لبنان: مصرع خمسة باشتباكات طائفية ونزوح كثيف في طرابلس
بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: اهتز الامن على الحدود اللبنانية السورية في منطقة الشمال حيث تعرضت قرى عديدة في منطقة عكار لسقوط قذائف من الجانب السوري أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، في وقت لا تزال مشاركة حزب الله في القتال في سورية تتقدم كل الاخبار في ضوء ارتفاع عدد القتلى والجرحى.
جاء ذلك فيما قتل خمسة اشخاص الثلاثاء واصيب العشرات في اشتباكات متواصلة منذ يومين في مدينة طرابلس بشمال لبنان، بين سنة وعلويين منقسمين على خلفية النزاع في سورية.
وقال مصدر من المدينة ان القتلى اربعة من السنة بينهم إمام مسجد منطقة باب التبانة، وعلوي واحد في اشتباكات عنيفة، تستخدم فيها مختلف انواع الاسلحة، منها قذائف هاون.
وتشهد المدينة منذ الاحد اشتباكات متقطعة بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية والمتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس السوري بشار الاسد.
وادت الاشتباكات في اليومين الماضيين الى مقتل اربعة اشخاص آخرين على الاقل، بينهم عنصران من الجيش اللبناني قتلا امس الاول، بحسب ما افادت قيادة الجيش-مديرية التوجيه.
واشار المصدر الى تسجيل حركة نزوح كثيفة من منطقة باب التبانة في اتجاه الاحياء الداخلية لطرابلس، كبرى مدن الشمال، والتي قطعت الطريق الدولية بينها وبين الحدود السورية بسبب اعمال القنص.
وذكر موقع ‘شفاف’ الالكتروني ان ‘الامين العام لـ’حزب الله’ حسن نصرالله توجه الى مدينة الهرمل في البقاع اللبناني، حيث خاطب مقاتلين من الحزب قبل توجههم الى بلدة القصير السورية للمشاركة في القتال، كما تحدث عبر اللاسلكي الى المقاتلين المنتشرين في المدينة لشحذ هممهم، فيما قال ناشطون معارضون ان نحو 30 من مقاتلي الحزب و20 من أفراد القوات السورية و’الشبيحة’ قتلوا في اشتباكات البلدة في اليومين الماضيين.
وقال الموقع ان ‘الهرمل التي تعرضت لـ 8 صواريخ ‘غراد’ شهدت في الليل السابق تجمعاً كبيراً لمقاتلين من ‘حزب الله’ والحرس الثوري الايراني، وان نصرالله حضر الى المدينة وخاطب هؤلاء المقاتلين قبل توجههم الى القصير، كما ارسل رسالة تم التقاطها عبر جهاز اللاسلكي للمقاتلين المنتشرين على جبهات البلدة ليشحذ هممهم ويرفدهم بالمعنويات’.وافاد الموقع ان ‘نصرالله وجه نداء ‘لبيك يا صاحب الزمان وادركنا يا صاحب الزمان’ الى مقاتلي القصير بعد ان خاطبهم قائلاً: ‘الى رجال الله كفاهم فخراً، بوركت سواعدكم السمراء، رجال الله في القصير لكم منا كل التحايا انتم ايها الحسينيون، يا ابناء محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، انتم شجاعة العباس، واصحاب الحسين بكربلاء، يا صرخة زينب عبر التاريخ تلك التي هزت عرش يزيد واليزيديين’.تابع نصرالله: ‘نعم انتم في القصير تقولون لن تسبى زينب مرتين، ليتني كنت معكم، ليتني رصاصكم، ليتني مع وسداتكم في سوح الكرامة والعنفوان، ليتني زغردة حناجركم، حياكم الله ونصركم على الضلال كله والكفر كله’.الى ذلك، أفيد عن وصول دفعة جديدة من عناصر ‘حزب الله’ الذين قتلوا في المعارك في القصير الى منطقة الجنوب وعددها يقارب 17 عنصراً.
وذكرت المعلومات ان القتلى هم: نادر حسن ترحيني ـ عبا، نعيم سامر ظاهر ـ عربصاليم، سعادة علي محمود ـ لبايا، حسن محمد حدرج ـ حبوش، علي حسن بدران ـ دير الزهراني، محمد جواد راضي ـ زبقين، علي محمود معلم ـ كفررمان، رائف محمد عليق، ماجد علي العلي ـ دير قانون النهر، حسن حسين مهدي ـ القصيبة، علي رمزي كوثراني ـ النميرية، وليد محمد سليمان، جواد سليمان العلي ـ ميدون، سمير محمد حجازي بليدا، حاتم حسين ـ النفاخية، ورضا عاشور وحسن حريري.
وفي سياق متصل، وفي اعقاب انتشار انباء مقتل العناصر في القرى والبلدات الجنوبية بدأت عمليات التعرض للعمال السوريين في القرى والبلدات الجنوبية.وفي اعقاب نعي محسن سمير برو من بلدة الشرقية الجنوبية’والاعلان عن موعد دفنه عصر امس الثلاثاء في جبانة بلدته، قام عدد من الاهالي المستنكرين لمقتل برو بطرد العمال السوريين الذين غادروا الشرقية نحو الاودية المحيطة بها في الكوثرية ليبيتوا ليلتهم في العراء.
وعند العاشرة والنصف من ليل الإثنين اطلق مجهولون قنبلة صوتية في اتجاه مجمع يقطنه عمال سوريون في ساحة بلدة الشرقية لم تتسبب بإصابة أي من العمال.ولفتت المعلومات الى ان دورية من مخفر درك الدوير حضرت الى المكان ولم تجد في المجمع المستهدف سوى عامل سوري واحد بعدما تركه رفاقه خوفاً من عملية انتقام قد يتعرضون لها على ايدي ذوي واقرباء القتيل برو واهالي بلدته.
وفي برعشيت، واثر اعلان ‘حزب الله’ عن مقتل احد كوادره خليل يوسف مزهر، في القصير السورية، من مئذنة مسجد البلدة، والدعوة لتشييعه الثلاثاء، توجه عند الحادية عشرة الا ربعاً من ليل الإثنين، عدد من اقرباء وذوي القتيل، الى المنازل التي يقطنها عدد من النازحين والعمال السوريين واعتدوا عليهم بالضرب بالعصي والسكاكين ما ادى الى إصابة النازح السوري حميدي عدنان الخليفة بكسر بقدمه، نقل اثره الى مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، فيما فرّ عدد من السوريين من البلدة في اتجاه القرى المحيطة في بنت جبيل. وحضرت عناصر من الجيش والدرك واللجنة الامنية لحزب الله لتطويق الاشكال لمنع تفاقمه.
أما على الحدود الشمالية فقد سقط عدد من القذائف الصاروخية على بلدات قنية، كلخا، الحنيدر والكنيسة ما أدى الى سقوط عدد من الإصابات نقلوا جميعاً الى مستشفى السلام في القبيات.
ولاحقاً سقطت 3 قذائف في خراج بلدتي المونسى والعماير، تزامنا مع تشييع 3 قتلى سوريين، كانوا قضوا فجر امس في المواجهات داخل الاراضي السورية وتم سحبهم من وادي سرحان السوري، الى بلدة العماير حيث شيعوا، اثنان منهم من قرية اكوم السورية وآخر من قرية الهيت السورية ايضا.و ساد الخوف منطقتي جبل اكروم ووادي جرّاء تدهور الأوضاع حيث سجل نزوح عدد من المواطنين اللبنانيين من منازلهم الواقعة عند الحدود اللبنانية السورية مباشرة.الى ذلك، نقلت خمس جثث من عناصر المجموعات التي هاجمت المواقع السورية في جبل اكروم بواسطة سيارات الصليب الأحمر الى منطقة وادي خالد وهم قتلى سوريون.
تزامناً، وقع اشكال بين عناصر مركز الجيش اللبناني في بلدة العوادة في منطقة وادي خالد واشخاص لم يمتثلوا للتوقف عند حاجز الجيش، ما ادى الى اصابة احد ركاب السيارة وتم نقله بواسطة سيارة اسعاف تابعة للصليب الاحمر اللبناني الى مستشفى اسيدة السلامب في القبيات. واوقف الجيش شخصا من آل الشيبان، الامر الذي ترك تداعيات في بلدات وادي خالد حيث اقدم محتجون على قطع طريق الهيشة ـ وادي خالد.
No comments:
Post a Comment