".....
لقد تجلى بما لا يقبل الشك عدم قدرة الدول العربية وعدم رغبتها في فعل شيء في ظل علاقاتها الحالية. ومن دفعته علاقاته الأميركية الإسرائيلية إلى ارتكاب ما لم يمكن تخيله في الماضي، وتم الإمساك به متلبسا بالجريمة أمعن في مواقفه وأصبح محصنا شعوريا ضد الفضائح.
هذه الحالة التي نشأت مؤخرا، (يضاف إليها تلويح إسرائيل برفع ثمن المقاومة بواسطة الحرب، وهو ما لم يجد ردا مقاوما بعد) تسمى حالة انسداد. وقد تعرف سكان غزة معنى الانسداد الحرفي والجسدي.
من قال إنه لا توجد أخبار؟ بل توجد. توجد أخبار يصنعها الأميركيون حتى في الرباعية إبان القيلولة. تصنع الولايات المتحدة أخبارا سيئة. ليس فقط لا يطرأ تقدم، بل يحصل تدهور، فيما يتلهى العرب بأخبار متخيلة عن خلافات وهمية بين إسرائيل والولايات المتحدة. فالولايات المتحدة لا تكتفي بتمرير الوقت، بل تنتج في هذه السياق أخبارا لا يسمعها أحد من المخدرة حواسهم تثاؤبا لرؤية كبير المفاوضين وسماع كبير المحللين... لقد قرأ مون بيان الرباعية وقد تضمن أمرين جديدين: أنه في القدس الشرقية (وليس في القدس) توجد مطالب مشروعة للطرفين... وهذا يعني أن لإسرائيل مطالب مشروعة في القدس الشرقية، وأنه ليس للفلسطينيين مطالب في القدس الغربية، وأن حل القضية يجب أن يكون حتى العام 2014.
وطبعا التشديد ليس على "يجب"، بل على اتفاق المشاركين في اجتماع موسكو على تأجيل توقعات، ما يسمى بـ"الحل"، إلى ما بعد انتهاء مدة وظائفهم... وهو تجديد لا ينفك يتجدد من تلقاء نفسه كل خمس سنوات. وافرحوا أيها الكتاب، وتهللوا أيها المحللون لا تخشوا البطالة، سيكون كلاما.
هذه أخبار إذن رغم كل شيء. وقد مرت من دون انتباه.
لو شكل الغضب العربي الرسمي سببا للولايات المتحدة كي تختلف مع إسرائيل لحصل خبر. ولو شكل الغضب الشعبي المنظم إحراجا للواقع الرسمي لصنع خبرا.
لا بد من قطيعة معرفية مع الوهم المقدم كأنه حدث. ولا بد من وقف التوقعات من النظام العربي الحالي. ولا بد من توضيح المبادئ والأساسيات للبناء عليها، لمقاومة ما يجري ولتحديد ماذا نريد.
"
لقد تجلى بما لا يقبل الشك عدم قدرة الدول العربية وعدم رغبتها في فعل شيء في ظل علاقاتها الحالية. ومن دفعته علاقاته الأميركية الإسرائيلية إلى ارتكاب ما لم يمكن تخيله في الماضي، وتم الإمساك به متلبسا بالجريمة أمعن في مواقفه وأصبح محصنا شعوريا ضد الفضائح.
هذه الحالة التي نشأت مؤخرا، (يضاف إليها تلويح إسرائيل برفع ثمن المقاومة بواسطة الحرب، وهو ما لم يجد ردا مقاوما بعد) تسمى حالة انسداد. وقد تعرف سكان غزة معنى الانسداد الحرفي والجسدي.
من قال إنه لا توجد أخبار؟ بل توجد. توجد أخبار يصنعها الأميركيون حتى في الرباعية إبان القيلولة. تصنع الولايات المتحدة أخبارا سيئة. ليس فقط لا يطرأ تقدم، بل يحصل تدهور، فيما يتلهى العرب بأخبار متخيلة عن خلافات وهمية بين إسرائيل والولايات المتحدة. فالولايات المتحدة لا تكتفي بتمرير الوقت، بل تنتج في هذه السياق أخبارا لا يسمعها أحد من المخدرة حواسهم تثاؤبا لرؤية كبير المفاوضين وسماع كبير المحللين... لقد قرأ مون بيان الرباعية وقد تضمن أمرين جديدين: أنه في القدس الشرقية (وليس في القدس) توجد مطالب مشروعة للطرفين... وهذا يعني أن لإسرائيل مطالب مشروعة في القدس الشرقية، وأنه ليس للفلسطينيين مطالب في القدس الغربية، وأن حل القضية يجب أن يكون حتى العام 2014.
وطبعا التشديد ليس على "يجب"، بل على اتفاق المشاركين في اجتماع موسكو على تأجيل توقعات، ما يسمى بـ"الحل"، إلى ما بعد انتهاء مدة وظائفهم... وهو تجديد لا ينفك يتجدد من تلقاء نفسه كل خمس سنوات. وافرحوا أيها الكتاب، وتهللوا أيها المحللون لا تخشوا البطالة، سيكون كلاما.
هذه أخبار إذن رغم كل شيء. وقد مرت من دون انتباه.
لو شكل الغضب العربي الرسمي سببا للولايات المتحدة كي تختلف مع إسرائيل لحصل خبر. ولو شكل الغضب الشعبي المنظم إحراجا للواقع الرسمي لصنع خبرا.
لا بد من قطيعة معرفية مع الوهم المقدم كأنه حدث. ولا بد من وقف التوقعات من النظام العربي الحالي. ولا بد من توضيح المبادئ والأساسيات للبناء عليها، لمقاومة ما يجري ولتحديد ماذا نريد.
"
No comments:
Post a Comment