Monday, August 23, 2010

نصيحة لحكومة حماس../


نضال حمد

"...
نشهد منذ فترة طويلة تجاوزات عديدة وكثيرة ومختلفة تقوم بها شرطة وقوات الحكومة في غزة. ولأننا بعيدون عن المكان فإننا نعتمد على شهادات الناس وما تتناقله وسائل الاعلام والمؤسسات الحقوقية الخاصة، وعلى بعض الأصدقاء الموثوقين الذين يعيشون في غزة.

لا بد لنا أن نذكر الذين يرتكبون التجاوزات بحق شعبهم بأن الشعب المحاصر في القطاع هو الذي انتخبهم وهو الذي يحمي المقاومة وهو الذي غفر لهم تجاوزاتهم يوم حسموا أمر القطاع لصالحهم. مع أن كثير من التجاوزات سواء التي حصلت في الميدان أو الأخرى التي تفوه بها قادة سياسيون من الحركة، هاجموا خلالها الآخرين من كل أصناف وفئات الشعب الفلسطيني، واعتبروها بداية حرب مقدسة على العلمانيين والزنادقة ..الخ. هذا الشعب الذي يدفع ثمن الصمود من حريته وحياته هو أيضاً الذي يتحمل الحصار بكل ابعاده
....
... هذا الشعب لا يستحق أن يعامل من قبل حكومة "المقاومة" بأساليب قمعية وفوقية وديكتاتورية وتمييزية. إذ لا يحق لأي كان سواء من كتائب القسام أو القوة التنفيذية أو الشرطة العادية أن يوقف المواطنين المتنزهين برفقة النساء لسؤالهم عن عقود زواجهم.

ولا يحق لهؤلاء أن يجبروا أي فلسطينية على ارتداء الحجاب، خاصة إذا كانت لا ترغب بذلك. ولا يحق لهم أن يمنعوا النسوة من تدخين الشيشة في المقاهي والمنتزهات القليلة المتوفرة على شاطئ القطاع. كما لا يحق لهؤلاء أن يعتدوا على الاعلاميين والصحافيين، كما حصل مؤخراً مع مراسل الجزيرة، ومع المسؤولين عن إذاعة صوت الشعب المحلية في القطاع.

كما لا يحق لهم أن يعتدوا على المتظاهرين والمحتجين على انقطاع الكهرباء في غزة. ولا أن يقمعوا احتجاجا لأن القائمين عليه من تنظيم لا يتفق معهم في الرؤية والموقف من بعض القضايا. وهو تنظيم مقاوم مارس المقاومة منذ نحو خمسين عاماً، وقدم الغالي والنفيس لأجل فلسطين حرة ديمقراطية مستقلة، غير تابعة وذات سيادة. فمن العيب والعار أن يتم الاعتداء على رفاق أحمد سعدات وأبو علي مصطفى لأنهم احتجوا على انقطاع الكهرباء وعلى الطريقة التي تتم فيها معالجة هذه القضية من قبل حكومتي رام الله وغزة. فمن حق أي فلسطيني أن يحتج على أعلى رأس فلسطيني وإلا ما فائدة وجوده، فهو إن لم يتكلم ويرفع صوته يصبح مجرد شاهد زور، تماماً كما أعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية.

كيف يمكن لقوات الشرطة التابعة لحكومة رئيس الوزراء في غزة السيد اسماعيل هنية أن تعتدي على الطفل، نجل الشهيد وليد الغول، لأنه شارك في التظاهرة المذكورة..
...
موضوع التجاوزات في غزة أصبح حديث الساعة وعلى كل شفة ولسان، والردود التي نسمعها من قبل أركان حماس وحكومتها في القطاع غير مقنعة. وغير مشجعة. فبعض الناس أخذوا يترحمون على أيام حكومات فتح وشرطتها بالرغم من كل السيئات التي قامت بها. والشعب الذي يجرب ويختبر ويتعلم ويعرف الحكومات لا بد أنه لن يرحم يوم تقع الواقعة. لذا على الحكومة التي تعتبر حكومة مقاومة أن تحترم شعبها، وأن توقف التجاوزات التي يقوم بها أفرادها. وأن تحاسب القادة والكوادر المتزمتين والقمعيين الذين لا يرون في فلسطين سوى أنفسهم وأقرانهم وماعداهم فهو ملحد وكافر وعلماني وزنديق. إن هذه التجاوزات إذا لم تتوقف سوف تقضي على حكومة حماس اولاً ...
......"

No comments: