Wednesday, July 25, 2012

التحديات الكبرى: المخاطر والآمال Azmi Bishara


MUST READ

1. بعد صمود ونضال اسطوريين وفي ظل قمع غير مسبوف تقترب الثورة السورية من هدفها الرئيسي وهو حسم مسألة تغيير النظام.
وكما توقعنا إذا لم تتوفر الحكمة قد يؤدي ذلك الى تفكيك الكيان.

2. لم يكن هذا ممكنا ولن يكون من دون نضال ملايين السوريين وعشرات آلاف الثوار المسلحين الأبطال.
ولكن منهم من يحملون آفات اجتماعية وقاموا بعمليات خطف وطلب فدية وقتل وغيره، ومنهم حالات مخترقة. فلا بد أن وكالات الدول قد استغلت الأوضاع وحاجة الثوار الطبيعية للدعم المالي واللوجستي وكراهيتهم المفهومة للنظام لإحداث اختراقات.
ومقتل 6 علماء سوريون حتى الآن مؤشر خطير. وكذلك محاولات البرزاني السيطرة على بعض المناطق بواسطة المجلس الوطني الكردي، الذي تسلح ولم يشارك في الثورة.
وإسرائيل لا تجلس وتتفرج، وكذلك المخابرات الأميركية (وهل يمكن أن يكون تغيير مدير المخابرات السعودي صدفة في سياق ما يجري في سوريا؟).
والنقاش الدائر حول السلاح الكيماوي ليس اعراب عن نية الفعل، فالفعل جار برأيي، ومن لا يرى ذلك لا يعرف معنى الدول العظمى والإقليمية، ولا معنى الصديق والعدو، ولا معنى أهمية سوريا الاستراتجية.
3. الثورة السورية هي ثورة وطنيةـ وكذلك الثوار. ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة أنه لم تقم قيادة عسكرية تراتبية للثوار على المستوى الوطني. وهنالك ايضا خطر الاقتتال الطائفي في مناطق التماس.
4.إذا كان الهدف هو إسقاط النظام واقامة دولة المواطنة، فإن الحفاظ على الوطن، والدولة ومؤسساتها هو رديف لإسقاط النظام لا يقل عنه أهمية أبدا، فالفوضى أسوأ أنواع الاستبداد. وهذا يتطلب نقل منظم للسلطة مع تنحي بشار الأسد وفي إطار الاتفاق على خلعه. والمطلوب هو ضمان تغيير النظام نحو التحول الديمقراطي من دون تفكيك الجيش والدولة والمؤسسات ويجب أن تعمل الوزارات المختلفة في اليوم التالي: من التموين وحتى المواصلات والدفاع.
ولا يمكن تجاهل مؤسسات صمدت طيلة هذه الفترة، ولا الاستخفاف بها، ولا يمكن إنكار حقيقة أن النظام واصل القمع وقاوم السقوط حتى بعد أن جرت عملية تصفية لقياداته الأمنية. وبالتأكيد هنالك دعم روسي وإيراني، ولكن هذا لا يكفي لتفسير استمرار النظام، فهنالك أساس ما اجتماعي وهنالك مؤسسات مثل الجيش يقوم عيه نظام الاستبداد هذا، وإلا لما نفع دعم روسي أو إيراني
5. لا بد أن يشتمل الانتقال على حكومة وحدة وطنية محددة الفترة والصلاحيات وتتألف من ممثلين عن الثوار والمعارضة السياسية، وممثلين عن مؤسسات الدولة الحالية ممن لم تلطخ ايديهم بالدماء. ويجري في ظلها تثبيت الاستقرار، وضمان وحدة سوريا، ووضع دستور ديمقراطية يجري بموجبة ترتيب الانتخابات.
6. يتم ذلك بتوافق قوى الشعب السوري الرئيسية، وبمرجعياته الفكرية والوطنية وشخصياته التي لا تطمح للسلطة بل للحفاظ على البلد، ومن دون تدخل أجنبي في فرض قيادات على الناس من منطلقات التوزيع الطائفي أو غيره.
7. يجب البدء في التفكير باليوم التالي، وذلك من منطلق سوري وطني سيادي. وزاوية النظر،والمقاربة هذه هي الامتحان لمقدرة الثورة أن تتصرف كدولة. هذه هذا مبكر؟ لا ليس مبكرا، فصحيح انه لم تنته عملية إسقاط النظام، ولكن هذه المقاربة تساهم في مسألة كيفية إسقاطه،وما العمل في مراحل الثورة الأخيرة.

No comments: