Tuesday, April 3, 2012

"نهاية الأسطورة".. الجزيرة وأنصار بشار



"نهاية الأسطورة"، كان هذا هو "المانشيت" الرئيس لصحيفة الأخبار اللبنانية (الأربعاء 28/3)، وكان عنوانا لملف يتحدث عن محطة الجزيرة الفضائية في سياق من تحطيم "الأسطورة"، الأمر الذي دأبت عليه الصحيفة التابعة لحزب الله منذ شهور، وذلك ضمن تغطيات وتسريبات ومقالات عديدة تنشر بين حين وآخر لا همَّ لها سوى الحط من قدر المحطة القطرية.

والحال أن استهداف الجزيرة لا يبدو حكرا على "الأخبار" اللبنانية، بل يشمل عموم إعلام حزب الله (دعك من إعلام بشار الأسد)، ومن يوالون النظام السوري تحت عناوين شتى (طائفية ومذهبية وحزبية وأيديولوجية)، وهؤلاء لهم حضورهم في شرايين الإعلام العربي، لاسيما أن قطاعا منهم ينتمي إلى اللون اليساري والقومي، وإن أخفى قطاع منهم تحت ذات العناوين أبعادا طائفية ومذهبية تبدو الأكثر حضورا في بعض الأحيان، ولا تخفيها الشعارات السياسية عن الصراع مع الإمبريالية الأميركية والحرص على القضية الفلسطينية (كراهية الإسلاميين الذين يتصدرون المشهد خلال الثورات وبعدها تحضر على نحو لافت عند بعضهم).

وإذا ذهبت تنقب في التاريخ القريب، فستفاجأ بأن كثيرا من هؤلاء الذين يمعنون اليوم هجاءً في الجزيرة كانوا من ضيوفها المكرمين الدائمين، وأقله من مادحيها التقليديين يوم كانت تلتقي معهم في المسار السياسي، بل إن بعضهم قد تحولوا بفضل الجزيرة إلى نجوم ومشاهير، أما اليوم فقد تغيرت المواقف.
....
بأي معيار يقيس هؤلاء الأمور؟! سيقولون إن في التغطية تجاوزا على المهنية (يحشدون في هذا السياق آراءً لمراسلين وعاملين في المحطة يوالون النظام لأسباب طائفية ومذهبية ولم تفصلهم المحطة رغم هجائهم لها في الرسائل والتسريبات)، وقد يكون بعض ذلك صحيحا، لكن الجزيرة تغطي الثورة بوسائل غير مألوفة تبعا لمنعها من التغطية الطبيعية. إنها تغطي ثورة ضد نظام ذي بنية أمنية وطائفية وقادر على التلاعب بالأحداث، ومن الطبيعي أن يورطها في بعض الأخبار غير الصحيحة، ولكن هل إن قتل الناس في الشوارع وثورتهم عليه كذب أيضا؟! ثم ألا يظهر أتباع النظام يوميا على الجزيرة لكي يبرروا ويفندوا ما يجري؟!

إنهم يريدون الجزيرة بوقا لأهوائهم لكي تحظى بالرضا، ولو فعلت لخسرت شعبيتها أمام الشعوب الذين لا ينحازون لشيء هذه الأيام قدر انحيازهم للثورة السورية.
الجزيرة لم تخسر جمهورها، وإن خسرت أنصار الأسد الذين تحولوا لفضائية الدنيا "المهنية جدا جدا"، ومعها الفضائية السورية والإخبارية السورية، وهؤلاء لا يشكلون سوى نسبة لا تُذكر من الجمهور، ولا حاجة لها بهم تبعا لذلك، وليستمتعوا بمشاهدة فضائية رامي مخلوف العظيمة.
"

No comments: