لميس اندوني -
على التيارات العلمانية, اليسارية والقومية منها, التوقف طويلاً عند معنى فوز المرشح الناصري حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة المصرية في المركز الثالث ¯ لدراسة التجربة بنجاحاتها واخفاقاتها.
نجح صباحي رغم محدودية الموارد المالية للحملة ووسط حملة تحشيد إعلامية رسمية, بثت الخوف والذعر من انهيار الاستقرار في مصر إذا لم ينجح مرشح المجلس العسكري أحمد شفيق, رغم القدرة التنظيمية العالية والواسعة للإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي.
لا شك أن حيازة المرشح الناصري على أكثر من 21 بالمئة من أصوات الناخبين, دلت أن وعي الشعب المصري بارتباط القضايا المطلبية والعدالة الاجتماعية, بقضايا التحرر الوطني رغم اتفاقية كامب ديفيد وارتهان مصر بالاعتماد على المعونات الأمريكية, بما يتبع ذلك من شروط سياسية واقتصادية.
لكن يجب التنبه أن ما جذب المواطن المصري إلى حمدين صباحي, وما يطرح من شعارات وخطاب سياسي, هو أنه يشبهه, ليس فقط من خلال تاريخه الملتصق بقضاياه, وهذا أمر مهم جداً, بل كيف قاد, هو وفريقه الحملة من دون نبرة استعلائية, متحدثاً بلغة مفهومة وبسيطة تتجاوب مع آمال مستمعيه وتلمس أرواحهم.
حملة صباحي, مثلاً لم تحاول أن تحارب التيار الإسلامي في خطابها, محترمة مشاعر الناس ومعتقداتها, وكانت كل رحلة على باص المرشح, وفي التجمعات الانتخابية تبدأ بتلاوة من القرآن الكريم, قبل التوقف دقيقة احتراماً لأرواح شهداء الثورة المصرية.
خطاب حمدين صباحي, رغم أنه كان علمانياً راقياً, لكنه لم يخدش مشاعر الناس, بأي لغة اقصائية ¯ فلم يكن هناك تحد صارخ للفكر الديني لا بالكتابات ولا بالخطابات.
Tuesday, May 29, 2012
لميس اندوني: عودة التيار القومي اليساري
First published in "Al Arab Al Yawm"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
Good posts today TGIA; thanks.
Post a Comment