافات بين الأصدقاء ولا تمس بالدعم المطلق الأميركي لإسرائيل، كما صرح باراك اوباما مؤخرا بعد الأزمة التي شهدتها العلاقات الأميركية الإسرائيلية بعد الصفعة الإسرائيلية لنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، المتمثلة بالاعلان عن مشروع استيطاني ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس في مستهل زيارته للمنطقة.

لقد تم حل الخلاف الاخير من خلال تراجع الإدارة الأميركية عن الجزء الأهم من مطالبها، مثلما تراجعت سابقا عن مطلبها بتجميد الاستيطان وعن وعدها بتقديم مبادرة سلام قادرة على حل الصراع خلال عامين.

إن إسرائيل إذا فرضت عليها المقاومة التي ستقوم دائما ردا على الاحتلال، تفضل أن تكون مسلحة لأنها تستطيع أن تستخدم تفوقها العسكري لإلحاق الهزيمة والضرر البالغ بالفلسطينيين وحسم المعركة بسرعة، لذلك تسعى، إذا كان لا بد أن يكون هناك مقاومة، لجر الفلسطينيين الى المقاومة المسلحة، بدون أن يلغي ذلك أنها ضد جميع أنواع المقاومة المسلحة والسلمية.

إن إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها، سواء إذا كان هناك مقاومة مسلحة أو شعبية، أو لم يكن هناك أي نوع من المقاومة بكل أشكالها، ولكنها تستطيع أن تنفذ أهدافها بسرعة اكبر وتكاليف اقل إذا حلت المفاوضات بدلا عن المقاومة وكانت وفقا للشروط الإسرائيلية، أي إذا ساد الهدوء والتعايش مع الاحتلال فإنه يصبح احتلالاً هادئاً ومريحاً بصورة اكبر وأكبر باستمرار
!!. "

No comments: