فتاوى شيخ الأزهر السياسية
رأي القدس
"ظل الأزهر ولعدة قرون أحد أبرز المرجعيات الاسلامية بسبب دوره التنويري، وانحيازه الى قضايا الأمة الاسلامية، وتخريج العديد من الشخصيات الوطنية البارزة، قبل ان يتحول الى صرح علمي يضم بين جوانحه كبار العلماء في مختلف المجالات.
والمؤسف ان هذه المؤسسة الاسلامية العريقة باتت تفقد دورها، وتتآكل مكانتها العلمية بسبب تدخلات الدولة في شؤونها، وتوظيفها في خدمة الحاكم وسياساته من خلال مجموعة من العلماء المنافقين الذين 'يطرزون' الفتاوى وفق املاءاته.
بالأمس دخل الأزهر مجدداً على خطط المصالحة بين الفصيلين المتناحرين اي حركتي 'فتح' و'حماس' في توقيت محسوب بعناية، حيث قال شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب ان هذه المصالحة 'فريضة شرعية' و'واجب مقدس' ومن يعرقلها او يؤخرها فهو 'آثم'.
اللافت ان هذه الفتوى تأتي بعد أيام معدودة من الحملة الشرسة التي شنتها وزارة الخارجية المصرية ضد حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' حيث حملتها مسؤولية انهيار جهود المصالحة الفلسطينية، قائلة في بيان رسمي 'ان تصريحات اعضاء الحركة الاخيرة كشفت عن محاولتها التملص من تلك المسؤولية والقائها على عاتق مصر'.
ولا يختلف اثنان على ضرورة اتمام المصالحة الفلسطينية، وضرورة وضع حد لحال الانقسام الفلسطيني الحالية المؤسفة، ولكن السؤال الاصعب هو على أي اساس تتم هذه المصالحة، هل على اساس الانخراط في مسيرة سلمية عقيمة ومذلة، تنص على الاعتراف باسرائيل والتنازل عن معظم فلسطين، بما في ذلك القدس المحتلة، ام على اساس مشروع خيار المقاومة لتحرير الارض والمقدسات؟
شيخ الازهر في فتواه هذه التي جاءت بايعاز رسمي دون شك، لا يريد قطعا ان ترتكز المصالحة على ارضية المقاومة، وانما وفقا لما تريده الحكومة المصرية ووثيقتها، اي انخراط حركة 'حماس' في العملية السلمية دون شروط، والتخلي كليا عن مشروعها المقاوم، والقبول بكل الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وعلى رأسها اتفاق 'اوسلو'.
ولا نفهم لماذا تزج هذه المؤسسة العريقة بنفسها في هذه المسألة، واصدار فتاوى سياسية تتعارض مع الدين والعقيدة، وتسيء الى الازهر وتاريخه الحافل في قيادة مقاومة الاحتلال، وتقديم الشهداء من ابنائه لنصرة القضايا الوطنية في مصر ومختلف الاقطار العربية والاسلامية الاخرى.
طاعة الله والرسول امر واجب على كل مسلم، ولا نختلف مع الشيخ الطيب في ذلك مطلقا، ولكن ما نختلف معه فيه هو طاعة حكام فاسدين ديكتاتوريين، يحكمون بالحديد والنار ويتخلون عن واجباتهم الدينية والاخلاقية في نصرة الضعفاء والمظلومين.
كنا نتمنى على شيخ الازهر اعطاء الاولوية لنصرة مليوني مسلم محاصرين مجوعين في قطاع غزة، بسبب السور الفولاذي الذي تبنيه حكومته، واصدار فتوى شرعية ببطلان هذه الخطوة، وضرورة كسر هذا الحصار بكل الطرق والوسائل، ولكنه للأسف لم يفعل ولن يفعل.
هناك قضايا عديدة اخرى تستحق مواقف صلبة من شيخ الازهر ومؤسسته، سواء داخل مصر او خارجها، مثل تحريم بيع الغاز المصري رخيصا للاسرائيليين، او ادانة تعذيب المعارضين حتى الموت في السجون، وتزوير الانتخابات او التنسيق الامني مع الاسرائيليين، واستقبال قادتهم الملطخة ايديهم بدماء الشهداء في قطاع غزة.
لقد ثبت بالدليل القاطع، وبعد هذه الفتوى السياسية ان شيخ الازهر الجديد لا يختلف عن سلفه الدكتور محمد سيد طنطاوي، بل ربما اكثر منه التزاما بالخط الرسمي وسياساته، الامر الذي يدفعنا للترحم على مؤسسة الازهر العريقة، ونفقد اي امل بعودتها الى جذورها الحقيقية كمرجعية اسلامية تحظى بالاحترام والتقدير.
"
رأي القدس
"ظل الأزهر ولعدة قرون أحد أبرز المرجعيات الاسلامية بسبب دوره التنويري، وانحيازه الى قضايا الأمة الاسلامية، وتخريج العديد من الشخصيات الوطنية البارزة، قبل ان يتحول الى صرح علمي يضم بين جوانحه كبار العلماء في مختلف المجالات.
والمؤسف ان هذه المؤسسة الاسلامية العريقة باتت تفقد دورها، وتتآكل مكانتها العلمية بسبب تدخلات الدولة في شؤونها، وتوظيفها في خدمة الحاكم وسياساته من خلال مجموعة من العلماء المنافقين الذين 'يطرزون' الفتاوى وفق املاءاته.
بالأمس دخل الأزهر مجدداً على خطط المصالحة بين الفصيلين المتناحرين اي حركتي 'فتح' و'حماس' في توقيت محسوب بعناية، حيث قال شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب ان هذه المصالحة 'فريضة شرعية' و'واجب مقدس' ومن يعرقلها او يؤخرها فهو 'آثم'.
اللافت ان هذه الفتوى تأتي بعد أيام معدودة من الحملة الشرسة التي شنتها وزارة الخارجية المصرية ضد حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' حيث حملتها مسؤولية انهيار جهود المصالحة الفلسطينية، قائلة في بيان رسمي 'ان تصريحات اعضاء الحركة الاخيرة كشفت عن محاولتها التملص من تلك المسؤولية والقائها على عاتق مصر'.
ولا يختلف اثنان على ضرورة اتمام المصالحة الفلسطينية، وضرورة وضع حد لحال الانقسام الفلسطيني الحالية المؤسفة، ولكن السؤال الاصعب هو على أي اساس تتم هذه المصالحة، هل على اساس الانخراط في مسيرة سلمية عقيمة ومذلة، تنص على الاعتراف باسرائيل والتنازل عن معظم فلسطين، بما في ذلك القدس المحتلة، ام على اساس مشروع خيار المقاومة لتحرير الارض والمقدسات؟
شيخ الازهر في فتواه هذه التي جاءت بايعاز رسمي دون شك، لا يريد قطعا ان ترتكز المصالحة على ارضية المقاومة، وانما وفقا لما تريده الحكومة المصرية ووثيقتها، اي انخراط حركة 'حماس' في العملية السلمية دون شروط، والتخلي كليا عن مشروعها المقاوم، والقبول بكل الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، وعلى رأسها اتفاق 'اوسلو'.
ولا نفهم لماذا تزج هذه المؤسسة العريقة بنفسها في هذه المسألة، واصدار فتاوى سياسية تتعارض مع الدين والعقيدة، وتسيء الى الازهر وتاريخه الحافل في قيادة مقاومة الاحتلال، وتقديم الشهداء من ابنائه لنصرة القضايا الوطنية في مصر ومختلف الاقطار العربية والاسلامية الاخرى.
طاعة الله والرسول امر واجب على كل مسلم، ولا نختلف مع الشيخ الطيب في ذلك مطلقا، ولكن ما نختلف معه فيه هو طاعة حكام فاسدين ديكتاتوريين، يحكمون بالحديد والنار ويتخلون عن واجباتهم الدينية والاخلاقية في نصرة الضعفاء والمظلومين.
كنا نتمنى على شيخ الازهر اعطاء الاولوية لنصرة مليوني مسلم محاصرين مجوعين في قطاع غزة، بسبب السور الفولاذي الذي تبنيه حكومته، واصدار فتوى شرعية ببطلان هذه الخطوة، وضرورة كسر هذا الحصار بكل الطرق والوسائل، ولكنه للأسف لم يفعل ولن يفعل.
هناك قضايا عديدة اخرى تستحق مواقف صلبة من شيخ الازهر ومؤسسته، سواء داخل مصر او خارجها، مثل تحريم بيع الغاز المصري رخيصا للاسرائيليين، او ادانة تعذيب المعارضين حتى الموت في السجون، وتزوير الانتخابات او التنسيق الامني مع الاسرائيليين، واستقبال قادتهم الملطخة ايديهم بدماء الشهداء في قطاع غزة.
لقد ثبت بالدليل القاطع، وبعد هذه الفتوى السياسية ان شيخ الازهر الجديد لا يختلف عن سلفه الدكتور محمد سيد طنطاوي، بل ربما اكثر منه التزاما بالخط الرسمي وسياساته، الامر الذي يدفعنا للترحم على مؤسسة الازهر العريقة، ونفقد اي امل بعودتها الى جذورها الحقيقية كمرجعية اسلامية تحظى بالاحترام والتقدير.
"
No comments:
Post a Comment