ليست الديموقراطية مجرد انتخابات.
لكن الانتخابات في الديموقراطية هي الممارسة التي تجسّد المبدأ الاساس: ممارسة الشعب حقه في اختيار حكامه ومحاسبتهم وتغييرهم. يأتي بعد ذلك الباقي والمكمّل: المساواة السياسية والقانونية بين افراد الشعب، الحريات والحقوق الاساسية المضمونة في القانون والمؤسسات، فصل السلطات، انبثاق السلطة التنفيذية عن السلطة التشريعية، تداول السلطة بين حكم ومعارضة... الخ.
لم تحقق الثورات العربية قسما كبيرا من هذه الاهداف ولا انشأت ما تحتاج اليه من المؤسسات بعد، مع انها تقف امام تحدياتها في مراحل انتقالية تأسيسية، لا يفترض بها ان تتجاوز العام او العامين، تجري خلالها صياغة الدساتير وتشريع الأنظمة الانتخابية الاساسية وانشاء المؤسسات المواكبة.
لكن ما حققته الثورات العربية انها فرضت المبدأ الانتخابي. مصر مثالا.
من اطرف تعريفات الديموقراطية انها تقوم على مبدأ «حق الاكثرية في الخطأ». لنقل ببساطة: خير ان تخطئ الاكثرية وان تكون لها آليات ومؤسسات ومهل دستورية لتصحيح اخطائها، من عصمة الفرد الحاكم الى الابد، او السلالة، جمهورية او ملكية،
او عصمة العقيدة، دينية كانت ام مدنية. فكيف نسائل او نحاسب او نعاقب او نغّير هؤلاء المعصومين؟ ان مشاهد واحداثا وتطورات، ودماء ودمارا ومجازر، طوال فترة العام ونصف العام المنصرمة، هي الجواب.
ما اكثر مثالب الديموقراطية ونظامها الانتخابي.
No comments:
Post a Comment